لعبة إلكترونية تُبعد شباب غزة عن واقعهم المرير
انشغل الشباب والفتيات في غزة، مؤخراً، بلعبة إلكترونية، على الهواتف الذكية، وجدوا فيها ملاذا آمنا للهروب من واقعهم المرير.
اضطر الشاب محمد الخطيب، إلى تحميل لعبة "وصلة "، وهي لعبة مسابقات إلكترونية، موجودة في الهواتف الذكية، وذلك في مسعى منه للابتعاد عن الضغوطات الهائلة التي يعيشها أسوة بأقرانه في غزة جراء الأوضاع الصعبة في القطاع، وإشغال وقت فراغه من جهة، وتنمية مهاراته وقدراته الذهنية من جهة أخرى.
ولعبة "وصلة" هي إحدى أفضل ألعاب الألغاز بأنواعها، وهي متاحة بشكل مجاني في متجر الهواتف الذكية، حيث تم تصميمها بصورة عصرية ومسلية أكثر، علماً بأنها مبنية على فكرة الكلمات المتقاطعة المعروفة.
حال الخطيب ينطبق على شريحة واسعة من شبان قطاع غزة، الذين أقبلوا بشكل كبير على تحميل هذه اللعبة، حيث لقيت هذه اللعبة رواجا كبيراً بين أوساطهم وأصبحت حديث الساعة بينهم، في الوقت الذي أشارت فيه دراسات إحصائية أن تحميل هذه اللعبة وصل لأكثر من مليون مشترك فيها رغم حداثة إصدارها.
ويقضي الخطيب أكثر من 3 ساعات يوميا على "وصلة"، حيث يقول لـبوابة "العين" الإخبارية، إنه يسعى لإشغال وقت فراغه من جهة، إلى جانب التغلب على واقعه المرير لعدم وجود فرص عمل له ولقطاع كبير من الخريجين العاطلين عن العمل.
ويضيف أنه يحاول عمل عصر ذهن لمعلوماته من أجل إجابة تلك الألغاز، التي يرى فيها مخرجاً آنياً للتغلب على الصعوبات الحياتية التي يحياها في قطاع غزة المحاصر.
الشاب ممدوح بركة، لم يختلف حاله كثيرا عن الخطيب، لكنه عمل على تطوير ذلك من خلال تنظيم جلسات جماعية مع أصدقائه ليلا، يتسامرون فيها ، لكن الجانب الأكثر يكون لـلعبة "وصلة".
وتنقسم "وصلة " إلى عدة مجموعات، مقسمة إلى مراحل بها أسئلة مشوقة ومسلية، تحتوي على أشكال مختلفة مثل صورة أو معلومة أو جملة.
ويؤكد لبوابة" العين"، أن السواد الأعظم من شباب غزة وفتياتها، قاموا بتحميل هذه اللعبة لهواتفهم الذكية، حيث وجدوا فيها ملاذا آمنا للهروب من الواقع الأليم في غزة، الذي تعاني أوضاعا اقتصادية واجتماعية ونفسية غير مسبوقة، بفعل الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع الساحلي.
ويعتبر بركة، أن لجوءه وأقرانه لمثل هذه الألعاب أفضل بكثير من التفكير في ظواهر سلبية كالتدخين أو تناول الحبوب المخدرة، موضحا أن هذا أرحم بكثير من هذه الظواهر – حسب تعبيره-.
حال الشابين الخطيب وبركة، انطبق أيضا على الفتيات اللواتي سارعن أيضاً لهذه اللعبة، حيث وجدن فيها فرصة للتفريغ و قضاء الوقت، حسب ما تقول آيات عبدالله، وهي ربة منزل.
وتقول لبوابة " العين"، إنها وجدت صدفة زوجها يقوم بحل ألغاز هذه اللعبة، فدفعها الفضول، للقيام بنفس الأمر، لتجد فيها فرصة كبيرة لاسترجاع معلوماتها وتنشيطها، إلى جانب اكتساب معرفة جديدة.
وتمتاز لعبة " وصلة" بأنها تتيح للمستخدمين أسئلة متنوعة مناسبة لجميع الأعمار، وأسئلة تحتاج للتفكير والذكاء، ومجموعة من الأسئلة المصورة وبمجالات مختلفة من أسئلة دينية ورياضية ومشاهير ودول وأعلام وماركات ..إلخ.
وتشير إلى أن العديد من الفتيات لجأن لهذه اللعبة، في حين أن كثير منهن باتت تفضل لعبة" وصلة"، عن كثير من وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي تشغل وقت فراغ قطاع واسع من الغزيين.
من جانبها، تشير الدكتورة تغريد كساب، أستاذة الصحة النفسية بجامعة القدس المفتوحة بغزة، إلى أن الفراغ والانشغال بشيء بديل، يعتبر نوعا من الحيل النفسية التي يلجأ لها الناس في وقت الأزمات والضغوط النفسية.
وتؤكد لبوابة" العين" الإخبارية، أن ما يقوم به الشباب في غزة، من خلال التركيز على هذه اللعبة، يعتبر أمراً هاما بالنسبة لهم، حيث يستبدلون ذلك بدلاً من التفكير بمشكلات الواقع المرير الذي يعايشونه.
وتعتبر أن الانشغال بهذه اللعبة، هو لإشغال العقل بشيء ممتع ومسلي، وكنوع من التفريغ النفسي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشباب في غزة.
aXA6IDMuMTI5LjY3LjI0OCA= جزيرة ام اند امز