بوتفليقة يعود للجزائر دون تفاصيل عن حالته الصحية
الرئيس الجزائري يعود إلى بلاده بعد إجرائه فحوصًا طبية في سويسرا، لكن وضعه الصحي يبقى مجهولًا للجزائريين.
عاد الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، إلى الجزائر، بعد رحلة علاجية دامت 5 أيام في مدينة جنيف السويسرية، ولم تنشر مصالح الرئاسة الجزائرية أية تفاصيل عن الوضع الصحي للرئيس رغم حالة القلق التي تلت الإعلان عن مغادرته البلاد.
وأعلنت الرئاسة الجزائرية، اليوم الجمعة، عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى بلاده، وذكرت -في بيان مقتضب لها- أن "رئيس الجمهورية عاد إلى أرض الوطن، اليوم الجمعة 29 أبريل 2016، بعد الزيارة الخاصة التي قام بها إلى جنيف؛ حيث أجرى فحوصات طبية دورية".
وجاء بيان الرئاسة، كما جرت العادة، خاليًا من أية تفاصيل عن نتائج الفحوصات التي أجراها الرئيس بوتفليقة، ولا عن تطورات وضعه الصحي الذي يجهله الجزائريون، كما لم تظهر صور في التليفزيون الرسمي لمراسيم استقبال الرئيس في المطار.
وأرادت الرئاسة -بحسب مراقبين- عبر إعلانها عودة الرئيس، وضع حد للجدل الذي صاحب غيابه، وسيل الشائعات الذي لم يتوقف حول حالته الصحية، حتى إن بعض المواقع أعلنت عن وجود الرئيس في حالة خطيرة، ومنها من تحدث عن وفاته، وهي شائعات تصاحب في كل مرة تنقل الرئيس بوتفليقة للعلاج في الخارج.
وبينما اكتفت وسائل إعلام مقربة من دوائر السلطة ببث لقطات أرشيفية تظهر نزول الرئيس من الطائرة، تفاعل نشطاء على "فيس بوك" مع الخبر بالاستغراب من بيان الرئاسة الذي جاء مختصرًا جدًا في "27 كلمة" رغم الدعوات الملحة لقطاع واسع من الجزائريين في معرفة حقيقة الوضع الصحي لرئيسهم.
والمعروف أن الرئيس بوتفليقة، الذي يبلغ من العمر 79 سنة، مصاب بجلطة دماغية تسببت في تعطيل قدرته على المشي والكلام، لذلك لم يظهر له أي نشاط ميداني منذ مرضه في أبريل/ نيسان 2013، كما لم يخاطب الشعب أيضًا خلال هذه المدة، إلا في دقائق قليلة خلال تلاوته القسم الجمهوري بعد إعادة انتخابه لولاية رابعة.
وفي آخر إطلالة للرئيس بوتفليقة، ظهر في حالة عياء شديد عند استقباله الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس الذي كان في زيارة رسمية للجزائر، وهو ما بعث الشكوك من جديد حول وضعه الصحي وقدرته على الحكم، في حين اكتفى الموالون له بالتأكيد على أن مرض الرئيس لا يمنعه من أداء مهامه الدستورية.
وقد تسبب اختيار الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، جنيف السويسرية لإجراء فحوصات طبية، في مفاجأة لكثير من الجزائريين؛ بسبب تعوده على العلاج بالمستشفيات الفرنسية، وهو اختيار يهدف إلى إظهار عدم رضا السلطات الجزائرية عن ما تعتبره تصرفًا غير لائق للوزير الأول الفرنسي مانويل فالس بعد نشره صورة للرئيس بوتفليقة يبدو فيها في حالة عياء شديد.
رحلات بوتفليقة العلاجية
يذكر أن رحلة بوتفليقة العلاجية قد بدأت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، حين تم نقله إلى مستشفى فال دو غراس الفرنسي لإجراء عملية جراحية في المعدة، وكان وقتها في ولايته الثانية من الحكم، وأعيد نقله إلى ذات المستشفى في أبريل/نيسان 2006 من أجل فحوص قيل إنها ضرورية في مرحلة ما بعد العملية الجراحية التي أجراها.
وفي أبريل/نيسان من سنة 2013، أصيب الرئيس بوتفليقة بجلطة دماغية نقل على إثرها لباريس من أجل العلاج ومكث هناك 80 يومًا، بين مستشفى فال دو غراس ومستشفى ليزانفاليد. وأعلن حينها أن هذه الجلطة الدماغية لم يكن لديها تأثير على أعضاء الرئيس الحيوية.
ولم يظهر بوتفليقة علنًا خلال هذه المدة إلا عندما ذهب للتصويت في الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، وقد كان هو أحد مرشيحها رغم غيابه التام عن الحملة الانتخابية.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، بعد أن صار بوتفليقة رئيسًا للجزائر لولاية رابعة، أعلن عن نقله مجددًا إلى عيادة خاصة بمدينة غرونوبل الفرنسية معروفة بتخصصها في أمراض القلب.