خبراء: تدخل الناتو في ليبيا يتصدر قمة السيسي وهولاند
فرنسوا هولاند سيستطلع رأي مصر بشأن سيناريو تدخل الناتو في ليبيا، بينما تطالب مصر باريس بدعم حفتر عسكريًا وسياسيًا
ملفان رئيسيان، يتعلقان بالشأن الليبي، توقعهما خبراء عسكريون، على طاولة المباحثات بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والفرنسي فرنسوا هولاند، خلال زيارته للقاهرة، المقررة اليوم الأحد، والتي تأتي في توقيت بالغ الحساسية للأخيرة، مع الاتحاد الأوروبي، على خلفية مقتل الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني.
والملفان هما استطلاع فرنسا لموقف مصر من سيناريو تدخل الناتو في ليبيا، وما حدود مشاركتها في ذلك، وكذلك بحث وضع قائد عام الجيش الليبي الفريق أول خليفة حفتر، في الوقت الذي تحاول قوى إقليمية ودولية إبعاده عن المشهد.
الخبراء العسكريون، الذين استبعدوا موافقة مصر على التدخل العسكري في ليبيا إذا ما طلب منها ذلك، أشاروا في الوقت نفسه إلى أنها قد تفعل في حالتين، الأولى تتعلق بمطالبة الليبيين أنفسهم للتدخل، والثانية إذا وجدت القاهرة ما يهدد أمنها القومي، فيما شدد أحد هؤلاء الخبراء على أن القاهرة لن تدخل عسكريًا ولن تدعم أي تدخل إلا في إطار دولي.
وبالأمس، قال ينس شتولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى "الناتو"، إن قوات الحلف على استعداد لمساعدة ليبيا فى محاربة الإرهاب إذا طلبت الحكومة مساعدة عسكرية.
اللواء نبيل فؤاد، الخبير العسكري ومساعد وزير الدفاع الأسبق، استبعد التدخل العسكري المصري في ليبيا، لعدم وجود ما يجبرها على شن عمليات عسكرية، لكنه فتح الباب أمام إمكانية تغيير موقفها في حالتين الأولى تتعلق بمطالبة الليبيين أنفسهم للناتو، على سبيل المثال، بالتدخل أو تهديد مصالح القاهرة والإضرار بأمنها القومي.
وتوقع "فؤاد" أن يطرح هولاند على القاهرة التفكير مجددًا في التدخل العسكري في ليبيا، لكن مصر سترفض التورط في مثل هذا الأمر، وستكتفي باستمرار الدعم المعلوماتي والاستخباراتي لمواجهة الإرهاب.
محمد علي بلال، الخبير العسكري وقائد القوات المصرية في حرب الخليج قال إن "فرنسا بصدد استطلاع موقف القاهرة بشأن إمكانية تدخل حلف الناتو في ليبيا، وما هو حدود التدخل الذي قد تسهم به مصر، في مثل هذا التدخل، لاسيما أن هذا التدخل إن وقع سيكون بموافقة ليبية".
بلال، الذي أكد على موقف مصر من عدم التدخل في ليبيا، أوضح أن ما يهم القاهرة هو دعم الليبيين، ووحدتهم، وسلامة أراضيهم، وعدم التدخل في شؤونهم، لكنها في الوقت نفسه لا يمكن أن تتنصل من واجبها تجاهها، في حال طلبت المساعدة.
من جانبه، قال كامل عبد الله، الخبير السياسي والمتخصص في الشأن الليبي في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بين ما ذهب إليه الخبيران، لبوابة "العين": أتوقع أن يكون الحديث عن التدخل العسكري في ليبيا، من القضايا المطروحة على ساحة المباحثات بين الرئيسين، لكن بشكل غير مباشر، وذلك خلال الحديث عن دور خلفية حفتر مستقبليًا.
وتوقع الخبير السياسي أن فرنسا تطلب من القاهرة التمسك بموقفها إزاء دعم الفريق خليفة حفتر، في مواجهة قوى دولية أخرى تحاول استبعاده من المشهد الليبي، لافتًا إلى أن فرنسا تطمح في لعب دور أكبر في ليبيا، وهو ما تعتقد باريس أنه قد يحدث عبر بوابة مشتركة مع مصر، لاسيما في ظل التقارب في الرؤى بشأن دعم الجيش الليبي الوطني.
وهو نفسه ما ذهب إليه الخبير العسكري محمد علي بلال، الذي قال إن القاهرة ستطرح خلال المباحثات استمرار دعم خليفة حفتر، عسكريًا وسياسيًا، لأن وجوده يمثل ركيزة في مواجهة الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها "داعش"، وهو الملف الذي تخشاه القاهرة، على طول الحدود المشتركة مع ليبيا من ناحية الشرق وهو الجزء الملاصق بين البلدين، فضلا عن المتطرفين الذي تواجههم القاهرة في سيناء.
ويصل اليوم إلى القاهرة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في جولة يقوم بها تشمل عدة دول بالشرق الأوسط لمدة أربعة أيام، بدأها أمس السبت في لبنان قبل الانتقال إلى مصر والأردن.
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز