أزمة التحكيم تهدد سمعة كرة القدم التونسية
رغم السمعة الطيبة التي تحظى بها كرة القدم التونسية على الصعيد الإفريقي، إلا أن أخطاء الحكام المتكررة تشكل تهديدًا كبيرًا لهذه السمعة.
رغم السمعة الطيبة التي تحظى بها كرة القدم التونسية وتصدر دوري المحترفين التونسي لتصنيف بطولات الدوري في افريقيا خلال عام 2015 وفقا لتصنيف الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء، فإن أخطاء الحكام المتكررة تشكل تهديدا كبيرا لهذه السمعة.
واشتهر حكام تونس بالإجادة في البطولات الكبرى مثل كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية ومن بينهم ناجي الجويني وعلي بن ناصر، لكن ظهورهم أصبح نادرا في الأحداث المهمة خلال الآونة الأخيرة.
وفي الموسمين الأخيرين على وجه التحديد لا يخلو أسبوع تقريبا من احتجاجات قوية على أداء الحكام مع اتهامات بمحاباة أندية بعينها على حساب أندية أخرى.
وقال حبيب ناني الرئيس السابق للإدارة الوطنية للتحكيم لصحيفة الشروق اليومية، إن أداء الحكام في تونس أصبح "كارثيا".
وأضاف ناني: "أزمة التحكيم في تونس عميقة والهفوات فادحة.. وهي عينة من منظومة سمتها الفساد.. وشاركت كل الأطراف في تكريسها بما في ذلك الجمعيات (الأندية)".
وشكل أداء الحكام مجالا واسعا للاحتجاجات من قبل الأندية سواء المنافسة على اللقب أو التي تصارع لتجنب الهبوط وتسبب في مشاعر غضب واندلاع اشتباكات بين اللاعبين خلال بعض المباريات ووقوع أحداث شغب في المدرجات أحيانا.
وقال الصحفي الرياضي مجدي السعيدي لرويترز: "الأخطاء التحكيمية موجودة في جميع المسابقات، لكن عندما تتكرر كل أسبوع تقريبا من نفس الحكام مع أو ضد نفس الأندية ولا تتبعها عقوبات صارمة يصبح كل شيء محل شك".
وأضاف: "هذا يفقد اللعبة والبطولة والمكتب الجامعي (اتحاد الكرة التونسي) مصداقيتهم. أصبحت الأخطاء التحكيمية هي من تحسم نتائج المباريات وليس مجهود اللاعبين على أرض الملعب".
ووقعت اشتباكات في مباراة قمة بين لاعبي الإفريقي والترجي يوم الأحد الماضي وحمل الإفريقي مسؤولية خسارته 2-1 لحكم اللقاء واتهمه بمحاباة غريمه.
وقرر جمهور الإفريقي تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر اتحاد الكرة، يوم السبت المقبل، احتجاجا على ما وصفه "بالمظالم التحكيمية" التي طالت الفريق منذ بداية الموسم مما ترتب عليه احتلاله لمركز متأخر في جدول ترتيب الدوري.
وسجل المهاجم عماد المنياوي هدفا للإفريقي عندما كانت النتيجة تشير للتعادل 1-1 لكن الحكم ألغاه بداعي وجود تسلل، رغم أن الإعادة التلفزيونية أظهرت صحة الهدف قبل أن يحرز هيثم الجويني هدف الانتصار للترجي.
وتكررت الاحتجاجات في نفس الجولة من اتحاد بنقردان الذي خسر 2-1 أمام الملعب القابسي ومن مستقبل القصرين بعد هزيمته 1-صفر أمام النجم الساحلي المتصدر.
وقال سمير الجويلي مدرب اتحاد بنقردان بعد المباراة "لم نلعب ضد الملعب القابسي بل ضد الحكم.. نبارك له (الحكم) على الفوز بالنقاط الثلاث. ما حدث ليس مشرفا. الحكم سرق مجهودنا بعد طرد 2 من فريقنا ومنح المنافس ركلة جزاء خيالية".
واشتكى النجم الساحلي في الموسم الماضي من تعدد الأخطاء التحكيمية ضده واتهم الاتحاد التونسي للعبة بمحاباة الإفريقي الذي حسم اللقب في الجولة الأخيرة.
كما حمل الملعب القابسي التحكيم مسؤولية ضياع لقب كأس تونس لأول مرة في تاريخه بعد الخسارة 4-3 أمام النجم الساحلي في النهائي العام الماضي.
وتعالت الأصوات الداعية لتعيين حكام أجانب في المباريات المتبقية بالدوري خوفا من تفاقم الأزمة خاصة مع احتدام المنافسة على اللقب بين النجم الساحلي والترجي والصفاقسي قبل 10 جولات على النهاية.
ويتصدر النجم الساحلي جدول الترتيب برصيد 53 نقطة متقدما بفارق نقطة واحدة عن الصفاقسي ونقطتين عن الترجي.
وتزداد المخاوف من تأثير أخطاء الحكام على روح المنافسة بين الأندية وما قد تسببه من ضعف المستوى في المسابقات المحلية وتراجع النتائج في بطولات إفريقيا.
ويقول السعيدي: "المحاباة التي تجدها الأندية محليا لن تتوفر في المسابقات القارية والدليل تراجع النتائج في دوري أبطال إفريقيا خلال الأعوام الأخيرة والفشل المتواصل للمنتخب التونسي".
ولم يتأهل منتخب تونس لكأس العالم منذ 2006 كما توّج بكأس أمم إفريقيا لآخر مرة في 2004.
aXA6IDE4LjE5MC4yNTMuNTYg جزيرة ام اند امز