شاهد: الأهلي يخطف الهلال والدوري في لقاء الدقائق المجنونة
أهلي جدة حقق فوزا مهما على الهلال ليتوج بلقب الدوري السعودي بعد 32 عاما، بعد مباراة تستحق أن توصف بأنها لقاء الدقائق الأولى المجنونة.
حقق فريق أهلي جدة فوزا مهما على الهلال في ملعب الجوهرة بجدة بثلاثة أهداف لهدف واحد ليؤمن فوزه بلقب الدوري السعودي بعد 32 عاما من الغياب.
المباراة يمكن أن تحمل عنوان "لقاء الدقائق الأولى المجنونة" أو "لقاء التفوق المفاجئ والأخطاء المشتركة".
فالدقائق الأول في كل شوط رسمت ملامح الدقائق المتبقية منه، حيث نجح الهلال في مباغتة الأهلي في الشوط الأول ولاحت فرصة محققة من انفراد لإدواردو بعد 45 ثانية لكن الحارس ياسر المسيليم تدخل في الوقت المناسب.
ثم كرر الزعيم محاولته بنجاح في الدقيقة العاشرة بعدما استغل إدواردو خطأ فادحا في التغطية لقلبي الدفاع لأسامة ومعتز هوساوي، ليتسلم عرضية في المساحة الخالية بينهما ويحولها برأسه بمهارة عالية في زاوية صعبة على الحارس المسيليم.
أما في الشوط الثاني فقد حملت الدقائق الأربعة الأولى سر انقلاب حال الفريقين، بعدما نجح عمر السومة في استغلال خطأ دفاعي فادح للهلال ليسجل هدف التعادل بعد 11 ثانية فقط.
وقبل أن يفيق لاعبي الهلال ومدربهم دونيس من هول المفاجأة باغتهم السومة بهدف ثان في الدقيقة 49 من متابعة لركنية تائهة داخل منطقة جزاء الهلال شارك معه في اسكانها الشباك زميله المدافع أسامة هوساوي.
الهدف الثالث جاء في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع من هجمة مرتدة للأهلي سجله حسين مقهوي، لكن الهدف كان تتويجا للفوز وتأكيدا له فقط.
كذلك تميزت الإدارة الفنية للقاء من مدربي الفريقين دونيس وجروس بالتفوق المفاجئ والأخطاء المشتركة ما ساهم بشكل كبير في تغيير نتيجة اللقاء أكثر من مرة، رغم أن تشكيلة الفريقين لم يتغير قوامها الأساسي إلا في تفاصيل صغيرة.
دونيس أدخل سعود كريري أساسيا بدلا من عبده عطيف الذي بدأ لقاء الفريقين في نهائي كأس ولي العهد، وهو تغيير لم يكن له تأثير واضح على البناء الخططي أو الفني للفريق الأزرق، باعتبار أن اللاعبين يؤديان نفس الدور ويملكان نفس المهارات الدفاعية.
لكن التغيير أشرك دونيس ألميدا العائد من إصابة بدلا من ناصر الشمراني نجم لقاء الكأس الغائب بقرار تأديبي، وبدلا من يوسف السالم الذي اعتمد عليه كمهاجم أساسي في اللقاءات الأخيرة بالمخالفة لرغبة جماهير الهلال.
وكانت النتيجة أن الهلال لعب الشوط الأول كله بعشرة لاعبين لغياب ألميدا عن مستواه تماما، قبل أن يضطر دونيس العنيد لاستبداله قبل نهاية الشوط الأول.
وبدلا من اشراك يوسف السالم أدخل عبد العزيز الدوسري لاعب الوسط الغائب عن المشاركة في التشكيلة الأساسية منذ فترة، وتأخر في الدفع بالسالم حتى الدقيقة 65 وبعد تقدم الأهلي بهدفين.
