من نتنياهو إلى بشار: نشكركم على حسن تعاونكم
على خلفية اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي بهضبة الجولان
خبراء ذهبوا إلى أن سياسات نظام بشار الأسد، ساعدت على تعزيز الوجود الإسرائيلي في هضبة الجولان
"إسرائيل لن تنسحب أبدا من هضبة الجولان السورية".. بهذه الكلمات أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن يبعث برسالة إلى المجتمع الدولي، في بداية اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي عقد أمس لأول مرة في الهضبة المحتلة، تزامنا مع يوم 17 إبريل/نيسان الذي يحيي فيه السوريون "ذكرى جلاء الاستعمار الفرنسي عن الجولان".
وعلى الرغم من أن سوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصفوها بـ"الخطوة المستفزة"، إلا أنها لم تكن غريبة عند المتخصصين في الشأن الإسرائيلي، ومنهم الدكتور خالد سعيد الباحث بمركز الدراسات الإسرائيلية بالقاهرة.
الدكتور سعيد ألمح في تصريحات خاصة للعين، إلى أن هناك ثمة تنسيق بين إسرائيل ونظام بشار الأسد، تترجمه تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال فيها إن بلاده اخترقت سوريا أكثر من مرة، بما يدل على أن لديه أيادي داخلها.
ويدعم د.سعيد هذه الرؤية، بقوله، إن "النظام السوري ومنذ عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل في هضبة الجولان، عقب حرب أكتوبر عام 1973".
ويخلص الباحث بمركز الدراسات الإسرائيلية بالقاهرة من ذلك إلى القول، إن إسرائيل أصبح لها الحرية المطلقة في الاستيلاء على الجولان، لا سيما أن نظام بشار الأسد مشغول بالقتال مع المعارضة.
ويشير في الوقت ذاته، إلى أن الوقت لا يزال مبكرا لمعرفة ردود أفعال المجتمع الدولي حول تلك التصريحات.
ويتفق مع الرأي السابق، شبلي تلحمي، الباحث المتخصص في السياسة الخارجية بمعهد بروكنجز، الذي ذهب إلى أن انشغال أطراف النزاع في سوريا بالأعمال القتالية أعطى إسرائيل فرصة لتعزيز وجودها في الجولان.
وبينما تسعى المعارضة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية من خلال المفاوضات الدائرة حالية في مدينة جنيف السويسرية، لا يزال نظام بشار الأسد يسير على الطريق نفسها التي لن تحقق إلا مصلحة إسرائيل، حسب تلحمي.
وقال إن قرار إسرائيل بالاستحواذ على الجولان جاء كرد فعل على سماح نظام الأسد لإيران وحزب الله بتكثيف وجودها ونشاطها في الجولان السوري؛ حيث تمتد المواجهة بين حزب الله وإسرائيل من الحدود اللبنانية-الإسرائيلية إلى مرتفعات الجولان.
وأضاف أن انشغال أطراف النزاع في سوريا بالأعمال القتالية أعطى إسرائيل فرصة لتأمين حدودها ضد هجمات حزب الله المستقبلية.