14 قمة بين محمد بن زايد وبوتين.. علاقات إماراتية روسية تتعمق وشراكة تتوسع

قمة إماراتية روسية جديدة، الخميس، تعد الثانية خلال أقل من عام، تعزز الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.
وجاءت القمة خلال الزيارة الرسمية التي يجريها رئيس دولة الإمارات إلى روسيا والتقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين، والتي تعد رابع زيارة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لروسيا منذ توليه مقاليد الحكم مايو/أيار 2022.
وبتلك القمة، يرتفع عدد القمم التي جمعت الزعيمين منذ تولي بوتين رئاسة روسيا عام 2012 (الفترة الرئاسية الثالثة)، إلى 14 قمة، بحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية"، بينها 5 قمم منذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مقاليد الحكم، الأمر الذي يبرز قوة العلاقات بين البلدين.
أجندة القمة
وتصدرت أجندة مباحثات القمة التي جمعت رئيس دولة الإمارات مع نظيره الروسي ما يلي:
- بحث مختلف جوانب الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين.
- سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة وغيرها من المجالات التي تخدم التنمية المشتركة.
- بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
أهمية خاصة
وتحمل الزيارة أهمية خاصة على أكثر من مستوى، فعلى صعيد العلاقات الثنائية، تأتي القمة بعد 6 أسابيع من لقاء جمع الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة البيلاروسية مينسك، على هامش مشاركتهما في أعمال اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى للاتحاد الأوراسي 27 يونيو/حزيران الماضي، جرى خلاله بحث علاقات الصداقة الراسخة والشراكة الإستراتيجية المتينة التي تجمع البلدين.
وخلال مشاركته، في أعمال اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى للاتحاد الأوراسي نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي شاركت فيها الإمارات كضيف شرف، شهد ولي عهد أبوظبي والرئيس الروسي وقادة ورؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مراسم تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين دولة الإمارات والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، التي تعد محطة مهمة في مسار العلاقات بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد كشف خلال القمة التي جمعته بالرئيس الروسي خلال زيارته لروسيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن أن بلاده تعمل للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع الاتحاد الأوراسي، ستمثل خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع روسيا.
على صعيد العلاقات الدولية، تأتي القمة بعد نحو 3 أشهر من وساطة إماراتية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا مايو/أيار الماضي، هي الخامسة خلال عام 2025، تتوج جهودا متواصلة لحل الأزمة، وتجسد الثقة الروسية الأوكرانية في الإمارات وقيادتها.
14 زيارة متبادلة
وبإضافة قمة الخميس، تكون 12 قمة قد عُقدت بين الزعيمين خلال 12 زيارة أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى روسيا في أكتوبر/تشرين الأول 2012، وسبتمبر/أيلول 2013، وأكتوبر/تشرين الأول 2014، وفي أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول 2015، ومارس/آذار 2016، وأبريل/نيسان 2017، ويونيو/حزيران 2018، وأكتوبر/تشرين الأول 2022، ويونيو/حزيران 2023، وأكتوبر/تشرين الأول 2024، إضافة إلى القمة الحالية.
وأرست تلك الزيارات ركائز صلبة لمسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، لتتوج بتوقيع البلدين اتفاق شراكة استراتيجية بينهما خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إلى روسيا مطلع يونيو/حزيران 2018.
وكان نتاج تلك الشراكة، قيام بوتين بزيارة لدولة الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول 2019، كانت الأولى له إلى الخليج عموما منذ 12 عاماً تقريباً، أتبعها بزيارة ثانية في ديسمبر/كانون الأول 2023.
وشهدت كل زيارة وكل قمة عقدت، إضافة لبنة جديدة لصرح العلاقات المتنامية بين البلدين.
