في حوار حصري مع بوابة "العين" قال ستيفان شعراوي إنه لم يندم على عدم اللعب لمنتخب لمصر؛ لأن اختيار الأزوري كان المسار الطبيعي له.
استغرق الحوار مع ستيفان شعراوي، مهاجم نادي روما الإيطالي، 4 شهور ونصف ساعة!! فقد بدأت المفاوضات مع المكتب الإعلامي للنادي الإيطالي في نوفمبر من العام الماضي، لإجراء حوارات حصرية مع عدد من نجوم الجيالوروسي لصالح بوابة "العين" الإخبارية.
استطعت الحصول على موعد من شعراوي، يوم الخميس 21 أبريل الماضي الساعة 12.30 ظهرًا؛ حيث أبلغني لورنزو سيرافيني، مسؤول المكتب الإعلامي، بموافقة اللاعب على المقابلة عقب تدريبات الفريق ولمدة نصف ساعة فقط.
إجراء حوار مع لاعب أو مدرب في أي نادٍ إيطالي أمر يخضع للكثير من الإجراءات وفقًا للنظام المتبع في كل الأندية، تبدأ بتحديد اسم اللاعب الذي ترغب في لقائه، ثم تنتظر موافقته التي تخضع لأمرين؛ أولهما هل يسمح وقته ببرمجة موعد صحفي معه، أم أن جدوله الإعلامي مشغول حتى نهاية الموسم.
الشيء الثاني رغبته في لقاء صحفي من عدمه بناءً على اسم الموقع أو الصحيفة ومكانها، وهو ما أتاح لي الاستفادة من التقدير الواضح لدى الأوروبيين لدولة الإمارات العربية التي تصدر منها بوابة "العين" الإخبارية التي تعد أحدث مواليد الإعلام الإماراتي.
قدت سيارتي مبكرًا قليلًا من سيينا حيث أقيم إلى العاصمة روما؛ تحسبًا لظروف الطريق، لكن بعد قرابة ساعتين ونصف الساعة اكتشفت أنني وصلت إلى روما مبكرًا قرابة ساعة من موعدي المقرر، لأن الطرق كانت أقل زحامًا مما يفترض أن تكون في تلك الساعة، وهو ما عني لي إشارة جيدة.
دخلت إلى "تريجوريا" وهي منطقة تدريبات فريق روما؛ حيث كان هناك العديد من المشجعين، إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام المحلية يجلسون انتظارًا لدخول لاعبي الفريق، فقد كان التدريب هو الأخير للذئاب قبل مواجهة تورينو، التي انتهت بفوز روما 3-2 وتألق خلالها النجم المخضرم توتي الذي سجل هدفين.
خارج منطقة التدريب أيضًا، تواجد عدد من المشجعين الصينيين الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية لكل ما حولهم.
في محيط منطقة التدريب لافتة مُعلقة على أحد الأسوار كُتب عليها: "توتي هو قائد روما الأسطوري.. لوتشيانو (سباليتي) العظيم نتمنى أن يبقى معنا إلى الأبد".
اضطررت للانتظار أكثر من الساعة التي وصلتها مبكرًا؛ لأن سباليتي قرر أن يمدد فترة مران الفريق أكثر من المعتاد، وبعد ذلك التقيت "شعراوي" في المكتب الصحفي حسب الاتفاق.
التقيت في حياتي العديد من اللاعبين الإيطاليين والأجانب الذين لعبوا لأندية إيطالية، لكن ذلك كان لقائي الأول بشعراوي الذي وجدته شابًا طيبًا وحساسًا يظهر احترامًا كبيرًا لزملائه الأكبر سنًا في الفريق خاصة توتي ودي روسي، كما يتمتع بصداقة كبيرة مع محمد صلاح.
لهذا كان من الطبيعي أن أبدأ حواري معه بالكلام عن زملائه في الفريق. سألته عن علاقته بصلاح وهل فكرة أنهما مصريان (شعراوي من أب مصري وأم إيطالية) ساعدت على التقارب السريع بينهما، فرد قائلًا: "مومو (اسم شهرة صلاح بين لاعبي روما) لاعب رائع ومتواضع بطبعه وعلاقتنا جيدة، على الرغم من صغر سنه إلا أنه على قدر كبير من الخبرة، إنه رجل حقيقي وهو مثال جيد للشباب المصريين".
من أين أتت فكرة احتفالكما المشترك برسم شكل الهرم بأيديكما؟
كانت فكرتي في الأصل أثناء مباراة فيورنتينا، فقد صنع لي الهدف وسجلته، في تلك اللحظة أتتني الفكرة وعرضتها عليه، أعجب بها وقمت أنا وهو بتمثيل شكل الهرم في الوقت نفسه.
لاحظت أنك تخص الملك توتي باحترام كبير، ماذا يمثل لك كلاعب؟
توتي باختصار هو تاريخ روما، بالنسبة لي أمر شيق أن أراه يتحرك داخل الملعب وشرف لي أن أتدرب معه، وتجربة مثيرة أن أعمل مع الرجل الذي أعطى النادي كل ما لديه، أنت رأيت في مباراة تورينو ما يمكنه أن يفعل، بالنسبة لي كانت تجربة مثيرة أن أكون بالقرب منه في مثل هذه اللحظة المميزة.
انتقلت إلى روما بعد فترة قصيرة في موناكو فهل كان القرار موفقًا؟
بالفعل كان هذا هو الخيار الصحيح، صحيح أنني عندما قدمت إلى الجيالوروسي لم أكن في أفضل حالاتي، لكن المعلم مستر ساباتيني لعبا دورًا هامًا في اتخاذ هذا القرار وفي إعادة الثقة لي وأنا ممتن لهم.
