مصرع ضابط يكشف "أكذوبة" المهمة الاستشارية للقوات الإيرانية
على الرغم من زعمها ممارسة المهام الاستشارية فقط في سوريا، نعت قوات المغاوير الإيرانية، المعروفة بقبعات الخضر، مقتل أول ضباطها هناك
على الرغم من زعمها ممارسة المهام الاستشارية فقط في سوريا، نعت قوات المغاوير الإيرانية، المعروفة بقبعات الخضر، اليوم الإثنين، مقتل أول ضباطها الذين تم إرسالهم إلى سوريا الأسبوع الماضي.
وقال موقع "تابناك" المقرب من الحرس الثوري الإيراني، إن الجيش الإيراني "قدم أول شهدائه"، على حد وصفه، في مواجهات مسلحة في سوريا لكن دون أن يحدد مكانها.
وأكد موفد التلفزيون الرسمي الإيراني الأسبق بسوريا، حسين شمشادي، خبر مقتل الملازم محسن قيطاسلو، من ضمن قوات اللواء 65 التابع للقوة البرية للجيش الإيراني في سوريا.
وجاء الإعلان عن مقتل قيطاسلو، بعد يوم من إعلان مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، العميد مسعود جزائري، أن مشاركة قوة خاصة من مغاوير الجيش الإيراني في سوريا تقتصر على "العمل الاستشاري" فقط.
كما نقلت وكالات إيرانية نبأ مقتل 3 عناصر من الحرس الثوري، وهم محمد تقي سالخورده وحسین بوّاس وسید سجاد خلیلي، وهم من منتسبي الحرس الثوري بمحافظة مازندران شمال إيران، لقوا مصرعهم ليلة أمس، بمعارك ضد قوات المعارضة السورية المسلحة بريف حلب الجنوبي.
وبهذا يرتفع عدد القتلى العسكريين الإيرانيين في سوريا، إلى 217 منذ إعلان الحرس الثوري زيادة عدد "مستشاريه" في سوريا.
التحضير لـ"معركة حلب الكبرى"
في الأثناء، أرسلت إيران وحداتها مع دفعات جديدة من الميليشيات التابعة لها إلى مناطق سيطرتها في ريف حلب (شمال)، بهدف التحضير لإطلاق "معركة حلب الكبرى"- كما تصفها وسائل إعلام إيرانية.
وتعتبر معركة حلب أولى معارك الجيش الإيراني الرسمية إلى جانب الحرس الثوري والميليشيات التي تؤازر جيش بشار الأسد وبدعم جوي روسي في ريف حلب، وذلك بعد أن أكد مساعد التنسيق في القوة البرية للجيش الإيراني "أمير علي آراسته" مؤخرًا إرسال عناصر من اللواء 65، التابع للجيش الإيراني، إلى جانب وحدات أخرى.
يشار إلى أن المسؤولين الإيرانيين كانوا يرفضون الاعتراف الرسمي بوجودهم العسكري في سوريا، ويطلقون على قتلاهم اسم "المتطوعين"، فيما يدعون أن ضباط الحرس الثوري -الذين لقوا حتفهم في المعارك السورية- جلهم من المتقاعدين أو عسكريون قدامى أو مستشارون.
حقبة جديدة لإيران داخل سوريا
من جهته، قال قائد القوات البرية الإيرانية، العميد أحمد رضا بوردستان، في تصريحات صحفية، الإثنين، إن "إيران ستقوم بما يجب عليها فعله".
وأضاف أن "الجيش الإيراني أحبط في عام 2015 عدة عمليات لتنظيم داعش على الحدود الإيرانية، وقتلنا اثنين من الانتحاريين كانا يرتديان أحزمة ناسفة حاولا الدخول إلى الأراضي الإيرانية".
وأوضح العميد بوردستان أن إيران أمام حقبة جديدة بسوريا، وهي الحروب بالوكالة، معتبرًا أنه من واجب إيران "الكشف عن هذه التهديدات الموجهة إلينا بسوريا، ولذلك أرسلنا بعض كوادرنا إلى سوريا لتقييم الوضع العسكري هناك"، على حد تعبيره.
ونشرت مواقع إيرانية تقارير في الأيام الأخيرة عن المشاركة البرية للقوات الإيرانية في الخطوط الأمامية للجبهات أثناء المعارك ضد المعارضة السورية، إضافة إلى أخبار قتلى الحرس الثوري والباسيج الذين يسقطون بشكل شبه يومي خلال المواجهات.
رسالة سياسية
ويرى الصحفي السوري، أيمن محمد، المتابع للوجود الإيراني في سوريا، في إعلان إيران رسميًا إرسال قوات خاصة من اللواء 65 إلى سوريا، واعتزامها إرسال وحدات أخرى، "رسالة سياسية أكثر منها عسكرية"، الهدف منه توجيه رسالة لبعض الدول أن لإيران حصة في الكعكة السورية وبإمكانها عرقلة أي حل يستثني مصالحها.
في حين اعتبر الصحفي السوري أن المرحلة الأخطر كانت في التدخل العسكري المباشر في سوريا، الذي بدأ في سبتمبر/ أيلول 2013 عبر زج 1500 عنصر وقيادي من الحرس الثوري الإيراني في معارك فتح طريق خناصر.
وطريق خناصر هو طريق إمداد قوات النظام السوري البري والوحيد من حماة إلى حلب، وإنشاء قواعد عسكرية في كل من ريف حلب الجنوبي وريف حماة.
ويضيف أيمن محمد، أنه بسبب الضربات التي تلقتها القوات الإيرانية والانشقاقات التي صدعت جيش النظام السوري، بدأت إيران الاعتماد على الميليشيات، خاصة منها العراقية والأفغانية، التي تقاتل على أكثر الجبهات سخونة من شمالي سوريا إلى جنوبها، بقيادة مباشرة من الحرس الثوري.
وتقوم إيران بدعم النظام السوري منذ اليوم الأول لاندلاع الانتفاضة الشعبية بسوريا، في مارس/ آذار 2011؛ حيث فقدت طهران عددًا كبيرًا من عناصرها خلال المواجهات، بينهم ضباط كبار بالحرس الثوري.
aXA6IDUyLjE0LjI1Mi4xNiA=
جزيرة ام اند امز