تغييرات هادي.. "ترتيب البيت بالداخل" قبل مفاوضات الكويت (تحليل)
قبل أسبوعين من مفاوضات السلام المزمع عقدها بالكويت في 18 إبريل/نيسان الجاري، اتخذ الرئيس اليمني منصور عبد ربه هادي قرارات بالتغيير.
في خطوة مفاجئة، وقبل أسبوعين من مفاوضات السلام المزمع عقدها بالكويت في 18 إبريل/نيسان الجارى، اتخذ الرئيس اليمني منصور عبد ربه هادي قرارًا بتعيين الفريق علي محسن الأحمر نائبًا له، وأحمد عبيد بن دغر رئيسًا للوزراء، المنصبان اللذان استأثر بهما خالد بحاح طيلة الفترة الماضية.
خلافات
وتبدو قرارات الرئيس اليمني محاولة جادة لترتيب البيت من الداخل قبل الدخول في مفاوضات السلام بالكويت، لا سيما في ظل خلافات تردد صداها بين الحين والآخر على مدار العام الماضي بين الرئيس هادي ونائبه بحاح.
وكان بحاح قد تولى منصب رئيس الحكومة بقرار من الرئيس هادي في 13 أكتوبر/تشرين الأول عام 2014، عقب استقالة حكومة محمد سالم باسندوة، وتولى منصب نائب الرئيس في 12 إبريل/نيسان 2015.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، رفض بحاح تعديلا وزاريا أجراه الرئيس هادي بدعوى أنه تم دون مشاورته، ولوح نائب الرئيس حينها بإصدار بيان يرفض فيه علانية هذه التغييرات الوزارية، وتفاقمت هذه الخلافات خلال الفترة اللاحقة حول حدود صلاحيات الأخير وكذلك السبيل الأمثل لتسوية الأزمة بين الخيارين السلمي والعسكري، إلى حد وصفته بعض المصادر بـ"قطيعة "بين الطرفين، لم تفلح معها جهود الوساطة.
الخيار العسكري
الفريق علي محسن الأحمر، الرجل العسكري ظل مستشارا للرئيس هادي لشؤون الدفاع والأمن طيلة الفترة الماضية، حتى فبراير/شباط الفائت، حين أصدر الرئيس هادى قرارًا بتعيين الفريق الركن نائبًا عامًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، ليصبح الرجل الثاني في صناعة القرار العسكري بعد الرئيس.
ويعكس اختيار الأحمر نائبًا للرئيس تأكيدًا لأولوية الخيار العسكري والسيطرة الميدانية لقوات المقاومة والجيش اليمني حال التوصل لاتفاق، لا سيما في ظل المكاسب المتحققة بمساندة التحالف العربي، وكذلك أولوية الحسم العسكري حال تعثر المفاوضات المزمعة من الحوثيين وأنصار صالح.
والأحمر أحد مؤسسي حزب التجمع اليمني للإصلاح، ذي الخلفية الإسلامية، وهو التيار المعارض الأبرز لعلي عبدالله صالح في أثناء رئاسته، ويتمتع بروابط قبلية واسعة، كما كان صاحب التأييد العسكري الأول للثورة اليمنية في 12 مارس/آذار عام 2011، ذلك القرار الذي تبعه عدد كبير من القادة في وقت لاحق، وكان حينها قائد الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الشرقية العسكرية.
أحمد بن دغر
كما جاء اختيار الرئيس اليمني منصور عبدربه هادي لأحمد عبيد بن دغر في إطار ترتيب الأوراق قبل المفاوضات أيضًا، والاستعداد بحكومة جديدة لمرحلة ما بعد المفاوضات؛ حيث شغل بن دغر منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة باسندوة، إضافة إلى منصب وزير للاتصالات وتقنية المعلومات، وأصدر الرئيس هادي قرارًا بتعيينه مستشارًا في الأول من أغسطس/آب العام الماضي، قبل القرار الأخير بتعيينه رئيسًا للوزراء.
وكان بن دغر قياديًّا بارزًا في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ترأسه صالح قبل الثورة اليمنية، وانشق عن الحزب في العام الماضي، وأعلن ولاءه لشرعية الرئيس هادي.
وبينما يعتزم أطراف النزاع اليمني بدء هدنة منتصف ليل الـ10 من إبريل/نيسان، يبدو اختيار الأحمر ترجيحًا للخيار العسكري، كما تبدو خطوات الرئيس اليمني أكثر حسمًا لتوحيد الجبهة قبل الدخول في مفاوضات الكويت برعاية الأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjE4OS4xNDMuMSA=
جزيرة ام اند امز