سجلت 6 أهداف في 8 مباريات وهو رقم يدل على طموح كبير، فما الذي تتوق لتحقيقه مع روما؟
بداية لا بد من تسجيل أنني سعيد في روما، لدي تقييم جيد للنادي والفترة التي قضيتها هنا، ما يعنيني الآن التركيز على المباريات المتبقية لنا في الدوري، ونأمل في خطف وصافة الدوري الإيطالي من نابولي للوصول لدوري الأبطال مباشرة ودون خوض المرحلة التمهيدية.
تكيفك السريع مع اللاعبين إلا ترجع الفضل فيه؟
عندما أتيت إلى هنا كان لدي معرفة مسبقة بكل من اليساندرو فلورينزي ودي روسي بحكم لعبنا معًا في صفوف المنتخب الإيطالي، وهذا ساعدني في البداية على التأقلم، بعدها حظيت بفرصة أن أعرف توتي عن قرب وألعب معه.
نجحت أيضا في نيل تعاطف المشجعين سريعا بعكس بدايات الكثير من النجوم فما السر وراء ذلك؟
(ضاحكا) كان حظي جيدا لأنني في أول مباراة لعبتها في الأوليمبكو سجلت هدفًا بالكعب وكان هدف الفوز لنا، تلك هي أفضل بداية يمكن لمهاجم أن يحلم بها مع فريق جديد، لهذا حظيت بترحيب وقبول جيدين.
بصراحة هل تندم على رفضك تمثيل منتخب مصر خاصة أنك الآن فقدت مكانك ضمن التشكيلة الأساسية لمنتخب الأزوري؟
(فكر لبعض ثوان قبل أن يتكلم) لم يكن هناك وقت لدي لاتخاذ القرار بهذا الشأن على عكس ما يظنه البعض، فقد بدأت تمثيل منتخب إيطاليا للناشئين عندما كنت في عمر 15 عاما، لهذا كان انضمامي للأزوري إكمال للمسار الطبيعي من وجهة نظر احترافية، أيضا لا تنسى أنني وُلدت ونشأت في إيطاليا، لهذا كان اختياري اللعب لإيطاليا ببساطة هو استكمال للمسار الطبيعي.
هل تتابع الكرة المصرية عن قرب؟
ليس كثيرا في الحقيقة، فقط أستمد معلوماتي عنها من والدي وهو أحد مشجعي النادي الأهلي، وكذلك من خلال عائلته التي قابلتها في آخر زيارة لي لمدينة طنطا في مصر عام 2010، (رفض المكتب الصحفي إدراج سؤال عن زيارة والده لنادي الزمالك المصري مؤخرا قائلا إن شعراوي لا يود الحديث عن هذا الأمر).
وأضاف اللاعب ضاحكا "إذا كان ضروريا عليّ تشجيع فريق معين فأنا أشجع المنتخب الوطني بشكل أساسي أكثر من أي نادي.
ما مدى معرفتك بكرة القدم العربية، خاصة الأندية والمنتخبات الخليجية؟
معلوماتي قليلة جدًا عن كرة القدم العربية، نظرًا لنشأتي في إيطاليا، واهتمامي بالكرة الأوروبية والعالمية بشكل أساسي، لكنني حزين أن كل المنتخبات العربية بعيدة عن المنافسة في الكرة العالمية، خاصة أن هناك لاعبين عرب مشرفين كثر دون ذكر أسماء حتى لا أنسى أحدا.
في رأيك أي المنتخبات العربية تملك فرصة بلوغ كأس العالم 2018؟
للأسف لا أستطيع التحدث عن المنتخبات العربية في آسيا لأنني لا أتابع الكرة الآسيوية ولا املك معلومات جيدة عنها، لكنني عرفت أن منتخب الإمارات يقدم مستويات جيدة واحتل المركز الثالث في كأس أمم آسيا الأخيرة.
أنا فقط أتابع منتخب مصر وأشاهد العديد من مبارياتهم على التليفزيون، وأظن أن الفراعنة لديهم حظوظا جيدة في بلوغ المونديال، وكذلك منتخب الجزائر.
ماذا يمكنك أن تقول عن مشكلة العنصرية في الملاعب الإيطالية؟ وهل تشعر في بعض الأحيان بالخطر؟
بصراحة لم يسبق لي أن شعرت بالخطر، صحيح أن هناك المزيد من الأخبار عن وقائع عنصرية في مدرجات بعض الملاعب في أوروبا وفي أنحاء أخرى من العالم، لكنني كلاعب لم أشعر بهذا الأمر مع زملائي اللاعبين.
ماذا يمكنكم كلاعبين أن تقدموه للمساهمة في مقاومة هذه الظاهرة؟
يمكننا تقديم نماذج مثالية لكل من يرانا، أنت ترى المثال الذي نقدمه هنا في روما، غرفة الملابس مليئة برجال من شتى أنحاء العالم، يمثلون أجناسا وألوانا وديانات مختلفة، لكننا نعمل سوية كل يوم دون أي مشاكل ونسعى للهدف نفسه، هذا هو أبرز دليل على الاحترام المتبادل في رأيي وهو جوهر الرياضة، أتمنى أن تصبح غرفة الملابس الخاصة بنا مرآة لكل من يرانا كل يوم على شاشات التليفزيون أو في الملاعب.