بالفيديو.. الجيش الصيني يستقطب مجندين جددا بـ"أغنية راب"
الجيش الصيني يخاطب جيل الشباب بأغنية "راب" لاجتذاب عناصر جديدة إلى صفوفه، لكن كلمات الأغنية قد تُقلق جيران الصين.. لماذا؟
تأمل الصين في اجتذاب عناصر جديدة من جيل الشباب للخدمة ضمن صفوف "جيش التحرير الشعبي الصيني"، أكبر الجيوش النظامية في العالم، ولتحقيق هذا الهدف، لجأت الدولة إلى أسلوب مختلف وغير متوقع، وهو إنتاج أغنية حماسية بطريقة موسيقى "الراب" لحث الشباب على الانضمام للجيش.
وبمزيج من كلمات "الراب" وموسيقى "الهيب هوب" والهتافات الصاخبة، يستعرض فيديو الأغنية صورًا لأحدث الأسلحة الصينية، مثل حاملات الطائرات والصواريخ الباليستية والمقاتلات النفاثة وسفن الفضاء، جنبًا إلى جنب مع الكثير من مشاهد المعارك، ولقطات لعدد كبير من الجنود ومشاة البحرية والطيارين.
لكن كلمات الأغنية "الراب" قد تسبب نوعًا من القلق لدى جيران الصين، فرغم تأكيد صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية على أن كلمات الأغنية "صيغت بعناية شديدة لتجنب الألفاظ العدوانية"، فإن الأغنية تشمل جُملًا مثل: "هيا بنا إلى الحرب.. دعونا نكافح من أجل النصر"، و"اقتل! اقتل! اقتل!"، كما تروج أن الجندي الصيني سيظل يقاتل "حتى لو اخترقت الرصاصة صدره".
ونقلت "تشاينا ديلي" عن متحدث عسكري قوله إن الهدف من الفيديو هو "إظهار تطور جيش التحرير الشعبى الصينى مثل الجيش الأمريكي"، موضحًا أن الشباب يتجنبون الخدمة في هذا الجيش الضخم، الذي يبلغ قوامه 2.3 مليون فرد.
ويبدو أن الظروف المادية تساهم في انخفاض معدلات التجنيد، إذ أوضحت صحيفة الجيش الصيني الرسمية أن راتب المجند يبلغ حوالي 450 دولارًا في الشهر، وهو أقل بكثير من راتب العامل العادي في المناطق الحضرية، والذي يتقاضى ما يقرب من 700 دولار شهريًا، بحسب صحيفة "بكين تايمز".
وأسهمت أيضًا سياسة "الطفل الواحد"، التي اعتمدتها الصين لفترة طويلة وبدأت في تخفيف قيودها عام 2015، في تفاقم أزمة التجنيد، إذ يتمتع ما يمكن تسميته بـ"جيل طفل واحد" بالعديد من الخيارات المهنية التي قد تأخذه بعيدًا عن الخدمة العسكرية.
وتجنبًا لمزيد من الأزمات، رفع جيش التحرير الشعبى الصينى عام 2011، الحد الأقصى لعمر المجندين الجدد من 22 عامًا إلى 24 عامًا، وفقًا لشبكة "إن.بي.سي.نيوز" الأمريكية.
وحقق فيديو الأغنية، الذي نشره الجيش الصيني على موقع صحيفته الإلكتروني، الخميس، أكثر من 100 ألف تعليق على خدمة التغريد الصينية "ويبو"، المشابهة لموقع "تويتر" الشهير، وفقًا لما نشرته مجلة "تايم" الأمريكية.
وبينما أثنى البعض على الفيديو واعتبره يعكس "أسلوب قوة عظمى"، انتقده البعض الآخر من مستخدمي "ويبو"، معتبرين أنه يروج للعنف، وأضافوا: "نريد سلامًا لا عنف".
وتعد هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش الصيني أغاني "الراب" لاستقطاب المجندين، لكنه لجأ من قبل للموسيقى لتحقيق الغرض ذاته، ففي عام 2014، بث جيش التحرير الصيني فيديو يصور جنودًا وهم يرقصون على أنغام أغنية "ليتل أبل" العاطفية الصينية.
aXA6IDEzLjU5LjEyOS4xNDEg جزيرة ام اند امز