أوباما في القمة الخليجية... طمأنة وتوضيح
فرصة للرئيس الأمريكي أن ينضم إلى القادة الخليجيين، في قمة خليجية أمريكية، لتكون مناسبة "للمصالحة بين الحلفاء" بعد عام حافل بالأحداث
ينضم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمعة المقبل إلى القادة الخليجيين في الرياض، في اجتماع قمة خليجية أمريكية. ويراد للقاء أن يكون مناسبة "للمصالحة بين الحلفاء" بعد عام حافل بالأحداث المزعجة.
يأتي الاجتماع بعد أشهر على سريان الاتفاق النووي التاريخي بين إيران والقوى الغربية، وما أشاعه في المنطقة من خيبة أمل عكستها تصريحات القادة الخليجيين في أكثر من مناسبة.
كما أن القمة تنعقد في ظرف ميزه عدم الانسجام بين مواقف دول مجلس التعاون الخليجي والسياسة الخارجية الأمريكية، في أكثر من ساحة من منطقة الشرق الأوسط المشتعلة.
لكن موقف واشنطن الذي يوصف بأنه متساهل أكثر من اللزوم مع إيران، يلقى من العتاب الخليجي أكثر من غيره، خاصة لجهة التدخل الإيراني في شؤون الجيران الداخلية وتهديد أمن المنطقة.
وتدرك الإدارة الأمريكية حجم الامتعاض الخليجي، وذلك ما أظهرته تصريحات مسؤولين في البيت الأبيض خلال الساعات الماضية. إذ أعلن بن رودز نائب مستشارة الأمن القومي، أن اجتماع القمة، سيركز في جانب هام منه على سبل التصدي لنشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
لكن تصريحات رودز وبقدر ما حملت من طمأنة للشركاء الخليجيين، فإنها كشفت وجهة النظر الأمريكية حول سبل معالجة الصراع مع إيران. فالمسؤول الأمريكي يرى أن التوصل إلى حلول سياسية بين دول الخليج وإيران بشأن القضايا الخلافية بينهما، من شأنه أن يعزز الاستقرار.
وهو أمر ينطوي على تناقض لا ينبغي -برأي مقالات لكتاب خليجيين- أن يعتري السياسة الأمريكية في المنطقة. ذلك أنه وفي الوقت الذي يعترف فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بأن سياسات إيران تزعزع أمن واستقرار المنطقة، تطالب الإدارة الأمريكية دول الخليج بتقاسم النفوذ مع إيران.
كذلك سعى روب مالي، مستشار أوباما لشؤون الشرق الأوسط، إلى طمأنة "الشركاء الخليجيين"، بالكشف عن اتفاقيات سيجري توقيعها، ويتم بمقتضاها تزويد دول مجلس التعاون بقدرات دفاعية حيوية، وتعزيز الدفاع الصاروخي الخليجي، تحت مسمى مكافحة الإرهاب.
قد تكون تفاصيل تلك الاتفاقيات، وراء الزيارة الاستباقية لوزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر الذي سيسبق وصول أوباما، بلقاء نظرائه الخليجيين يوم الأربعاء، فيما قد يبدو تمهيدا من واشنطن إلى أن التعاون الأمني الأمريكي مع الخليج سيستمر وسيزداد متانة.
علاوة على الملف الإيراني، تشكل الحرب في سوريا وسيناريوهات وقفها، جانبا آخر من الخلافات الخليجية الأمريكية، وقد اتضح ذلك منذ التدخل العسكري الروسي وما رافقه من موقف أمريكي مبهم.
وتتفق الإدارة الأمريكية مع الشركاء الخليجيين، في أنه لا توجد حلول عسكرية سحرية للصراعات في سوريا واليمن. كما يتفق الطرفان على ضرورة أن يترك بشار الأسد السلطة كجزء من الحل السياسي.
ومن المتوقع أن يحل أوباما في الرياض الخميس المقبل في رابع زيارة له إلى المملكة العربية السعودية، حيث يعقد لقاء ثنائيا مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، قبل أن تجمعه يوم الجمعة جلسات أخرى مع قادة مجلس التعاون، لبحث مكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة تحديدا.
وفي كل الأحوال، فإن أوباما هو الزعيم الغربي الثاني الذي يحضر قمّة خليجيّة منذ قيام مجلس التعاون الخليجي في العام 1981. فقد سبقه إليها، العام الماضي، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي حلّ "ضيف شرف" على اجتماع تشاوريّ عُقد تحضيراً لمحادثات قمّة "كامب ديفيد" بين قادة الخليج وأوباما.
رغم ذلك حطم أوباما الرقم القياسي من حيث زياراته إلى السعودية، فهو أكثر الرؤساء الأمريكيين من حيث عدد الزيارات التي قام بها رئيس أميركي خلال فترة رئاسته، إلى المملكة. وقد نسب إلى مسؤولين في البيت الأبيض قولهم، إن أوباما يسعى إلى أن يؤسس تقليدا سنويا يجتمع بموجبه الرئيس الأمريكي مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My44NiA= جزيرة ام اند امز