الجميع يحاصر حلب "مفتاح الحرب والسلام"
مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية وعاصمة البلاد الاقتصادية سابقاً، باتت محاصرة اليوم بالمعارك التي تدور بين أطراف عدة.
باتت مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية وعاصمة البلاد الاقتصادية سابقاً، محاصرة اليوم بالمعارك التي تدور بين أطراف عدة في معظم انحاء المحافظة الواقعة في شمال سوريا.
وتتقاسم قوات النظام والمتشددون والاكراد والفصائل المقاتلة السيطرة على محافظة حلب "التي تملك مفتاح السلام أو الحرب في سوريا"، وفق ما يقول مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.
وتهدد المعارك التي تدور فيها حاليا الهدنة الهشة المعمول بها منذ 27 فبراير/ شباط.
ومدينة حلب مقسمة منذ 2012 بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وأخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام. ويستكمل الجيش السوري هجوماً كان بدأه في ريف حلب الشمالي قبل الهدنة، الهدف منه فرض حصار كامل على الأحياء الشرقية.
وتعد حلب واحدة من أقدم مدن العالم وتعود إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد، ويعود ذلك إلى موقعها الاستراتيجي بين البحر المتوسط وبلاد الرافدين.
وتوالت الحضارات على مدينة حلب المعروفة بصناعة وتجارة النسيج. وكانت تعد ثاني أهم مدن السلطنة العثمانية قبل انهيارها في 1914.
ودفع سكان حلب ثمنا باهظا في النزاع بسوريا الذي اسفر خلال خمس سنوات عن مقتل أكثر من 270 ألف شخص.
وشهدت محافظة حلب ومدينتها موجات نزوح عديدة نتيجة المعارك التي تعددت أطرافها مع مرور السنين. ويسجل تصعيد على أكثر من جبهة منذ الأسبوع الماضي برغم الهدنة.
وأسفرت المعارك الأخيرة التي سجل خلالها تقدم للجهاديين بالقرب من الحدود مع تركيا عن نزوح حوالي 30 ألف مدني.
وتعد معارك حلب الحالية الأكثر عنفاً منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية. ويهدف هجوم قوات النظام في المناطق الواقعة شمال المدينة إلى فرض حصار كامل على الفصائل المقاتلة في الأحياء الشرقية.
ويبلغ عدد سكان مدينة حلب حالياً مليون نسمة مقارنة مع 2,5 مليون قبل النزاع. ويعيش حوالي 750 ألفاَ في الأحياء الغربية للمدينة و200 ألف في الجهة الشرقية و100 ألف في الأحياء ذات الغالبية الكردية.
ويقول الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش إن "المعركة الأهم هي محافظة حلب. بشار الأسد يريد أن يبقى رئيساً لسوريا، وسوريا هي حلب ودمشق معاً، وبالتالي إذا حكم دمشق فقط فهو لن يكون إلا نصف رئيس".
ودمرت المعارك المدينة القديمة وأسواقها المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. وطال الدمار تجمعات سكنية تعود إلى سبعة آلاف عام.
ولحقت بسوق المدينة التاريخي اضرار فادحة نتيجة المواجهات والحرائق، فيما تحولت مئذنة الجامع الاموي العائدة إلى القرن الحادي عشر إلى كومة من الركام.
كذلك لحقت اضرار كبيرة بقلعة الحصن الصليبية التي استعادتها قوات النظام من المعارضة بعد قتال عنيف.