جهود دولية مكثفة لإنجاح مشاورات السلام اليمنية في الكويت
الجهود الدولية المكثفة تتواصل من أجل إنجاح المراحل الحاسمة من مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت منذ يوم الخميس الماضي.
تواصلت الجهود الدولية المكثفة من أجل اختراق المراحل الحاسمة من مشاورات السلام اليمنية، التي تستضيفها الكويت منذ يوم الخميس الماضي، برعاية الأمم المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي يضع حدًا لصراع دام سنوات عديدة في اليمن.
وبينما أعرب مجلس الوزراء الكويتي، اليوم الإثنين، عن الأمل في أن تتحقق النتائج المرجوة من المشاورات بحقن الدماء اليمنية وعودة السلام والاستقرار في اليمن، أكد رئيس مجلس الوزراء بالنيابة ووزير الخارجية، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، حرص أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ومساعيه المبذولة لإيجاد حل لهذا النزاع ضمن جهود حثيثة تبذلها جميع دول مجلس التعاون الخليجي لإنجاح مشاورات السلام اليمنية وفق قرارات مجلس الأمن الدولي واستئناف حوار سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية المستمرة منذ عدة سنوات.
وبعد أربعة أيام من عقد جلسات مباشرة شهدت نقاشات موسعة بين وفود الحكومة اليمنية والمؤتمر الشعبي العام وأنصار الله في قصر بيان، اكتفى ممثلو تلك الوفود بأخذ قسط من الراحة، اليوم الإثنين، لالتقاط الأنفاس وتحديد موقفهم النهائي من البنود المدرجة على جدول الأعمال لا سيما فيما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار.
وفي خضم هذه التطورات لم تهدأ وتيرة الجهود الدولية لإقناع مختلف الأطراف اليمنية بضرورة التوصل إلى صيغة توافقية لإنهاء الأزمة المستمرة في بلادهم؛ حيث عقد مبعوث الأمم المتحدة لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اجتماعًا مع كل فريق على حدة؛ لبحث موضوعات أساسية تتعلق بمضمون إطار عام اقترحته الأمم المتحدة ويوضح هيكلية وإطار العمل في الأيام القليلة المقبلة.
وأعرب المبعوث الأممي، في بيان صحفي عقب الاجتماع مع رؤساء الوفود اليمنية، عن ارتياحه للتحسن الملحوظ في تثبيت الأعمال القتالية والهدوء النسبي الحالي للوضع الأمني في اليمن.. مشيرًا إلى أن التقارير الواردة تفيد وجود تحسن ملحوظ والتزام من قبل الأطراف اليمنية بوقف الأعمال القتالية.
وأوضح أن لجنة التهدئة والتواصل تبذل جهودًا جبارة مع اللجان المحلية من أجل ضمان سلامة وأمن اليمنيين، فيما أكد أن التوصيات التي صدرت عقب جلسات المشاورات أمس الأحد وجهود ممثلي الوفود الذين كلفوا بمتابعة تثبيت الأعمال القتالية في المشاورات سوف تسهم في استقرار الوضع الأمني باليمن.
وفي هذا السياق، التقى سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي لدى اليمن، اليوم الإثنين، وفدي المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله المشاركين في مشاورات السلام اليمنية، وجرى بحث تثبيت وقف إطلاق النار والأعمال القتالية بين الأطراف اليمنية كخطوة أولى في مسار تحقيق حل شامل ونهائي للأزمة في اليمن وذلك بعد يوم واحد على جلسات شهدت نقاشات موسعة بهذا الشأن.
وشدد سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، خلال اللقاء، على ضرورة التحلي بالتفاؤل لإنجاح "مشاورات الكويت" وإحلال السلام في اليمن من خلال التوصل إلى اتفاق نهائي تنتظره أطراف السلام.
وأعربوا عن تقديرهم البالغ لاستضافة دولة الكويت مشاورات السلام اليمنية، وكذلك للجهود الحثيثة التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة لليمن لمساعدة الأطراف اليمنية في التوصل إلى صيغة توافقية إزاء مختلف القضايا المطروحة على جدول الأعمال.
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد سليمان الجارالله، في تصريح للصحفيين، اليوم الإثنين، إن هناك "أجواءً تفاؤلية" تسود مشاورات السلام اليمنية.. مؤكدًا إصرار ممثلي الوفود اليمنية على ألا يخرجوا من مشاورات الكويت إلا بالنجاح.
وأعرب "الجارالله" عن الأمل في أن يتمكن ممثلو الوفود اليمنية الثلاثة من التوصل إلى توافق وحل شامل لإنهاء الحرب والصراع المستمر في بلدهم منذ أكثر من عام وإنقاذ الشعب اليمني من المأساة التي يعيشها واستمرار نزيف الدم ودمار اليمن.
وأعرب في هذا الصدد عن ثقة الكويت ودعمها للدور الإيجابي الذي يؤديه مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في تحقيق التوافق بين الأطراف اليمنية المشاركة في "مشاورات الكويت".
وكانت جلسات المشاورات التي عقدت، أمس الأحد، ركزت على بند تثبيت وقف إطلاق النار في اليمن بشكل شامل، وهو البند الذي احتل الصدارة في المناقشات طوال الجلسات منذ انطلاقها يوم الخميس الماضي.
كما استعرضت الجلسات نتائج لجنة التهدئة الثنائية التي تم تشكيلها أخيرًا لمتابعة تثبيت وقف إطلاق النار بالتواصل مع اللجان المحلية والأطراف المعنية، إضافة إلى تقرير قدم من أعضاء اللجنة الثنائية حول أبرز المعوقات التي تعترض سير الأعمال والمقترحات اللازمة لتجاوزها بما يكفل قيام هذه اللجان بأعمالها على أكمل وجه وصولًا إلى تثبيت كامل وشامل لوقف إطلاق النار.
إلا أنها شهدت خلافًا بين ممثلي الوفود اليمنية الثلاثة حول مقترح لإدانة الأعمال "الإرهابية" التي يقوم بها تنظيم (القاعدة) في اليمن والعمليات العسكرية التي تجري ضده في حضرموت؛ إذ اعتبرها الفريق القادم من صنعاء "جزءًا من خروق هدنة وقف إطلاق النار".