مجلس أبوظبي للتعليم يطلق "أبوظبي تقرأ" للإلهام والمعرفة
القراءة.. المفتاح الذي اختارته دولة الإمارات للنهوض بمجتمعها وتثقيف طلابها وتنمية أجيالها ونشر المعرفة بوجه الجهل..
القراءة.. المفتاح الذي اختارته دولة الإمارات للنهوض بمجتمعها وتثقيف طلابها وتنمية أجيالها ونشر المعرفة بوجه الجهل.. فالقراءة تأتي في صلب مشاريع الدولة المختلفة كمفتاح للمستقبل وركيزة أساسية لبنائه وإلهام من يصنعه. وفي هذا الإطار تأتي حملة "أبوظبي تقرأ" 2016 التي أطلق مجلس أبوظبي للتعليم دورتها الرابعة الثلاثاء، في مؤتمر صحافي عقد في مقر المجلس.
الحملة التي تستمر حتى 12 مايو 2016 تتزامن مع انطلاقة معرض أبوظبي الدولي للكتاب في 27 أبريل الجاري، حيث سيشارك مجلس أبوظبي للتعليم في المعرض من خلال تقديم مجموعة البرامج والفعاليات التي تساهم في تحفيز عادة القراءة. وترتكز "أبوظبي تقرأ" على أربعة أركان رئيسية هي القراءة للاستمتاع، والقراءة للمعرفة والقراءة للابتكار وأخيراً القراءة للإلهام.
وقال الدكتور علي راشد النعيمي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم: إن "حملة "أبوظبي تقرأ" تأتي في سياق تنفيذ المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بجعل عام 2016 عاماً للقراءة".. وأشار النعيمي، إلى أن المجلس يسعى للإسهام في تنمية مسيرة العملية التعليمية، مؤكداً أن التعليم لا يمكن أن يتحقق إلا إذا حظيت القراءة بجزء كبير من اهتمام الصغار والكبار وكل أفراد المجتمع.
وقال النعيمي إن الحضارات تُبنى وتنطلق من القراءة، وإذا أردت فهم إنسان ما، أنظر إلى حصيلته من الفكر وميوله للقراءة، مشيرا إلى أن الوحي انطلق من كلمة (اقرأ) وأن الحضارة العربية تبنت ترجمة العلوم الأساسية في الحضارات الأخرى، فأسست هي حضارة عريقة وعظيمة، مؤكدا أن الكتاب ركيزة أساسية للحضارة العربية.
ولفت الدكتور النعيمي إلى أن القراءة في ظل متغيرات العصر الحالية أخذت أشكالاً وأنواعاً مختلفة وطبيعة المتغيرات فرضت على الإنسان أن يقرأ في كل مكان، ومن ثم يجب الاهتمام بهذه التطورات لزيادة مهارات الطلبة في القراءة.
وأكد النعيمي أنه من ضمن أهداف الحملة، صنع ثقافة القراءة، وخاصة في المنازل لأن الطفل عندما يجد والديه يحرصان على القراءة ويحرصان على ممارسة هذا النشاط فإن هذه العادة ستنتقل له ويحفزه على السير في نفس الطريق، مشيراً إلى أن المجلس اطلع على العديد من الدراسات والبحوث لجهات عديدة تناولت ميول الفرد تجاه القراءة وكيفية خلقها وتعزيزها لديه، وكيفية شغل الكتاب حيزاً كبيراً من الفرد، وتم بحث كيفية تشجيع طلاب المدارس على اعتياد ممارسة القراءة، وإدراكهم أن العلم النافع هو البوابة الرئيسية نحو تكوين شخصيته.
وتركز الحملة على أهمية الإدراك المعرفي كونها وسيلة لإثراء معرفة الطالب وزيادة معلوماته وتعويده على الانتقال من مرحلة القراءة الحرفية إلى القراءة التحليلية أو الناقدة، وتكوين اتجاهات إيجابيّة في نفوس الطلبة نحو القراءة والكتابة، وإكسابهم المهارات الصحيحة في اختيار مصادر التعلم، وإثراء المناهج الدراسية بقراءات خارجيّة فعّالة، كما أن هذه الحملة تهدف إلى اكتشاف مواهب الطلاب المبدعين و إثرائها من خلال القراءة، كما تحث الحملة على تطبيق طرائق تدريس حديثة تقوم على فاعلية الطالب في القراءة والبحث والتعلم الذاتي، وتعد الحملة بمثابة تعزيز مكانة المكتبات في المدارس و دورها لدى الطلاب والمعلمين باعتبارها توفر المناخ الملائم لهم للقراءة و المطالعة واكتساب المعارف الجديدة.