وستسهم القمة المرتقبة في إعطاء دفعة قوية جديدة لمسار العلاقات الثنائية وتعزيز علاقة "الشراكة الاستراتيجية" التي تربط البلدين منذ عام 2018، ودفع العلاقات إلى آفاق أرحب، ولا سيما بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين الإمارات والاتحاد الأوراسي يونيو/حزيران الماضي.
ودائما ما يؤكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أن العلاقات الإماراتية – الروسية متجذرة ومتنامية وتقوم على الثقة والاحترام المتبادل وتستند إلى إرث ثري من التعاون و التواصل والزيارات المتبادلة والمصالح المشتركة.
ويتفق الزعيمان أن إعلان الشراكة الاستراتيجية الذي وقعه البلدان كان بمثابة نقلة نوعية في مسار العلاقات، وأنه يعبّر عن توفر إرادة سياسية مشتركة للارتقاء بهذه العلاقات ودفعها إلى آفاق أرحب.
أحدث القمم التي جمعت الزعيمين، قبل القمة الحالية، عقدت في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وظهرت خلالها قوة العلاقات الشخصية التي تربط بين الزعيمين، التي ظهرت جلية في مظاهر الترحيب والحفاوة منذ وصول رئيس الإمارات إلى موسكو.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس فلاديمير بوتين، خلال تلك القمة، مختلف أوجه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتنميتها في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وشارك رئيس دولة الإمارات، خلال تلك الزيارة في أعمال القمة الـ16 لقادة دول مجموعة "بريكس" التي عقدت في مدينة قازان الروسية خلال الفترة من 22 إلى 24 من شهر أكتوبر/تشرين الأول.
وكانت تلك هي المشاركة الأولى لدولة الإمارات في القمة بصفتها عضواً في مجموعة "بريكس" التي انضمت لها مطلع العام 2024.
ويتوج انضمام دولة الإمارات لمجموعة "بريكس" نجاح دبلوماسية الإمارات القائمة على بناء الشراكات وتعزيزها وتنويعها مع القوى الدولية.
ملف الوساطة.. ثقة وتقدير
أيضا تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى روسيا بعد نحو 3 أشهر من نجاح وساطة إماراتية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، تُعد الخامسة خلال العام الجاري.
وتوجت جهود الإمارات في تلك الأزمة، بنجاحها في إبرام 15 وساطة لتبادل الأسرى منذ مطلع عام 2024 تم بموجبها إطلاق 4132 أسيرا، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا بين طرفيها.
أحدث تلك الوساطات جرى في 6 مايو/أيار الماضي، واستبقها مطلع الشهر نفسه توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال مباحثات هاتفية بينهما، وذلك للوساطة الإماراتية الناجحة في تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
وحينها، ثمن بوتين الجهود المثمرة التي تقوم بها دولة الإمارات ووساطاتها في هذا المجال خلال الفترة الماضية.
من جهته، عبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن شكره للرئيس الروسي لتعاون روسيا في إنجاح جميع الوساطات السابقة، مؤكدا أن دولة الإمارات ستواصل مساعيها في هذا الجانب الإنساني المهم وتدعم كل ما من شأنه إيجاد تسوية سلمية للنزاع.
نجاحات إماراتية متتالية في دبلوماسية الوساطة ترسخ مكانة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستويين الإقليمي والدولي.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعرب عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه في أبوظبي 17 فبراير/شباط الماضي على الجهود الدبلوماسية الإماراتية المتواصلة في تبادل الأسرى والاهتمام الذي أبدته دولة الإمارات للجوانب الإنسانية للأزمة.
وساطات تعبر عن الثقة التي تحظى بها دولة الإمارات لدى روسيا وأوكرانيا، وتقدير البلدين لدور دولة الإمارات في دعم المسار الدبلوماسي لحل الأزمة بين البلدين.
كما تجسد علاقات التعاون والصداقة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين.
ويرتقب أن يكون ملف الوساطة أحد محاور أجندة مباحثات الزعيمين، في إطار نهج دولة الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg
جزيرة ام اند امز