التلوث النووي يهدد أوروبا.. والحل بـ250 مليار يورو
تحدٍّ كبير يواجه الاتحاد الأوروبي بسبب تقادم المحطات النووية لإنتاج الكهرباء، إذ يجب رصد 250 مليار يورو لتفكيك هذه المحطات
قدرت المفوضية الأوربية قيمة تفكيك المحطات النووية في أوروبا بـ250 مليار يورو مع استغراق العملية سنوات طويلة قد تصل إلى سنة 2050.
واعتبرت المفوضية هذه التكلفة بالثقيلة جدًّا لاقتصاديات البلدان الأوربية حيث يتطلب تفكيك المحطات التي وصلت إلى نهاية الخدمة نحو 123 مليار يورو يضاف إليها 130 مليار يورو أخرى لتسيير النفايات النووية المترتبة عنها.
وبحسب أرقام البرنامج الاستدلالي النووي الأوربي فإنه قد تم رصد نصف المبلغ المطلوب للعملية من قبل المتعاملين المشاركين فيها.
وتبرز فرنسا كأول دولة معنية بعملية التفكيك النووي باعتبار امتلاكها أكبر حظيرة محطات نووية في أوروبا وأكبر مخزون من النفايات النووية كذلك. ولم توفر فرنسا إلى الساعة سوى 23 مليار يورو لتفكيك محطاتها المنتهية الصلاحية وهو مبلغ أقل بـ3 مرات من التكلفة المطلوبة بـ74 مليار يورو، علمًا بأن هذا المبلغ تراه شركة كهرباء فرنسا التي تستغل 58 مفاعلًا مبالغًا فيه.
وبالمقارنة مع تقرير سابق، يظهر أن قيمة تفكيك المفاعلات النووية قد ارتفع بقيمة 47%.. "هناك 8 مفاعلات نووية في أوروبا تم إغلاقها في أكتوبر 2015 ومن بينها فقط 3 مفاعلات تم تفكيكها في دولة واحدة هي ألمانيا".
ولمواجهة التكلفة العالية لعملية التفكيك يتوقع أن تلجأ بعض الدول إلى إطالة عمر المحطات، وهو ما سبق وذكرته وزيرة البيئة الفرنسية سيغولان روايال التي اقترحت رفع مدة عمر المحطات النووية الفرنسية من 40 إلى 50 سنة.
ولقي هذا الاقتراح انتقادات واسعة في فرنسا خاصة أن الوزيرة نفسها تعهدت بالعمل على تخفيض مساهمة المحطات النووية في إنتاج الطاقة إلى 50% في غضون 2025.
ويوجد في أوروبا حاليًّا 129 مفاعلًا نوويًّا بلغ معدل عمره 30 سنة، يتوزعون عبر 14 دولة وينتجون 120 جيجا واط. وتراهن المفوضية على خفض هذا الإنتاج لغضون 2025 وطلبت لأجل ذلك من كل الدول أخذ موافقتها في كل اتفاق نووي بينها يتم التوقيع عليه.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA== جزيرة ام اند امز