زيارات الرؤساء في عهد السيسي.. بروتوكولات بنكهة تاريخية

إتيكيت استقبال الرؤساء بمصر في عهد السيسي، لم يعد مقصورًا على مراسم الاستقبال الرسمية
استقبالٌ في المطار، فلقاء في القصر الرئاسي، يعقبه محادثات ثنائية، ثم مؤتمر صحفي، قبل المغادرة، ذلك ملخص بروتوكول اعتاده قادة ورؤساء دول العالم، خلال زيارتهم إلى مصر، لكن يبدو أن البروتوكولات لم تعد كسابقتها، في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بل تغيّرت ملامحها لتُضاف إليها ترتيبات جديدة، تحمل نكهة "تاريخية" إلى جانب أبعادها السياسية والاقتصادية.
فإتيكيت استقبال الرؤساء بمصر، لم يعد مقصورًا على مراسم الاستقبال الرسمية، في مطار القاهرة الدولي، أو حتى التوجه إلى قصر القبة أو الاتحادية، لإجراء مباحثات ثنائية، ثم عقد مؤتمر مشترك، يليه يغادر رئيس الدولة إلى بلاده، لكن تطور الأمر ليتضمن الاستقبال جولة داخل أروقة قصر عابدين التاريخي، وزيارة إلى البرلمان المصري العتيق.
المحطة الأولى مع الجولة داخل قصر عابدين، والتي صاحبها إعداد مأدبة عشاء على شرف الرئيس الضيف، لم تكن مدرجة في بروتوكولات زيارة الرؤساء من قبل عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حتى إن القصر نفسه، وإن كان على رأس القصور الرئاسية الرسمية، لكنه لم يكن نصب أعين الرؤساء السابقين في مباشرة أعمالهم اليومية.
ويقع القصر التاريخي وسط مساكن حي عابدين المصري الشهير؛ حيث يعد من أهم وأشهر القصور التي شيّدتها أسرة محمد علي التي حكمت مصر خلال الفترة بين عامي 1805 حتى ثورة يوليو 1952، وتحول جزء كبير منه الآن إلى متحف أثري يستقبل زائريه بعد أن كان مقرًّا للحكم في مصر.
بداية الترتيب، كانت مع الرئيس الصيني، شي جين بينج، الذي اصطحبه السيسي في يناير/كانون ثاني الماضي، إلى قصر عابدين، في جولة داخل أروقة القصر بما تحويه من تحف فريدة وقطع فنية نادرة ومنقوشات وزخارف تعبر عن الحقب التاريخية التي مرت بها مصر، والتنوع المعماري والفني التي تزخر به.
ترتيب آخر بخلاف مأدبة العشاء التي أقامها السيسي حينها على شرف الرئيس الصيني، تلخص في حضور حفل فني موسيقي في مسرح القصر، لتبتعد الترتيبات عن المراسم الرسمية، التي اعتادتها القاهرة لسنين طوال.
ما حدث مع الرئيس الصيني، تكرر مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة في أبريل/نيسان الحالي، والتي اصطحبه فيها أيضًا الرئيس السيسي، إلى قصر عابدين، تم خلالها شرح أهم معالم القصر، وإقامة مأدبة عشاء، تلاها حفل فني شاهده الزعيمان بمسرح القصر.
المحطة الثانية، أو الترتيب الثاني، لاستقبال الرؤساء، يتعلق بزيارتهم لمجلس النواب المصري، وهي زيارة لم تكن معتادة في الدبلوماسيات السابقة، منذ فترة الثمانينيات، وكانت البداية عقب انعقاد مجلس النواب المصري وأولى جلساته في 10 يناير/كانون الثاني الماضي، حضر الرئيس الصيني لمقر البرلمان في 21 من الشهر نفسه، والتقى رئيس النواب وعددا من النواب.
وفي 8 مارس/ آذار حضر رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم، ثم الرئيس المقدوني جورج إيفانوف في 13 مارس/آذار.
ومؤخرًا، استقبل البرلمان المصري خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كأول عاهل سعودي يزور البرلمان، ويلقي خطبة تحت قبة البرلمان المصري، وصفها أعضاء بمجلس النواب بأنها ستكون "تاريخية وفريدة من نوعها".
ومن المنتظر أن يتكرر البروتوكول التاريخي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في زيارته، للقاهرة، التي تبدأ اليوم، حيث من المقرر أن يزور قصر عابدين، وقد يدخله من "باب باريس"، أحد مدخل القصر، المطل على الشارع الذي يحمل نفس الاسم.
والمفارقة أن اسم "باب باريس" يرجع إلى أن الباب الخشبي الموجود بالمدخل صنع ونفذ في باريس بكل ما عليه من زخارف ونقوش.