استهداف الأقصى والقدس يعيد أجواء الحرب للمدينة

القدس عاشت ساعات حرب حقيقية منذ فجر اليوم، بدأت باقتحامات عسكرية لعدة بلدات أسفرت عن اعتقال أكثر من 30 وإصابة 8

على وقع حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الأربعاء وتركزت في مدينة القدس، اقتحم نائب وزير شرطة الاحتلال برفقة 12 ضابط شرطة و68 مستوطناً المسجد الأقصى، لتصب الزيت على نار الغضب الفلسطيني  في المدينة المقدسة.

وقالت مصادر في القدس، إن نائب وزير قائد شرطة الاحتلال برفقة 12 ضابط شرطة اقتحموا صباح اليوم المسجد الأقصى من باب المغاربة.

وذكر أن 68 مستوطنا اقتحموا ساحات المسجد الأقصى، وتجولوا في الساحات تحت حراسة مكثفة من قوات الاحتلال وشرطته، وسط تصدي الفلسطينيين بهتافات التكبير.

وأكد الشيخ عمر كسواني مدير المسجد الأقصى لـ"بوابة العين"، أن نائب قائد شرطة الاحتلال برفقة ضباط بلباس مدني وعناصر من المخابرات ومجموعات من المستوطنين اقتحموا الأقصى وتجولوا في ساحاته، لافتا إلى أن المصلين والمرابطين وطلبة مجالس العلم بالأقصى تصدوا للاقتحامات بهتافات التكبير الاحتجاجية.

وحذر من أن اقتحامات الاحتلال باتت أكثر خطوة واتساعا قبيل الوصول إلى ذروة عيد الفصح اليهودي الأسبوع المقبل، محذرا من خطط الاحتلال لتكريس واقع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد عبر الاقتحامات المتكررة له.

عمليات الاقتحام الجديدة، جاءت في وقت صعدت فيه قوات الاحتلال من حملات الاقتحام والاعتقال في المدينة المحتلة، حيث أظهرت آخر إحصائية ارتفاع عدد المعتقلين فجر الأربعاء إلى 30 مواطنا غالبيتهم من بلدة العيساوية.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن 8 مواطنين أصيبوا بجروح متفاوتة عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم مخيم قلنديا الواقع شمال شرق القدس.

وذكر الهلال الأحمر، أن خمسة مواطنين أصيبوا بالرصاص المطاطي وتمّ علاجهم بشكل ميداني، فيما نقلت ثلاث إصابات بالرصاص الحي إلى مستشفى رام الله لتلقي العلاج اللازم.

كانت قوات الاحتلال قد اقتحمت فجر اليوم مخيم قلنديا وفجرت الجدران الداخلية لمنزل الشهيد حسين أبو غوش.

في هذه الأثناء ارتفعت حصيلة المعتقلين في الضفة الغربية والقدس منذ فجر اليوم إلى 42 مواطنا .

وقال نادي الأسير في بيان تلقت بوابة "العين" نسخةً منه، إن حملة الاعتقالات التي نفذها الاحتلال في العيساوية طالت على الأقل 23 مواطنا، بينهم أطفال، 15 طفلا بينهم 4 تتراوح أعمارهم بين 12-14 عاماً.

وذكر النادي أن قوات الاحتلال اعتقلت 5 في الخليل و5 من بلدات في محافظة رام الله والبيرة، و4 من بيت لحم، و2 من طولكرم، و2 من أريحا، و1 من نابلس.

في السياق نفسه، أشار المركز الإعلامي للمسجد الأقصى إلى أن الجهات المعنية لدى أذرع الاحتلال الإسرائيلي، الدينية والأمنية، صعدت استعداداتها لموسم جديد من "التدنيس الفظّ" لقدسية حائط البراق وساحته الملاصقة، تزامنا مع إقرار وتثبيت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة إسلامية حائط البراق وساحته، واعتبارهما جزءا من المسجد الأقصى مع كامل القدسية والوقفية.

وقال المركز في بيان له تلقت بوابة "العين" نسخة منه، الأربعاء: "في كل عام يصل تدنيس حائط البراق وساحاته أعلى المستويات خلال موسمين هما عيدا الفصح والعرش العبريان، حيث يختار الاحتلال يوما واحدا من كلا العيدين لاستعراض تلمودي يطلقون عليه اسم “بركة الكهنة”، يشارك فيه عشرات الآلاف تتقدمهم قيادات دينية في "الربانوت" الإسرائيلية منهم "الراب" الرئيسي الاشكنازي و"الراب" الرئيسي الشرقي ومئات الحاخامات".

 وأشار إلى أن طواقم الاحتلال قامت قبل أيام بعملية "جمع الأوراق"، تم خلالها جمع قصاصات ورقية تحتوي طلبات ودعوات وأماني يضعها الزوار بين حجارة ما يطلقون عليه “حائط المبكى” –المسمى الاحتلالي لحائط البراق–، وأتموها بعمليات تنظيف شاملة لبلاط ساحة البراق التي هي في الأصل حي المغاربة الإسلامي الوقفي الذي هدمه الاحتلال في 11 يونيو/حزيران 1967 بعد أربعة أيام من احتلال شرقي القدس والمسجد الأقصى، وهدموا الحي بأكمله وتم تحويله إلى ساحة صلاة يهودية تعتبر أكبر كنيس يهودي في العالم.

ولفت إلى أن الاحتلال يدعي أن المكان "حائط المبكى باعتباره من بقايا أسطورة هيكلهم المزعوم حيث يبكون عنده على خراب هيكلهم، متمنين إعادة بنائه سريعا على حساب وأنقاض المسجد الأقصى".

وأوضح أن "بركة الكهنة" هي مناسبة اخترعها أحد الكهنة الإسرائيليين عام 1970 على خلفية أحداث جسام عصفت بالاحتلال الإسرائيلي خلال ما عرف بحرب الاستنزاف، وبحثوا لها عن مرجعيات دينية تلمودية، وهي بالأساس تجمّع يدعو إلى "الحفاظ على دولة إسرائيل وشعبها أمام عاتيات ومصائب الزمان" وفق ادعائهم.

وتوافق "بركة الكهنة" هذا العام في الخامس والعشرين من الشهر الحالي وسط أيام عيد الفصح العبري، وتنطلق رسميا بصلاة وشعائر تلمودية صباحية وتستمر بمراسيم حاشدة حتى وقت متأخر من اليوم ذاته، بالإضافة إلى مراسيم استقبال أخرى.