أوباما.. "طوق نجاة" لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي
من المنتظر أن ينضم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خلال زيارته لندن، إلى النقاش المحتدم حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
يتوقع البريطانيون وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزوجته ميشال إلى لندن، الخميس، في خضم تأرجح البلاد بين خياري الانسحاب أو البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يدخل أوباما النقاش المحتدم حول مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وسط تحذيرات جديدة من أن ترْك الاتحاد، من شأنه أن يهدد العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة.
وفيما يتوقع أن يلتحق الزوج الرئاسي الأمريكي، الجمعة، بمأدبة غداء ملكية، لمشاركة الملكة إليزابيث الثانية احتفالها بعيد ميلادها الـ90، فإن أوباما قد يضم صوته إلى أصوات الداعين إلى بقاء بريطانيا تحت لواء أوروبا الموحدة.
وفي ظل نتائج استطلاعات الرأي، التي تؤشر إلى أن نتائج الاستفتاء ستكون متقاربة، استعانت رئاسة الوزراء البريطانية بنصائح ساسة دوليين، من قبيل رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، ورئيس الوزراء النيوزيلندي جون كاي، لكن ديفيد كاميرون وحلفاءه يأملون في أن تسهم نجومية أوباما في تحفيز الناخبين المترددين.
ولقد خاطب كاميرون، مجلس العموم، الأربعاء الماضي، معتبرا أنه على الرغم من اعتقاده أن القرار يعود للشعب البريطاني وحده، فإنه يرى شخصيا أنه لا ضير في الاستماع إلى نصائح الآخرين، لافتا إلى أنه يجتهد في البحث عن زعيم بلد صديق ينصحه بمغادرة الاتحاد الأوروبي.
لكن تدخل أوباما وغيره من الساسة في التأثير على مواقف البريطانيين الانتخابية، قوبلت ولاتزال بنيران من الانتقادات، وبدر أغلبها عن عمدة لندن بوريس جونسون، الذي يقود حملة شرسة لصالح الانسحاب من الاتحاد.
ووجّه جونسون انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، واتهمه بإنفاق نحو 9.3 مليون جنيه إسترليني لإصدار مطبوعات أُرسلت للبريطانيين، لتخويفهم ودفعهم للبقاء ضمن أوروبا الموحدة.
وسبق لعمدة لندن المعروف بانتقاداته لتبعية الحكومة البريطانية إلى الولايات المتحدة، أن انتقد زيارة أوباما، وقال متهكما: "إنه يزور لندن ليعلم البريطانيين كيف يتخذون قراراتهم القومية".
ويزور أوباما بريطانيا في ظل حملة انتخابية حامية الوطيس، وقد أثارت الأنباء عن زيارته جدلا على وسائل الإعلام البريطانية.
فقد نسب إلى وزير العمل والمعاشات السابق، أيان دانكان سميث، انتقاده الصريح لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وقال متهكما، إن الرئيس الأمريكي قرر زيارة لندن، لأن كاميرون ركع أمامه متوسلا: "تعالَ وساعد الشعب البريطاني على اتخاذ قرار".
ويلقي جونسون وسميث دعما خارجيا، من قادة الأحزاب القومية الأوروبية، لعل أبرزهم زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، التي أعلنت نيتها التوجه إلى المملكة المتحدة لحثّ البريطانيين على التصويت لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
في المقابل يرى رموز معسكر البقاء ضمن الاتحاد، ومنهم نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق، نيك كليغ، أن التصويت لصالح الانفصال سيدخل بريطانيا في مرحلة جديدة من العزلة الدولية.
وانتقد كليغ أنصار الانفصال، الذين يرون أن ذلك قد يؤدي إلى تعزيز العلاقات عبر الأطلسي، معتبرا أن البقاء ضمن أوروبا موحدة لا يتعارض مع تكثيف بريطانيا علاقاتها الخارجية.
لكن نيك ديردن، من جماعة الضغط "العدالة العالمية الآن"، قال إن ثمة تناقضا كبيرا في زيارة باراك أوباما إلى بريطانيا، لدعم حملة دعاة البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، وبين قدومه إلى أوروبا للترويج لاتفاقية تجارة المواد السامة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، ذلك أن إمساك الشركات الكبيرة بالسلطة والذي يجري طبخه في بروكسل، هو الحافز الأساس الذي يدفع البريطانيين للتصويت لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو المقبل.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز