عندما نافس الصحفي "كلارك كنت" سوبر مان

ترصد بوابة "العين"، 3 قضايا كبرى كشفتها الصحافة للرأي العام وأدت إلى تحقيق أركان السلطة الرابعة العدالة والشفافية والمساءلة.

وقف الإنجليزي "أدموند بيرك" (المتوفى عام 1797( في مجلس العموم البريطاني ليدافع عن حرية الصحافة وفجأة نظر إلى مقاعد الصحفيين الذين يتابعون المناقشات قائلًا "توجد سلطات، لكن عندما ينظر الإنسان إلى مقاعد الصحفيين، يجد السلطة الرابعة".

وهكذا أطلق على صاحبة الجلالة منذ ذلك الوقت لقب "السلطة الرابعة" بعد السلطات الثلاث المعروفة وهي التنفيذية والتشريعية والقضائية.

ولعل أفضل تعبير رمزي عن غاية الصحافة.. حيث يضع الصحفيون العالم على الطريق الصحيح، هي سلسلة الأفلام الهزلية الأمريكية "سوبر مان"؛ حيث كان الصحفي "كلارك كنت" محرر ديلي بلانيت يتحول إلى "سوبر مان" ليحارب الشر العالمي.

ترصد بوابة "العين" 3 قضايا كبرى كشفتها الصحافة للرأي العام وأدت إلى تحقيق أركان السلطة الرابعة وهي العدالة والشفافية وترسيخ مبدأ المساءلة.

ووتر غيت واستقالة أقوى رجل في العالم

ترجع تفاصيل هذه الفضيحة إلى صباح يوم السابع عشر من يونيو عام 1972؛ عندما اكتشف البوليس الأمريكي وجود خمسة أشخاص غرباء في مقر اللجنة القومية للحزب الديمقراطي واتضح أن سبب وجود هؤلاء اللصوص هو ضبط أجهزة التنصت التي زرعوها في شهر مايو أثناء العطلة الصيفية للحزب وكذلك لتصوير بعض مستندات الحزب الديمقراطي.

وقد كان وراء كشف كل هذه المعلومات صحفيو جريدة "واشنطون بوست" بوب ودوردBob Woodward وكارل بيرنستين Carl Bernstein وهما الثنائي اللذان قاما بتحقيق صحفي أزاح الستار عن شبكة من التجسس السياسي والفساد، وأثبتت علاقة رئيس الولايات المتحدة بتلك الأحداث وتم اتهام 40 مسؤولًا حكوميًا واستقال أقوى رجل في العالم رئيس الولايات المتحدة ريتشارد نيكسون في فترته الرئاسية الثانية قبل أن يعزله الكونغرس، وخلفه جيرالد فورد الذي أصدر عفوًا رئاسيًا عنه.

فريق "سبوت لايت" و"البيدوفيليا" في إيبراشية بوسطن الكاثوليكية

تبدأ القصة عند فريق تحقيق صحفي استقصائي من ستة أفراد في جريدة «بوسطن جلوب» يطالبهم رئيس التحرير الجديد بأن يتركوا ما في أيديهم من قضايا ويهتموا بإشارة عابرة وردت في مقال رأي عن قسيس اغتصب طفلًا في الكنيسة، وبعد تجميع خيوط القضية، والكثير من الجهد والتوثيق والدأب في البحث عن الحقيقة، حتى ولو كانت إبرة في كومة قش، فريق البحث بدأ بقس واحد، اتسعت الدائرة إلى 13 ثم إلى 90 ثم اتسعت أكثر وأكثر حتى تجاوزت 300 قسيس كاثوليكي، بعد نشر التحقيق استقال أسقف الكنيسة الكاثوليكية في بوسطن الكاردينال "برنارد لُو" في 2002. وتم فضح كل مغتصبي الأطفال من القساوسة، وتكريم كتيبة "سبوت لايت" الصحفية.

وثائق بنما وطرق تهريب الأموال

في 3 أبريل من العام الحالي، تم نشر أكبر تحقيق في تاريخ الصحافة حول العالم، ما عرف بوثائق بنما، برعاية الاتحاد الدولي للمحققين الاستقصائيين، بمشاركة 107 مؤسسات صحفية وإعلامية في 78 دولة حول العالم، التحقيق عبارة عن بحث وتدقيق في أكثر من 11 مليون وثيقة سرية لشركة "موساك فونسيكا" للخدمات القانونية في بنما؛ حيث يتم إنشاء شركات وهمية سرية وحسابات خارجية يمكن استخدامها لإخفاء أصل المعاملات المالية والملكية.

وحتى الآن تسببت إثارة تلك الفضيحة العالمية في استقالة رئيس الوزراء الأيسلندي سيغموندور دافيد غونلاوغسون من منصبه، بعد أن أنهى مقابلة تليفزيونية سئل عن كشف علاقته بصفقة إنقاذ البنوك الأيسلندية من الإفلاس وكونه متربحًا منها.