لم يكن مفاجئا ألاّ يحصل لقاء بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الحكومة تمّام سلام على هامش القمة الاسلامية في اسطنبول.
لم يكن مفاجئا ألاّ يحصل لقاء بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الحكومة تمّام سلام على هامش القمة الاسلامية في اسطنبول. فكما سبق ان كتبنا هنا قبل ايام، فإن الواقع اللبناني لم يسجل جديدا، أكان على صعيد مواقف "حزب الله" أم موقف الدولة اللبنانية من ارتكاباته خارج الحدود، ولا سيما أعماله الارهابية في دول الخليج، واليمن، وتورطه في سوريا لحساب إيران دعما للنظام. كما لم يحصل تغيير جدي في مواقف لبنان الرسمي في المحافل العربية، أو الدولية في ما يتعلق بالادانات التي تنهال على أعمال "حزب الله" وسلوكياته خارج الحدود اللبنانية، وآخرها بند إدانة اعمال الحزب وتصنيفها بالارهابية، حيث تحفظ لبنان الرسمي بما يمكن ترجمته من الناحية العملية بأن لبنان الرسمي لا يعتبر كل ما قام به "حزب الله" من أعمال أمنية في دول الخليج ارهابا، ويرفض إدانتها. كما أنه لا يدين التورط في سوريا. معنى هذا من الناحية العملية أن حكومة لبنان تبيع العرب شعرا في العلاقات اللبنانية - العربية الاخوية وقصائد مديح في العرب ودول الخليج، فيما تؤيد أعمال الحزب برفضها منعها، او اقله ادانتها. هذه هي الصورة التي يعكسها موقف الحكومة اللبنانية في المحافل العربية والدولية إزاء احتجاجات المنظومة العربية الرافضة لاستمرار هذه الحالة الشاذة، حيث يقوم تنظيم حزبي مسلح بحروب خارج حدود بلاده، ومن ضمنها حروب استخباراتية مصنفة إرهابية في عرف الدول المستهدفة بأمنها.
قلنا قبل أيام إنه لم يتغير شيء في لبنان، لكي يحصل لقاء بين رئيس الحكومة وأي مسؤول عربي. فزمن القصائد والكلام المعسول والفارغ من أي مضمون عملي ولّى، مع حصول تغيير جوهري في مقاربات النظام الرسمي العربي للتهديات الوجودية، بعد انتقال المركز الى الجزيرة العربية، بخروج كل من العراق وسوريا منه، وعدم عودة مصر الكاملة الى ممارسة دورها الطبيعي كدولة المركز الاولى لأكثر من سبب ليس هنا مجال تعدادها. وقد قرر المركز العربي المواجهة حتى بالحرب ...
كلامنا ليس دعوة لبنانية للعرب كي يمعنوا في مقاطعة لبنان الرسمي، ويحاولوا تحميله ما لا طاقة له. كلامنا هذا هو دعوة للشركاء في الحكومة اللبنانية كي يخرجوا من حالة انعدام الوزن في مواجهة سياسة منهجية يواصلها "حزب الله"، عاملا على تجويف الدولة، وتوريط البلاد في أزمات لا نهاية لها، فضلا عن ممارسته سياسة ترهيبية متواصلة ضد جميع المكونات اللبنانية.
إن لبنان الآخر لا يمكنه أن يستمر في تطبيق سياسة النعامة، والتهرب من الاستحقاقات الحقيقية. لم تعد المناورات ولا محاولات التذاكي ممكنة للتنصل من مسؤولية لبنانية جماعية لقيام مقاومة حقيقية لسياسات "حزب الله"، أكان في الداخل أم في الخارج.
إن أعمال "حزب الله" الارهابية لا تستهدف دول الخليج العربي وسوريا فحسب، بل سبق أن استهدفت اللبنانيين: تذكروا رفيق الحريري وشهداء الاستقلال ... وكثيرون غيرهم منذ نشأة الحزب قبل خمسة وثلاثين عاماً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة