الفنانة لورين قديح: سأجعل المرأة البدينة ماركة تتبعها النساء
منذ فترة، راج الحديث عن أفول موضة النساء النحيفات، وإمكان التخلي عن الحمية القاسية لخفض الوزن، فهل سنرى مستقبلا نجمات بدينات؟
تعتبر الرشاقة والنحافة هاجساً لدى النساء ولدى النجمات تحديداً، ويحرصن على الظهور بأجمل صورة وأبهى حلة.
وشكلت النحافة المفرطة لفترة من الفترات رمزاً للإثارة والأنوثة. وكان من النادر أن نشاهد نجمة بدينة أو ممتلئة في العشرين سنة الأخيرة، إلا أن هنالك عددا من الفنانات كسرن القاعدة. فعلى الرغم من ارتباط الفنانات البدينات بالأدوار الكوميدية، والابتعاد عن تجسيد شخصية النساء الفاتنات والجذابات، إلا أنّ ليلى علوي التي تعتبر من أجمل جميلات السينما المصرية كسرت قواعد النجومية. وعلى رغم بدانتها، استطاعت الممثلة المصرية أن تصبح من أهم النجمات في الثمانينيات، فقدمت أدوار بطولة عديدة في السينما لما تتمتع به من جمال الوجه. وشكلت لفترة فتاة أحلام عدد كبير من الشباب، ولا تزال حتى اليوم تتمتع بالنجومية والجمال. بل إنّ الممثل الأمريكي ريتشارد غير أبدى إعجابه الشديد بها عندما شارك في الدورة 34 من "مهرجان القاهرة السينمائي".
ومنذ أكثر من عامين استطاعت الممثلة التركية، مريم أوزرلي، أن تعيد للمرأة الممتلئة اعتبارها حين أدت دور السلطانة هويام في مسلسل "حريم السلطان"، إذ كانت ممتلئة القوام وتميل إلى البدانة قليلاً، لكنها استطاعت أن تطيح بنجمات تركيا النحيفات ووضعت حدّاً لديكتاتوريّة الأجساد بوزن الريشة، مثل برين سات، أو سونغول أودين الشهيرة بنور، أو جانسو ديريه وغيرهن من الممثلات النحيفات. ما جعل بعض النقّاد يتساءلون، عما إذا كانت السلطانة هويام ستعيد الاعتبار إلى صورة المرأة المكتنزة، في مواجهة موضة النحيفات التي تفرض نفسها على الناس، جاعلة من النحافة هاجساً مرضيّاً لدى النساء.
إلا أن مريم أوزرلي عادت واتبعت ريجيماً قاسياً فقدت معه الكثير من وزنها وجاذبيتها. حيث أجمع عد كبير أن أوزرلي فقدت جزءا كبيرا من جاذبيتها وسحرها بعد إنقاص وزنها.
ومؤخرا تنفس عدد كبير من النساء الصعداء بعد انتشار خبر يزف إليهن عودة موضة المرأة الممتلئة أو "الكيرفي"، وكان لهذا الخبر وقع خاص لدى الممثلة اللبنانية لورين قديح التي تعتبر صاحبة جسد ممتلئ، والتي سبق أن خسرت بطولة عمل سينمائي لأنها لم تستطع أن تنقص من وزنها عشرة كيلو غرامات، وظهرت منذ أشهر بوزن زائد في فيلم "شي يوم راح فل" في دور "سارية"، وهي سيدة متزوجة ولديها مطعم وتجيد الطبخ.
وفضلت لورين ألا تظهر بصورة المرأة النحيفة، لأنها وبحسب قولها، من غير المعقول أن تقدم بذلك نموذجا للمرأة الشرقية التي تشبه كثيرا من النساء، تطبخ طول النهار ثم تظهر في الفيلم نحيفة وتعيش على "التوست" والرجيم، وحساب السعرات الحرارية، لذلك تركت وزنها يزيد ليتناسب مع الشخصية. وكانت سعيدة جدا بذلك.
تقول لورين، في تصريح لـ"بوابة العين"، "إذا نظرنا إلى صور المرأة في العصور الماضية، نجد أنها كانت دائما امرأة بدينة وممتلئة، فعصر النهضة وهو أعظم العصور كان الشعراء والرسامون يجسدون في لوحاتهم المرأة الممتلئة والمكتنزة. و لم يكن مكان للمرأة النحيفة، وفي العصر الفكتوري، كانت المرأة كذلك سمينة مع خصر نحيف، لأن صورة المرأة الأم هي المرأة الممتلئة، وحتى لدى اليونان كانت صورة المرأة تظهر المرأة البدينة، وكانت المرأة المكتنزة هي التي ينصح بها للزواج لأنها صاحبة بنية قوية وقادرة على تحمل مشاق الحمل والولادة. أما موضة المرأة النحيفة فظهرت في العصر الحديث وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية".
أما عن تصنيفها كامرأة ممتلئة فتقول لورين: "كنت دائما نحيفة وكان وزني 55 كيلوجرام، ولكن مؤخرا اكتسبت وزنا زائدا، من دون هواجس أو كأبة أو ممنوع، أنا أتناول هذا الطعام أو ذاك، وإذا كنت امرأة ممتلئة فهذا لا يعني أني لست جميلة أو مثيرة".
وأضافت، أنها تتقبل شكلها وهي تدعو النساء لتقبل أنفسهن. وتقول: "في المقابل هذا لا يعني أنني أشجع على الأكل الدسم والوجبات السريعة، بل أدعم الأكل الصحي وإلى أبعد الحدود، وعدم التشبه بعارضات الأزياء لأن موضة المرأة الممتلئة هي التي ستسيطر، فحتى دور الأزياء بدأت تمنع ظهور العارضات النحيلات، لأن الوصول إلى هذه الدرجة من النحافة يسبب كثيرا من الأضرار النفسية".
لورين تقول، إنها تدعو النساء للثقة بأنفسهن وأنهن مميزات وهن بدينات وتضيف، وأنها تخطت هذه المرحلة وأصبحت أكثر ارتياحا بوزنها الحالي، وتضيف أنها ممتلئة فكريا أيضا وليس فقط جسديا وهذا الأهم".
أما عن حصر الممثلات البدينات بأدوار الكوميديا، فقالت، إن هذا يحدث فقط في العالم العربي في حين أنه يوجد في الغرب نجمات كوميديا جميلات وفاتنات".
وعن خسارتها بعض الأدوار لأنها ليست سيدة نحيفة، فقد قالت: "طبعا أخسر أداورا كثيرة لأني لست نحيفة، وقد عشت كآبة بعد أن خسرت أحد الأدوار لأني لم أصل إلى الوزن المطلوب، ولكن في النهاية أنا ممثلة محترفة وأتفهم أن هذا الدور يتطلب مواصفات معينة".
وختمت لورين بالقول: "أنا ممتلئة بدرجة متناسقة والأهم ممتلئة بعقلي وسأعمل على أن تكون المرأة البدينة "تريند" تتبعها النساء، وأقول للنحيفات: كن مثلي فأنا متصالحة مع نفسي وممتلئة فكرا وصحة وجمالا، ونصا".
aXA6IDE4LjExNy4xODguMTA1IA== جزيرة ام اند امز