من جانبها أكدت الدكتورة نجوى الحوسني، مديرة إدارة المناهج في مجلس أبوظبي للتعليم، أن حملة "أبوظبي تقرأ" في نسختها الرابعة، تهدف إلى إعداد إطار وطني متكامل لتخريج جيل قارئ حيث أصبحت المجتمعات تعتمد على المعلومات، في نموها وتطورها لتحقيق التقدم والازدهار، مشيرةً إلى أن أهمية هذه الحملة، تنبع من فائدة القراءة، فمن خلال مصادر المعلومات يحصل الفرد على المعلومات، وينمي معارفه ويستفيد من خبرات الآخرين، لذا نحرص في هذه الحملة على الاهتمام بتحقيق نتائج فعالة لتنمية الميول القرائية، خاصة المصادر الورقية، بما يزيد الاهتمام بالمكتبة الأمر الذي سيدعم اختصاص علم المكتبات، ويساعد الطلاب على الرغبة في تحصيل النجاح.
وأضافت الحوسني أن هناك توجها عالميا لأن تكون القراءة محورا أساسيا ضمن المناهج الدراسية، ويقوم المجلس حالياً بعدد من دراسات المقارنة المعيارية في تصميم المناهج والكتب الدراسية، الأمر الذي يساهم في جعل الكتاب محوراً للعملية التعليمية، وإتاحة الفرصة للطالب لاكتساب المعرفة لتوظيفها في العديد من المجالات الهامة مثل الإبداع والكتابة والابتكار.
ولفتت مديرة إدارة المناهج في مجلس أبوظبي للتعليم، إلى أن الحملة ترتكز على اربعة اركان رئيسية، فالركن الأول هو القراءة للاستمتاع، كونها عامل محفز لمخيلة الفرد، أما الركن الثاني للحملة فهو القراءة للمعرفة والتي تشكل أفكار القارئ وتصرفاته حيث تساعد المعرفة الناجمة عن القراءة على أن يكونوا أعضاء أكثر فعالية في المجتمع من خلال توعيتهم بخصوص الأحداث والقضايا الراهنة.
كما تطرقت الدكتورة نجوى الحوسني إلى الركن الثالث من الحملة وهو القراءة للابتكار وقالت: حينما تكون القراءة هي المفتاح الذي يفتح آفاق الخيال، يكون الابتكار هو الباب الذي تقف على عتبته أدوات إنتاج المعرفة لمخرجات أكثر تميزًا وجودة، فالقراءة هي المحرك المحفز لعناصر الابتكار، وهي الوسيلة التي يتم من خلالها تصدير قيم خلاقة لمتطلبات الحياة المستقبلية الجديدة. أما الركن الرابع للحملة هو القراءة للإلهام، حيث نهدف من خلال مبادرة "أبوظبي تقرأ" أن نلهم الطالب ليصبح قارئاً متمكنا من التميز بالمجالات التي تهمه.
وأشارت سارة السويدي، مدير قسم طرائق وأساليب التدريس بمجلس أبوظبي للتعليم، إلى الفعاليات التي ستتضمنها الحملة وقالت: انطلاقاً من رؤية المجلس في تعزيز سلوكيات القراءة الايجابية على مستوى المدرسة والصف الدراسي في إمارة أبوظبي، قمنا بإيجاد ثلاثة أقسام للفعاليات التي تندرج تحت اسم الحملة وتهدف إلى خلق روابط مع أساليب التدريس المستخدمة في "نموذج أبوظبي المدرسي"، وتعزيز حب القراءة والاستمتاع بها، ورفد المدارس بمجموعة واسعة ومتنوعة من الأنشطة القرائية المفيدة لاستخدامها، وإشراك كافة المعنيين على مستوى المدرسة والطلبة والصفوف الدراسية ، وتعزيز المشاركة الايجابية لأولياء الأمور.
وأضافت، أن هذه الفعاليات جاءت عقب التعرف على عدد كبير من الدراسات المعتمدة من مختلف دول العالم ومن أهمها دراسة "سكولاستيك" ودراسة "أكسفورد" والتي ناقشتا أنماط القراءة واستراتيجيات جذب الطالب للقراءة، حيث يقوم الباحثون عادة على دراسة أنماط القراءة على ثلاثة مستويات هي المدرسة والصف الدراسي والطالب، مشيرة إلى أن هذه المراحل تلزم إشراك أولياء الأمور والمعلمين بخصوص هذه الأنشطة.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg جزيرة ام اند امز