تحذيرات فلسطينية من إجراءات الاحتلال الأمنية في "الأقصى"
مسؤولون فلسطينيون يحذرون من خطورة إجراءات الاحتلال الأخيرة في المسجد الأقصى
حذر مسؤولون فلسطينيون من خطورة الإجراءات الأمنية الإسرائيلية الأخيرة في المسجد الأقصى، مرجحين أن تكون مدخلاً لتثبيت وقائع التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى بين المسلمين واليهود.
وحسب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان، فإن إجراءات عدة تم اتخاذها خلال الأشهر الأخيرة في مدينة القدس، تحضيراً ما يعرف بـ"عيد الفصح اليهودي".
وأشار إلى أن تلك الإجراءات تهدف لمنع توتير الأوضاع خلال فترة العيد، ومنها اعتقالات استباقية وإبعاد عن الأقصى، ولا سيما لوعاظ ومن أسماهم بالمحرضين.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية الشهر الجاري أكثر من 50 فلسطينياً من المرابطين في الأقصى، وأبعدت 18 مقدسياً عن المسجد لأشهر في إطار إجراءاتها الأمنية التي سبقت عيد الفصح اليهودي.
وتمتد مراسم عيد الفصح التي بدأت من يوم أمس إلى الخميس القادم، ويستعد فيها آلاف المستوطنين الإسرائيليين لاقتحام المسجد الأقصى تلبية لدعوات أكثر من 25 منظمة صهيونية متطرفة.
مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، أكد أن إجراءات الاحتلال واعتقالاته وإبعاده المصلين عن الأقصى تهدف إلى تفريغ المسجد، مشددًا على أن هذه الممارسات لن تمنع الفلسطينيين من الوصول للمسجد لأداء صلاتنا والرباط فيه، فالمسجد جزء من عقيدتنا ولن يتخلى عنه أي مسلم في العالم.
واعتبر الكسواني في حديث لبوابة "العين"، أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، هي اعتداء على حرية العبادة في الأقصى، من شأنه توتير الوضع ليس في الأقصى بحسب، بل في المنطقة كلها.
وأكد مدير الأقصى أن الفلسطينيين لن يتركوا الأقصى وحيدا يواجه مخططات المتطرفين وإجراءات الاحتلال، مشيراً إلى أن الفلسطينيين لا يتركون المسجد لحظةً واحدة رغم إجراءات الأمن الإسرائيلي الأخيرة.
ومن المتوقع أن تشهد ساحات المسجد الأقصى بدءًا من ساعات صباح يوم غد الأحد اقتحام مجموعات كثيرة من المستوطنين المتطرفين إحياءً لعيد الفصح، وهو ما يستعد الفلسطينيون للتصدي له بالوسائل السلمية المتاحة.
وعادةً ما يتصدى الفلسطينيون لاستفزازات المستوطنين داخل المسجد الأقصى بهتافات التكبير، وعند اشتداد الاستفزازات تقع اشتباكات بالأيدي بين المصلين وحراس الأقصى من جهة والمستوطنين وعناصر الشرطة الاسرائيلية من الجهة الأخرى.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس عكرمة صبري، إن الحملة على المسجد الأقصى بشكل مباشر، تهدف لتفريغه من المصلين من خلال هذه الاعتقالات والإبعادات والإرهاب الإسرائيلي الواسع.
وشدد صبري على أن المخطط الإسرائيلي البعيد "هو فرض السيطرة الكاملة على الأقصى بعد أن سيطروا على الأبواب الخارجية".
وتابع "هم لا يريدون أن يروا مسلمين في باحات المسجد، خاصة في ساعات الظهيرة، وهذا تمهيد لما يخططون له من تقسيم زماني".
وأضاف لقد سبق أن فشل الاحتلال خلال السنوات الأخيرة في فرض واقع جديد في الأقصى، والآن يحاولون تنفيذ مخططاتهم بشكل تدريجي، غير آبهين بأي استنكار أو اعتراض.
وأشار إلى أن الاحتلال يتحرك بشكل علني خالياً، ويتذرع بدواعي التحريض، بهدف التشديد على الخطباء وأئمة الأقصى والمساجد الأخرى.
ويعتقد الناشط القانوني خالد زبارقة، أن الأقصى دخل مرحلة الخطر الشديد، محذرا من أن الاحتلال يقوم بتفريغ المسجد من المصلين، من أجل فرض واقع جديد عليه.
وأكد زبارقة أن حكومة نتنياهو تعمل بشكل ممنهج وبإمعان لتغيير الوضع القائم الذي يحكم الأقصى منذ الاحتلال وحتى اليوم.
وأشار إلى أن التصعيد بدا واضحا منذ فترة ليست طويلة، وهو آخذ بالازدياد مع الاقتراب من الأعياد اليهودية التي ستستمر حتى نهاية الشهر الحالي.
وينفي الفلسطينيون مزاعم حكومة نتنياهو حول حفاظها على الوضع القائم في المسجد الأقصى، ويؤكدون أنها تعمل بخطى متسارعة في الآونة الأخيرة من أجل فرض وقائع جديدة على الأرض.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDMuMTQ0IA== جزيرة ام اند امز