موغيريني : الاتحاد الأوروبي والإمارات يحملان رسالة سلام وتعايش موحدة
سبل تعزيز العلاقات بين الإمارات والاتحاد الأوروبي والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك
بحثت فيدريكا موغيريني الممثلة العليا لسياسة الأمن والشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي نائب رئيس المفوضية الأوروبية مع الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات التي تقوم بزيارة رسمية لبلجيكا على رأس وفد برلماني سبل تعزيز العلاقات بين الإمارات والاتحاد الأوروبي ومناقشة مجالات التعاون بين المؤسسات الأوروبية والدولة، بالإضافة إلى القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وتناول اللقاء ـ بمقر المفوضية في بروكسل ـ إمكانيات وسبل زيادة حجم التبادل التجاري بين الاتحاد الاوروبي والإمارات وتوطيد التعاون في القطاعات الهامة مثل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والصناعة والطاقة المتجددة ودور مجتمع الأعمال لدى الجانبين في فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي.
استهلت رئيسة المجلس محادثاتها مع موغريني بتقديم خالص التعازي والمواساة باسمها واسم قيادة وحكومة وشعب الإمارات لها والشعبين البلجيكي والفرنسي وأسر ضحايا الهجمات الإرهابية التي ضربت دولا أوروبية وراح ضحيتها عشرات الأشخاص ومئات المصابين في كل من باريس وبروكسل .. مؤكدة إدانة الإمارات الشديدة وبأقسى العبارات للاعتداءات ووقوفها مع فرنسا وبلجيكا ودعم الجهود الأوروبية والدولية في مكافحة الإرهاب والتصدي له.
ووصفت ما تعرضت له باريس وبروكسل من أعمال إرهابية شنيعة بالأفعال المقيتة والجبانة، مؤكدة أن هذه الهجمات ليست ضد الشعب الأوروبي فحسب، بل هي ضد الإنسانية جمعاء والديمقراطية والحريات والقيم العالمية، وأن الإرهاب لا دين له و لا جنسية .
وقالت الدكتورة أمل القبيسي، إن دولة الإمارات طالما دعت إلى تكثيف الجهود الدولية لمكافحة آفة الارهاب بجميع أشكاله وصوره، داعية إلى تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل اجتثاث هذه الظاهرة التي تخالف تعاليم الدين السمحاء والشرائع السماوية والأعراف الإنسانية كافة، وأن هذا لن يتم دون إيجاد حل سياسي لبعض الأزمات المشتعلة في بعض دول العالم العربي في مقدمتها الأزمة السورية.
وجددت التزام الإمارات بدعم اللاجئين السوريين في أزمتهم الإنسانية، مؤكدة أن الإمارات كانت من أوائل دول العالم التي استقبلت على أراضيها لاجئين سوريين، وسارعت إلى تقديم المساعدات الإنسانية إلى المتضررين جراء الأزمة السورية.. مشيرة الى استمرار تقديم المساعدات للأشقاء السوريين والتي وجهتها من خلال مؤسساتها الإنسانية والشركاء الدوليين، انطلاقًا من توجهات وفلسفة القيادة الرشيدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات بإعلاء شأن العطاء والتآخي الإنساني للمتضررين من الأزمات والكوارث الطبيعية.
كما بحثت القبيسي مع فيدريكا موغيريني الأزمة اليمنية.. مشددة على أهمية الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية وقوات التحالف العربي باليمن في إطار عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل .. مؤكدة أن الدور الذي تقوم به دول التحالف بينها الإمارات ساهم في تجنيب اليمن المصير الذي آلت إليه بعض دول المنطقة.
ووضعت القبيسي المسؤولة الأوروبية في صورة التدخلات الإيرانية المستمرة وغير المقبولة في الشؤون الداخلية للدول العرب، مؤكدة أن هذا السلوك قد يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي لانتهاكه قواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار.. وعبرت عن استنكارها استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، وأكدت مواصلة الإمارات مساعيها لاستعادة سيادتها الكاملة على جزرها عبر الإجراءات والوسائل السلمية كافة طبقًا للقانون الدولي.
وطالبت القبيسي إيران بعدم التدخل في الشأن اليمني الداخلي عبر دعمها للقوى المناهضة لحكومة اليمن الشرعية وانعكاس ذلك سلبًا على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة.
وحثت القبيسي الحكومة الإيرانية، على الابتعاد عن السياسات التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والامتناع عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات في المنطقة العربية..
من جهتها هنأت موغيريني الدكتورة أمل القبيسي على ثقة أعضاء المجلس الوطني الاتحادي في انتخابها كأول امرأة على رأس برلمان في العالم العربي، مؤكدة أن الأوروبيين تابعوا باهتمام هذا الحدث التاريخي الذي يعكس مدى التقدم والتمكين الذي بلغته المرأة في الإمارات.
وأكدت موغيريني أن العلاقات بين الإمارات والاتحاد الأوروبي تشهد تطورًا وازدهارًا ملحوظين، وهناك مجالات واسعة للارتقاء بالتعاون القائم على المنفعة المشتركة وخاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار.
ولفتت موغيريني إلى أن الإمارات تعتبر جسرًا يربط بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، ولهذا يساهم التعاون الوثيق بين الإمارات والاتحاد الأوروبي في تمهيد الطريق لتعاون اقتصادي أفضل وأشمل بين هاتين المنطقتين المهمتين وتعزيز تدفق الاستثمارات وتحسين العلاقات التجارية.
وأشارت إلى أنه تم خلال اللقاء الحديث في كثير من المواضيع في مقدمتها سبل تطوير العلاقات الأوروبية الإماراتية أكثر مما هي عليه من تقدم ومناقشة بعض الأزمات التي تعيش على وقعها المنطقة.
وقالت "عبرنا للدكتورة القبيسي عن إننا نراهن كثيرًا على الدور الإماراتي الريادي في المنطقة.. كما تحدثنا عن سبل مكافحة انتشار ظاهرتي التطرف والإرهاب .. وتقاسمت مع الدكتورة القبيسي نفس وجهات النظر التي نحملها معًا على اعتبار أن الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات يحملان رسالة سلام وتعايش موحدة ويمتلكان عملًا ورؤية مشتركة في هذا الاتجاه".