كيف فاقت مكاسب الذهب في مصر السوق العالمية بـ 21% في شهرين؟
أسعار الذهب في السوق المحلية ترتفع بوتيرة سريعة للغاية بصورة فاقت توقعات أكثر المتفائلين حتى سجل الذهب أرقامًا قياسية
تمكن تجار الذهب في مصر من تحقيق أرباح خيالية خلال شهرين فقط، فاقت الأرباح التي حققها محترفو المتاجرة في الذهب بالأسواق العالمية.
حيث سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة تصل إلى 25% بالسوق المصرية منذ نهاية فبرايرشباط حتى نهاية أبريل نيسان 2016، وفي المقابل اقتصر ارتفاع أسعار الذهب عالميًا خلال نفس هذه الفترة على 4.43% بعد أن ارتفع سعر أونصة الذهب إلى مستوى 1293,53 دولارا مقابل 1238.67 دولارا.
لم تتحقق الأرباح بسبب الارتفاع الذي يشهده سعر الذهب في السوق العالمية أو حتى تمتع تجار الذهب في مصر بمستوى عال من الاحتراف نظرًا لأن غالبية المتاجرين بالذهب إما أسر ثرية أو متوسطة المستوى تفضل الحفاظ على قيمة أموالهم عبر اقتناء الذهب أو محال الصاغة المنتشرة كمنفذ لبيع وشراء الذهب من المواطنين.
بل كان الدولار هو كلمة السر في هذا الارتفاع الجنوني الذي مكن المستثمرين بالذهب من تحقيق مكاسب خيالية تصل إلى 25% في شهرين فقط، إذ أن سعر الدولار في السوق السوداء ارتفع خلال 60 يومًا من 9 جنيهات إلى 10.95 جنيه أي بنسبة صعود 21.66%.
"الأسعار ترتفع يومًا تلو الأخر الآن بوتيرة سريعة للغاية في ظل ارتباط سعر الذهب في مصر بحركة الدولار وتحديدًا السعر المتداول في السوق السوداء نظرًا لأن صفقات شراء الذهب من كبار مُصنعي وموردي الذهب لمحال الصاغة تتم بناءً على سعر السوق الموازية في مصر وليس المُعتمد في الجهاز المصرفي" بحسب محمود فرج صاحب محل صاغة بمنطقة الحسين بالقاهرة.
وأوضح فرج أن أسعار الأعيرة المختلفة للذهب وصلت إلى مستويات قياسية، حيث إن سعر الجرام عيار 24 وصل إلى 441 جنيها، وسجل عيار 21 سعر 378 جنيها، بينما بلغ سعر ذهب عيار 18 نحو 324 جنيها.
وأضاف أن الأشخاص الراغبين في استثمار أموالهم في الذهب يقومون بشراء ذهب قديم لا يتضمن سعر تكلفة التصنيع، بما يسمح للمستثمرين بتحقيق أرباح صافية، وقد يتوجه البعض لشراء جنيهات ذهب تنطوي على تكلفة الدمغة فقط بعيدًا عن تكلفة التصنيع.
من جانبه، قال إيهاب السعيد خبير أسواق المال إن أسعار الذهب تشهد انتعاشة منذ عدة أشهر حتى سجلت ارتفاعًا تجاوز نسبته 21% منذ بداية العام حتى الآن.
وأكد أن المستثمرين بأسواق الذهب حققوا مكاسب كبيرة رغم التوقعات المرتبطة باكتساب الدولار الأمريكي مزيدا من القوة بعد رفع المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "البنك المركزي" سعر الفائدة على الدولار بواقع 0.25% في ديسمبر كانون الأول 2015.
وأضاف السعيد أن المكاسب التي حققها المتاجرون في الذهب بالسوق المحلية تفوق بمراحل المكاسب المحققة بالأسواق العالمية نظرًا لأن المكسب محليًا تتضمن الفارق السعري للذهب، وكذلك الفارق السعري للدول مقابل الجنيه سواء بعد خفض قيمة الجنيه رسميًا بواقع 13.5%، أو حتى انخفاضه بنحو 21.66% خلال الشهرين الماضيين.
وأكد أن المستثمرون بسوق الذهب المحلية يمتلكون فرص جيدة لتحقيق مكاسب كلما انخفض سعر الجنيه بالسوق السوداء مقابل الدولار وسط نقص وفرة الدولار بالجهاز المصرفي الرسمي.
وتعاني مصر نقصا حادا في الدولار نتيجة تراجع إيرادات السياحة والصادرات والاستثمار الأجنبي، وانخفض الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي إلى 16.5 مليار دولار نهاية مارس الماضي مقابل نحو 36 مليار دولار قبل يناير 2011، الأمر الذي قفز بالدولار في السوق السوداء فوق 11 جنيهًا.
وخفّض البنك المركزي يوم 14 مارس الماضي سعر صرف الجنيه، ليصل الدولار إلى 8.85 جنيه، لكنه عاد ورفع قيمة الجنيه 7 قروش في عطاء استثنائي يوم 16 مارس، ليستقر سعره الرسمي عند 8.78 جنيه بهدف تقليص الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي، ولكن مع ذلك استمر الدولار بالصعود في السوق السوداء.
وبحسب تقرير صادر عن مجموعة سبائك الكويت لتجارة المعادن الثمينة، فإن الذهب حقق أعلى سعر له منذ نهاية يناير 2015 ملامسًا مستوى 1298 دولارا مع تداولات جلسة الجمعة الماضية في بورصة نيوميكس الأمريكية، والتي أنهت أسبوعها عند مستوى 1290 دولارا بارتفاع قدره 53 دولارا عن الافتتاح لتصل مكاسب الذهب الأسبوعية 4.4%.
وتوقع التقرير استمرار أسعار الذهب في الارتفاع حتى موعد اجتماع المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الشهر المقبل، وذلك في الوقت الذي ارتفع مستوى تفاؤل المستثمرين إزاء قدرة أونصة الذهب على اختراق حاجز مقاومة 1320 دولارا في حالة استقرار السعر فوق مستوى 1300 دولار.
ويأتي هذا التفاؤل في ظل تراجع قيمة الدولار مؤخرًا حيث وصلت قيمته مقابل اليورو 1.14 دولار، وسجل سعر 108 ين ياباني، في حين وصل سعر الجنيه الاسترليني 1.46 دولار.