الإمارات حرصت وبشكل مستمر على أن تُبقي على علاقات طيبة ومتوازنة مع كافة دول العالم.
تميزت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية بالثبات على مرتكزات إستراتيجية هامة، وتطورت هذه العلاقات بشكل دائم لما لمصر من وزن سياسي وحضاري وثقافي وتراثي على مستوى العالم عامة، والوطن العربي خاصة، واستطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة بحكمة قادتها منذ عهد المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي بادر لزرع الثقة بين الشعبين الشقيقين، أن ترسى دعائم علاقات يعتد بها بين البلدان.
وحرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على تمتين عرى المودة والإخاء بين البلدين العربيين المهمين في الساحة العربية لما لمصر من ثقل استراتيجي ولدولة الإمارات من ثقل اقتصادي واستراتيجي على مستوى العالم أيضا، فكلا البلدان يقعان في مساحة جغرافية هامة، وغدا لكل من الإمارات ومصر أدوارهما الحساسة على مستوى العالم، فمصر في قلب الوطن العربي وجسد الأمة والإمارات وأشقاؤها دول الخليج العربي، أجنحة القوة والاقتصاد لهذه الأمة.
ومنذ اللحظات الأولى للإعلان عن زيارة مرتقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر، كان واضحا للعالم اجمع أهمية توقيتها، إذ اعتاد العالم على رؤية أعلى مستويات التعاون والتنسيق الاستراتيجي لاسيما في ضوء الظروف التي تمر بها الأمة، كما كان جليا أن الزيارة ستحمل في طياتها الكثير من المعطيات الهامة والقرارات التي تهم المنطقة ومصالح البلدين الشقيقين.
ومن حسن الطالع أن قادة البلدين الشقيقين، حرصا على الاستمرار في تطوير وتمتين تلك العلاقات، وما زيارة ولي عهد أبوظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلا تجسيد حقيقي ومسؤول، للإبقاء على تلك العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين، لتبقى نبراسا يستدل به الباحثون.. عن الاستقرار والأمن السياسي والإقتصادي والتجاري مايسهم في استقرار شعبي البلدين، ومن نافلة القول إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تكتسب أهمية خاصة في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة من حيث الأخطار التي تمر بها وتواجهها وتحيط بها، وخاصة خطر الإرهاب الذي يشكل الشغل الشاغل ليس لدول المنطقة فحسب، بل لكل العالم.
وقد حرصت دولة الإمارات وبشكل مستمر على أن تبقي على علاقات طيبة ومتوازنة مع كافة دول العالم، حتى غدت اليوم في قمة الدول ذات التأثير الاستراتيجي على المنطقة وأهم القرارات العالمية، كما عملت دولة الإمارات على مختلف المستويات على تأكيد وإثبات عمق العلاقات الإماراتية المصرية من خلال التنسيق المستمر بينهما، فما يجمع البلدان يتعدى كونه مصالح مشتركة فقط، بل مافيه من عمل دؤوب لتحقيق الأمن والأمان والاستقرار للمنطقة ككل.
إن حكمة القيادة الإماراتية، التي تهدف وتعمل لحماية المنطقة وأمن أبنائها، تدفع بهم إلى الاستمرار للسير قدما لتحقيق تلك الأهداف من خلال توثيق العلاقات مع دول العالم كافة، وفي هذا الوقت بالذات لما يشهده العالم العربي من نزاعات وأخطار خارجية، حرصت القيادة الإماراتية على نشر تجربتها السباقة، ورؤيتها الطموحة لمستقبل مشرق آمن للمنطقة، من خلال منح الدعم اللا محدود على مختلف الأصعدة للدول العربية، ولمصر تحديدا، نظرا لما تمثله من دور محوري هام، في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة في رفعة الأمة وأبنائها.
ولطالما عمل البلدان الشقيقان على تبادل الأفكار ووضع الخطط المناسبة، لنتاج سياسي فعال، يخدم البلدين والمنطقة في كل مرحلة من مراحل العمل السياسي المشترك، وترقى التفاهمات بين البلدين لدرجة يصعب عندها فك عرى تلك العلاقات أو التأثير عليها سلبيا، لأن الكل بات يدرك أهمية كل منهما لأمن ومستقبل المنطقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة