السيسي لهولاند: لا تنظروا لمنطقتنا بالمعايير الأوروبية
مصر تدعو لمؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب أكتوبر المقبل
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اعتبر أنه لا يمكن للمعايير الأوروبية، أن يتم قياسها والنظر لها في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة
اعتبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أنه لا يمكن للمعايير الأوروبية، أن يتم قياسها والنظر لها في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة.
وقال السيسي، خلال مؤتمر صحفي، مساء الأحد، مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي يزور القاهرة حاليا، إن الرئيس هولاند، سجل اهتمامه وحرصه على موضوع من الموضوعات التي تشغل فرنسا، وتشغل أوروبا؛ وهو حقوق الإنسان والحريات في مصر.
وأضاف أن مصر حريصة على أن تؤكد أنها دولة مدنية حديثة، وأنها دولة وليدة تأخذ أولى خطواتها كدولة ديمقراطية حديثة في الشرق الأوسط، ونحن حريصون على أن يكون هناك مفهوم أوسع، وأعمق للحريات وحقوق الإنسان في مصر.
وأشار إلى أن المنطقة التي نعيش بها منطقة مضطربة للغاية، ولا يمكن للمعايير الأوروبية أن يتم قياسها ويتم النظر لها في ظل الظروف التي تمر بها دول المنطقة بما في ذلك مصر، لافتا إلى أن توفير التعليم الجيد وتوفير المسكن الجيد، والعلاج الجيد، والوعي الجيد هو حق من حقوق الإنسان.
ومضى السيسي قائلا: رسالتنا الإيجابية التي نقدمها ونتحدث عنها، هي حرصنا على أن نكون دولة قانون، تحترم شعبها وحريات الناس، وحقوقهم في ظل ظروف أرجو عدم فصلها عن الواقع الذي يمر في المنطقة.
وتابع الرئيس المصري: رغبت في التوضيح أن هناك مشاكل ضخمة وهي حياة 90 مليون مصري، في ظل إرهاب يحاول ضرب أمن واستقرار الدولة، وفي حال أن ضرب أمن واستقرار مصر سيكون بمثابة ضرب أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بالكامل.
ونوه إلى أن مصر دولة كبيرة وعدد سكانها ضخم، تستطيع باستقرارها أن تحقق الاستقرار إلى باقي المنطقة بالتعاون مع الأصدقاء الفرنسيين.
وأوضح أن العلاقات الثنائية بين القاهرة وباريس تشهد تناميا ملحوظا على جميع الأصعدة، بما يعكس الإرادة المشتركة للارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا.
وقال السيسي "تأتي زيارة الرئيس الفرنسي في هذا التوقيت لتؤكد مجددًا التطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين ولتضيف خطوة جديدة إلى ما شهده زيارتي إلى باريس في شهر نوفمبر من العام 2014".
وأردف: "اتفقنا على تنشيط حركة التبادل التجاري بين بلدينا، واستعرضنا الفرص الواعدة المتاحة للاستثمار في مصر في مختلف القطاعات والمشروعات الكبرى التي دشنتها مصر، كما تم تباحث التعاون في مجال الطاقة التقليدية والمتجددة والنقل، وذلك في إطار خطط مصر الطموحة للتنمية وتوفير احتياجاتها من الطاقة".
وزاد: لقائي مع الرئيس أولاند أهمية خاصة في ظل خطورة التهديدات الإرهابية التي أصبحت تواجهنا جميعا سواء في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا... كما تدعونا ظاهرة المقاتلين الأجانب إلى التفكير المدقق في الأسباب التي تدعو بعض العناصر للانجذاب إلى الفكر المتطرف.
ولفت إلى أنه ناقش مع الرئيس هولاند الجهود المشتركة لتسوية الأزمات في المنطقة وفي مقدمتها جهود إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك ضرورة ضمان وحدة وسيادة واستقرار الأراضي الليبية، ووحدة أراضي العراق، والتوصل إلى حل سياسي في سوريا يحافظ على كيان الدولة وينهي معاناة الشعب السوري".
وأكد الرئيس المصري على أهمية العمل الدولي المشترك للقضاء على آفة الإرهاب الخطيرة، موضحا أن انتشار التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف يؤكد الحاجة إلى مقترح جديد وشامل لمواجهة الإرهاب لا يتوقف عند حدود التعاون العسكري والأمني ولكن يمتد ليشمل الأبعاد الفكرية والدينية.
وأعلن الرئيس السيسي أن مصر بصدد الدعوة لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب خلال شهر أكتوبر المقبل.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إن مكافحة الإرهاب "تفترض حزما ولكن أيضا دولة، دولة قانون، هذا ما تقصده فرنسا حين تتحدث عن حقوق الإنسان. حقوق الإنسان ليست إكراها، إنها أيضا وسيلة لمكافحة الإرهاب".
وأوضح أن "حقوق الإنسان هي حرية الصحافة. حرية التعبير. أن يكون هناك نظام قضائي قادر على الإجابة على جميع الأسئلة المطروحة".
وأعرب الرئيس الفرنسي عن اهتمام بلاده ودعمها لمصر في مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن مصر تعد ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى الارتباط الوثيق بين أمن مصر والمنطقة وبين أمن أوروبا، مشددًا على دعم فرنسا لعقد هذا المؤتمر ولكافة المبادرات الرامية لمكافحة التطرف والإرهاب.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، إن رئيس بلاده شدد على أهمية التصدي لمحاولات تقويض الدولة الوطنية في المنطقة، والعمل على إعادة بناء الدول التي سقطت.
وأكد أن الرئيس السيسي عقد اجتماعا مصغرا مع الرئيس الفرنسي بحضور وزيري الدفاع والخارجية، تلته جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين؛ حيث رحب الرئيس السيسي بالرئيس أولاند، مشددا على ما توليه مصر من اهتمام لهذه الزيارة الاستثنائية التي تعكس إرادة مشتركة لتنمية وتعميق العلاقات الوطيدة التي تجمع بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد استقبل اليوم بمطار القاهرة الدولي الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر خلال الفترة من 17-19 إبريل/نسيان الجاري، ثم توجه الرئيسان إلى قصر القبة؛ حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس الفرنسي وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين.
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز