السؤال: هل مازال ثمة تفاؤل ام ان لقاء الكويت على شفا الانهيار وان مصيره مصير اللقاءين اللذين خرج منهما المجتمعون من المولد بلا حُمص
أتابع ما يتيسر لي من الإعلام اليمني من كل جوانبه، المعارض والمؤيد والمحايد وإن كان اليمن ليس في ظرف يسمح إعلامه ان يتلون باعلام المعارضة والموالاة والحياد، فيما البلد يحترق والناس تموت جوعى والرعب هو المتحكم برقاب الشعب، ورغم اختلاف الرؤى والمواقف بين كل الوسائل الإعلامية، ورغم خشونة اللهجة بين اعلام المع واعلام الضد، فهناك اجماع وتفاؤل على خروج مشاورات الكويت بحل يعيد لليمن امنه واستقراره، هذا التفاؤل راجع الى القناعة بان الكويت هي الارض المناسبة لبحث الخلافات وطرح الحلول.
ولعلها لن تخيب امل اليمنيين وتفاؤلهم، ومطلوب من اليمنيين ان يثقوا بانفسهم وارادتهم لإيجاد الحلول، فلا يحك جلدك غير ظفرك. الاجتماع الكويتي بين الافرقاء اليمنيين الذين يضمهم قصر «بيان» وهو المكان الرسمي للمؤتمرات الدولية واقامة كبار ضيوف الكويت من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات، مازال يتأرجح رغم مرور مدة كانت كافية لكي يسبر كل طرف ما يجول في ذهن الطرف الآخر، الا ان الخلافات مازالت حتى كتابة هذه السطور قائمة رغم الجهود الجبارة للوسيط الدولي الموريتاني السيد اسماعيل ولد السيد احمد، هذا الرجل الذي تظهر على قسمات وجهه الطيبة والصدق.
فالرجل يبذل جهداً غير عادي في سبيل تقريب البعيد وتذويب الثلوج المتراكمة بين اطراف يجمعها الوطن الواحد، وتتنازعها الاهواء والمصالح، وبين شروط مرفوضة وشروط يريد هذا الطرف فرضها على ذاك الطرف، دون اعتبار ان الجلوس على طاولة المفاوضات وفي غرف مغلقة ومكيفة غير التفاوض في ساحات القتال وفرقعات السلاح.
السؤال: هل مازال ثمة تفاؤل ام ان لقاء الكويت على شفا الانهيار وان مصيره مصير اللقاءين اللذين خرج منهما المجتمعون من المولد بلا حُمص، وعاد لكل ليحمل السلاح ليوجهه الى صدر الآخر، وهذا الآخر الذي ليس دخيلاً على وطنه بل ابن شرعي من ابناء الوطن من شمال اليمن او من جنوبه، من ريفه وجباله او من سهوله؟
الخلاف اذن على قطعة الجبنة، من يحصل على القطعة الاكبر دون النظر ان الجبنة ليست حقاً خالصاً لطرف دون آخر، وانما حق لكل اليمنيين الذين يتضور ثلاثة ارباعهم جوعاً وخوفاً ورعباً،. النزاع اليمني اليمني عبث وانتهاك لكل شرائع القربى والاخوة والدين والارض، ولذلك فلا سبيل غير العودة الى العقل والسلم والقاء السلاح.
لقاء الكويت ينبغي ان يكون نهاية المأساة واسدال الستار على المشهد الاخير من مشاهد الحروب العبثية التي طالت الاخضر واليابس، ويكتوي بلضاها المواطن اليمني، سواء في المدن او في الارياف او الجبال، او الذي فر من بلاده إلى بلادٍ اخرى، فيما ينزف دماً ودموعاً على مأساة وطنه. الايام تمر والساعات ثقيلة على كل اليمنيين، والوضع مازال هشاً ومتأرجحاً، بين الانهيار والتماسك، ولعل ما تبذله الكويت وما يبذله الوسيط الدولي يظل ناقصاً اذا لم يتحرك اليمنيون، من الداخل ويمارسوا الضغوط على كل الاطراف لإنهاء النزاع واعلان السلم، لقد تعب اليمنيون ومن حقهم مثل بقية الشعوب ان يتذوقوا طعم الراحة والسلم والاستقرار والامان.
*- نقلا عن جريدة "السياسة"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة