رغبة عارمة لدعم ومساندة مصر، تبديها المملكة وتبذل في ذلك قصارى جهدها، ولا يرى الحاقد من هذه الاتفاقيات سوى إستغلال قضية الجزيرتين.
أسفرت الزيارة السامية للملك سلمان حفظه الله لجمهورية مصر العربية عن عدة اتفاقيات، تصب في مصلحة البلدين، وإن كانت الكفة تميل بشكل أكبر للجانب المصري، لما لهذه الإتفاقيات من أهمية تعيد للقاهرة دورها الحيوي والقوي في المنطقة العربية، لتقف جنباً إلى جنب مع المملكة في مواجهة التحديات التي تحيط بالعرب والمسلمين .
نوايا حسنة مصحوبة برغبة عارمة لدعم ومساندة مصر، تبديها المملكة وتبذل في ذلك قصارى جهدها لتحقيقها، ولا يرى الحاقد من هذه الاتفاقيات سوى إستغلال قضية تيران وصنافير، الجزيرتين السعوديتين، اللتان بمجرد أن أعلنت الحكومة المصرية وقوعهما ضمن المياه الإقليمية للملكة العربية السعودية، حتى ظهر تنظيم الاخوان من جحره مندداً ببيان منشور، يحرض فيه الشعب المصري للخروج على السلطة المصرية بدعوى أنها باعت أراضي مصرية للسعودية، عمل دنيء ينم عن حقد دفين تجاه الدولتين المصرية والسعودية، وجد واجتهاد في التزوير والكذب والتدليس على مدى الايام الماضية لدق أسفين العلاقة بسن الشعبين وحكوماتهم، تلته دعوات تحريضية للتظاهر واشعال فتنة تعيد نارها الضوء لأمجاد حكمهم الفاشل، حين صعدوا على أكتاف 25 يناير، مدعمين بوسائل إعلامية وقنوات اخبارية عربية وعالمية بتوافق في الأيدلوجيا وبأجر مدفوع، تلفق المظاهرات هنا وهناك لتشيع للعالم بأن مصر على صفيح ثورة ساخنه نتاج تخلي السلطة عن أرض مصرية !!
لست هنا في صدد الحديث عن تاريخ يعلمه الجميع، وتؤكده المواثيق والقوانين الدولية، عن ملكية السعودية لهاتين الجزيرتين ووجودهما في المياه الأقليمية للمملكة، وللقارئ الكريم حق البحث المستفيض لإكتشاف الملكية الحقيقة لهاتين الجزيرتين، ولكنني في صدد الحديث عن تنظيم اتخذ من الشيطان حليفاً له، فلا تهدئ له نفس إن لم يستغل جل الأمور وأدقها على منابر المساجد والفضائيات ليشعل الفتنة محللاً الخراب والدمار، فيخرج من عرف على أنه داعية ورئيس لمنظمة إسلامية يدعو الى الخروج على السلطة المصرية، وتصدح حناجر مذيعي تلك القناة المحرضة لتتحدث عن ثورة جديدة وغضب لا وجود لهما، والحقيقة أن الإخوان المسلمون يثور غضبهم إن شاهدوا الجسد العربي يشد بعضه بعضا نحو التلاحم والتوافق، لأنه وبإختصار لا وجود لمخططهم ولا عبرة بشخصياتهم إن وجد التلاحم والوئام بين العرب والمسلمين، فقد بات الشارع العربي اليوم يدركه، وبات يعلم خبث ومكر هذا التنظيم وحجم الحقد الذي يكنه في طياته للعرب وللمسلمين بثوب عربي ومظهرٍ تقي، ولم نعد نعجب إن رأينا داعية يعتلي المنابر يصدح بأيات الله ﷻ وأحاديث نبيه ﷺ ولا يملك من أخلاق النبي شيء، وأفعاله تخالف جميل أقواله، لأن هناك من يسمون بالمستشرقين الذين يجيدون ويحفظون القرآن والسنة وهناك عملاء الموساد الاسرائيلي المتفقهين في الدين الإسلامي ويستطيع أحدهم أن يؤم المسلمين دون أن يشك به احد .
لذا فإن المعيار الحقيقي اليوم هو حب الوطن قولاً وعملاً والإنتماء والولاء له وللعروبة، بعد أن إمتهن تنظيم الاخوان الدعوة الى الله للتسويق لأنفسهم ولحزبهم الخبيث، فتسلقوا باسم الدين الذي هو براء مما يصنعون، ودسوا سمهم في معسول كلامهم، حتى احتوت عقول عامة الناس سُكره فغابت عن أعينهم الحقيقة وسارت أقدامهم خلف دعواتهم المحرضة، فعن أي دينٍ يتحدثون ؟ وأي دين هذا الذي يستدلون به للخروج على ولاة الأمر ؟ وأي دين يدعوك لأن تثير الفتن وتدنس أرضك ووطنك وتشرد الشعوب !!
إن إستغلال تنظيم الإخوان لقضية الجزيرتين لن يزيح حقيقة تبعيتهما للمملكة، وهذا ما يدفعني للتساؤل، هل ستثير هذه الجزيرتين حفيظة اتباع التنظيم ممن اعتلوا الفضائيات بمعسول الكلام حباً في الله وفي الرسول والبشرية ويعارضوا توجه تنظيمهم، ويشهدوا بالحقيقة ؟ التي طالما إدعوا أنهم عرابوها، الحقيقة التي يفترض أن أحدهم قد استدعاه ضميره، وأخذه نحو البحث والتمحيص في تاريخ الجزر وتبعيتهما !!
فالجميع يعلم أنهم دكاتره وخريجوا جامعات عريقة - إن كانت شهادات من عرق الجبين فعلاً - وليست شهادات بفضل تبعيتهم للتنظيم المتوغل في المؤسسات التعليمية، وجميعهم لديهم كتب ومجلدات نتجت عن بحوث قاموا بها، فهل يعجزهم البحث عن تاريخ الجزر ؟ هل لديهم الشجاعة لتبيان حقيقة تبعية هذه الجزر ؟ أم أنه يأبى عليهم تنظيمهم أن ينطقوا بالحق ؟
ولك أن تتخيل عزيزي القارئ ما حجم التأثير الايجابي والسلمي الذي سيحدثه أحد مشايخ الإخوان إن خرج للعامة على أحدى القنوات الفضائية كـ "الجزيرة" على سبيل المثال، ليقول للناس أنه قد بحث بحثاً مستفيضاً في التاريخ وكتبه وفي المعاهدات وغيرها من محطات البحث، ليكتشف بأن الحق يقول أن " تيران وصنافير سعودية يا إخوان، ولكن هيهات أن يصدحوا بالحق، فكتمان الحق والنأي بأنفسهم عنه قد يعيد لتنظيمهم مجداً أضاعه غباء قادته، ويعطيهم سبباً وجيهاً لإشعال فتنة وقودها الشارع المصري البسيط تحت مسمى الثورة، التي يفترض بها أن تنهض بالبلاد إلا في قاموس الإخوان فإنها ( تدميرٌ للبلاد وقتلٌ للعباد ) !!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة