سخرية فلسطينية لسماح إسرائيل بنقل حيوانات من غزة
سخر فلسطينيون في غزة بعد موافقة إسرائيل على طلب منظمات دولية ومحلية على نقل بعض الحيوانات من غزة إلى الضفة الغربية أو الأردن.
سخر عدد من الفلسطينيين في قطاع غزة من موافقة إسرائيل على طلب منظمات دولية ومحلية على نقل بعض الحيوانات من غزة إلى الضفة الغربية أو الأردن، معتبرين، في أحاديث منفصلة لبوابة "العين" الإخبارية، أن ما تقوم به إسرائيل يتناقض تمامًا مع سياسة الحصار المطبق التي تفرضها على نحو 1.9 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع الساحلي.
وكانت إسرائيل قد سمحت، الإثنين، بنقل لبؤة تبلغ من العمر 8 سنوات، وتزن 200 كجم، من حديقة حيوان في غزة إلى حديقة مماثلة في طولكرم بالضفة الغربية، وذلك لتلقي العلاج والرعاية الصحية بسبب ترديها في غزة.
ويقول الدكتور خالد العيلة، أستاذ الجغرافيا السياسية، أن ما تقوم به إسرائيل لا يتعدى تجميلًا لصورتها أمام العالم، باحترامها لمبادئ الرفق بالحيوان، مؤكدًا أن هذا يتناقض كليًّا مع ما تقوم به على الأرض ضد الفلسطينيين في غزة.
ويستغرب العيلة في حديثه لـ"العين"، استجابة إسرائيل لطلب منظمات دولية لإنقاذ حياة الحيوانات، في حين أنها تتجاهل مئات الطلبات لمنظمات دولية مماثلة، لإنقاذ حياة سكان غزة سواء المرضى منهم أو الطلبة، من خلال رفع الحصار وفتح المعابر والسماح بحرية التنقل للفلسطينيين من غزة للضفة الغربية والخارج.
وهذه هي المرة السابعة التي يتم فيها نقل حيوانات مفترسة من حدائق الحيوان بغزة للعلاج في الضفة أو الأردن، بسبب تردي الأوضاع الصحية لهذه الحيوانات.
وتشير إحصائيات رسمية فلسطينية إلى أن حدائق غزة تضم 11 أسدًا، من بينهم 5 أسود، و6 لبؤات، تم نقل عدد منهم خارج غزة.
المواطن، حسن الراعي، يعترف بأن واقع الحيوانات صعب ومرير في غزة، لكنه يؤكد لبوابة "العين" الإخبارية، أن الواقع الإنساني للسكان أصعب بكثير.
ويضيف: شر البلية ما يضحك، عندما يتم السماح بنقل الحيوانات بداعي العلاج، في حين أن الآلاف من الغزيين يحتاجون للتنقل من وإلى غزة، لا يسمح لهم.
وتنتشر في قطاع غزة عدد من حدائق الحيوان المتواضعة، حيث تم جلب الحيوانات النزيلة فيها عبر الأنفاق المنتشرة بين مصر وقطاع غزة.
لكن أصحاب هذه الحدائق يشتكون من غياب الرعاية الصحية الكاملة لهذه الحيوانات، وعدم توفر المستلزمات الصحية الخاصة بهم بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
ويزيد استغراب المواطنة، سناء شريف، من القرار الاسرائيلي الذي يسمح أيضًا لوفود طبية بيطرية من الخارج بالدخول لعلاج هذه الحيوانات، لكنها تماطل وتمنع أحيانًا وفودًا طبية بشرية لعلاج الغزيين.
وتضيف لبوابة "العين"، أن إسرائيل تمنع أيضًا خروج عدد من المرضى ممن يحتاجون إلى العلاج في الخارج، من السفر، بدواعٍ وحجج أمنية واهية، وتوافق على إخراج الحيوانات المفترسة للعلاج.
وترى الدكتورة تغريد كساب، أستاذة الصحة النفسية، أن سخرية الشارع الفلسطيني من القرار الإسرائيلي بنقل الحيوانات، شيء طبيعي من التفريغ النفسي الناتج عن الضغوطات التي يعايشونها جراء الظروف الصعبة.
وتؤكد لبوابة "العين"، أن حالة الشارع الفلسطيني الذي يمارس على سكانه كل أنواع الظلم والاضطهاد والكبت بفعل الحصار الإسرائيلي، لافتة في علم النفس، حيث تختلف مظاهر التعبير والتفريغ النفسي ما بين الفرح والسرور والحزن والشرود.
وترى أستاذة الصحة النفسية، أن الفلسطينيين الذين يعانون ويلات الحصار والإغلاق المحكم لجميع المنافذ، اضطروا للتعبير عن السماح بنقل حيوانات، بحالة من السخرية من القرار ذاته، والذي ينعكس على واقع حياتهم اليومية.
aXA6IDUyLjE1LjIyMy4yMzkg
جزيرة ام اند امز