على الناحية الأخرى غيّر جروس الظهيرين فأشرك محمد عبد الشافي بدلا من منصور الحربي على الجهة اليسرى، وعقيل بالغيث بدلا من على فرج الزبيدي في الجهة اليمنى.
وفي الوسط واصل الاعتماد على حسين مقهوي وتيسير الجاسم في محور الوسط الدفاعي، مثلما فعل في المباراة الأخيرة أمام هجر، دون الالتفات إلى الفارق الكبير بين الهلال وهجر هجوميا.
لهذا دفع الأهلي ثمن قناعة جروس غاليا، لأن الثنائي لا يملكان نفس القدرات الدفاعية التي يملكها وليد باخشوين، الذي كان يغطي تقدم تيسير المعتاد للأمام، ما كلف الأهلي انكشاف دفاعه في أول 25 دقيقة من الشوط الأول.
ففي غياب المساندة الدفاعية من مقهوي وتيسير، والمهام الهجومية المنوطة بكلا من عبد الشافي وعقيل، شكّل نواف العابد مع إدواردو وسالم الدوسري والشهراني محور هجومي خطير، بفضل فارق السرعة والمهارة بينهم وبين قلبي دفاع الأهلي معتز وأسامة هوساوي.
ورغم نجاح جروس النسبي في علاج خطأه في النصف الثاني من الشوط بالتنبيه على تيسير ومقهوي بأداء واجبهما الدفاعي، مع إعادة سلمان المؤشر وفيتفا وماركينيو للمساندة.
لكن بقي تصرف المدرب غير مفهوم وغابت عنا مبرراته للمغامرة هجوميا أمام فريق يختلف في وقته الهجومية كليا عن منافسه في المباراة السابقة هجر المتواضع هجوميا، كما أن التعادل كان مفيدا للأهلي أكثر من الهلال، ما كان يعني حاجة الأزرق للمغامرة أكثر وهو ما لم يفعله دونيس الذي لعب بتوازن تكتيكي يستحق الاحترام، طوال الشوط الأول قبل أن ينهار في 4 دقائق فقط من الشوط الثاني.
كذلك واصل جروس إصراره على الدفع بالبرازيلي ماركينيو الذي يعاني من حالة خصام واضحة مع التوفيق خاصة في لمساته الأخيرة، كلفت فريقه إفساد كثير من الهجمات في بدايتها طوال الشوط الأول، وهي مشكلة لا يغفرها مجهوده الوافر بطول الملعب.
البناء الهجومي للأهلي افتقد النجاعة في الشوط الأول بسبب ضعف مساندة عقيل بالغيث وعبد الشافي من الجانبين، ووضح عدم تفاهمهما مع المؤشر وفيتفا، ما قلل من التمريرات العرضية الخطيرة من الجانبين لعمر السومة الذي وقف معزولا أغلب فترات الشوط الأول.
في المقابل تفوق دونيس في البناء الهجومي بالوصول إلى منطقة جزاء الأهلي بأقل عدد من التمريرات وأقصر وقت ممكن، ما أتاح للاعبيه تشكيل خطورة بالغة على مرمى المسيليم استغلال كما قلت لفارق السرعة والمهارة مع مدافعي الأهلي.
وسنحت للاعبي الهلال أكثر من فرصة محققة للتسجيل بخلاف الهدف لو سجلوها لتمكنوا من إنهاء المباراة "إكلينيكيا" في شوطها الأول.
لكن الشوط الثاني جاء بشكل معاكس تماما من الفريقين، بسبب هدف الأهلي المبكر، ما يعيد تساؤل لم يجد خبراء الكرة إجابة له في السابق، فلماذا تنهار الفرق العربية تماما بعد تلقي هدف مبكر دون سبب فني، ولماذا تتعملق إذا سجلت هي أهدافا مبكرة وأيضا دون سبب مفهوم.
شاهد أهداف المباراة:
aXA6IDMuMTM3LjE5Mi4zIA== جزيرة ام اند امز