حقق رجال السعودية والإمارات وإخوتهم اليمنيون الإجهاز على عناصر القاعدة في عموم حضرموت في يوم واحد
فقد ذكر البعض أن الهاربين من عناصر القاعدة كانوا يتوددون للمواطنين ويلحون عليهم بإيوائهم وإخفائهم عن عيون قوى التحالف اليمنية الخليجية، بل إن البعض منهم كانوا يجهشون بالبكاء استدراراً لعطف المواطنين واستغلال عواطفهم ونزعاتهم الإنسانية. ولحسن الحظ فإن سرعة الاجتياح واتساع رقعة الهجوم لم تترك ل«الداعشيين» فرصة لاصطحاب أسلحتهم أثناء هروبهم ومغادرة مواقعهم ما ساهم في حفظ سلامة الكثير من المواطنين الذين كان بمقدور الهاربين الفتك بهم وإجبارهم على استخدام منازلهم مخابئ للتخفي عن جيش الشرعية وأفراد المقاومة.
قليل منا شاهد نحر 15 جندياً تم اعتراضهم في إحدى طرق حضرموت على يد القاعدة وجرهم إلى إحدى المدن المجاورة للطريق. كان ذلك في أبريل 2014 بعد أن استولت على معظم أراضي المحافظة، وكان المشهد بربرياً ومقيتاً حين قيدوا الجنود وجمعوهم في دائرة وأطلقوا عليهم عدداً من الجزارين من أفراد القاعدة وبيد كل منهم سكين للذبح وكنا نسمع استغاثة الجنود والوحوش البشرية تفعل في رقابهم السكاكين وكأنهم مجرد خرفان.
سيطرت القاعدة على حضرموت الميناء والمطار وميناء تصدير النفط (الظبة) ومساحة تقارب نصف اليمن، وساد الاعتقاد بأن القوة المدافعة عن الشرعية قد تستعيد تعز وقد تحرر صنعاء وقد تنزل الهزيمة الساحقة بالحوثيين وصالح ولكنها أمام مهمة مستحيلة تتمثل في استحالة استعادة حضرموت وأبين من يد القاعدة.
هنا تأتي أهمية الضربة الخاطفة التي تمت بين عشية وضحاها حيث تم الإجهاز على «القاعدة»، بعدما خصصت قوة التحالف العتاد المناسب من الآليات والجنود والمدرعات وطائرات «الأباتشي» بحيث لم يترك المجال للقاعدة وعصاباتها الإجرامية فرصة لالتقاط الأنفاس وسقطت قلاعها في المحافظات الثلاث.
الأيام المقبلة ستكشف لنا تفاصيل هذه العملية النوعية وتحقيق ما عجزت عن تحقيقه جيوش دول كبرى. وقد تشكل درساً لإرهابيي «داعش» وأخواتها في العراق وسوريا.
ماذا فعل التحالف الدولي الذي ضم دولاً كبرى مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا لهزيمة «داعش» التي تذبح في أبناء العراق وسوريا وتذهب إلى عواصمهم تفجر في الشوارع والمطارات ومحطات القطارات والملاهي والمقاهي ؟
وماذا فعلت في المقابل القوات السعودية والاماراتية في عملياتها الخاطفة لأكبر قواعد القاعدة في العالم العربي ؟ وأين ذهب المرجفون الذين ظلوا يشككون بمهمة قوات التحالف العربي في اليمن ؟
اليقين أن تجربة المكلا سوف تجد مسارها الواعد في تعز وصنعاء، فالقاعدة الذهبية التي تم اكتشافها أن النجاح إذا تحقق ووجد من يتبناه ويدعمه، فإنه لا يتوقف ويمضي بلا حدود.
نقلًا عن صحيفة الخليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة