يوماً بعد يوم يثبت الإخوان المسلمون ومن وراءهم ووالاهم أنهم لم يفيقوا من الصدمة التي أصيبوا بها، ولم يدركوا بعدُ أن حبال كذبهم قصيرة،
يوماً بعد يوم يثبت الإخوان المسلمون ومن وراءهم ووالاهم أنهم لم يفيقوا من الصدمة التي أصيبوا بها، ولم يدركوا بعدُ أن حبال كذبهم قصيرة، وأن كل ما فعلوه بعد سقوط أحلامهم وتلاشي تأثير قناة الجزيرة التي آلت على نفسها أن تكون منصتهم الإعلامية، لن يجدي نفعاً.
إن محاولات إنعاش "الميت"، التي تقوم بها اليوم على قدم وساق مراكز بحثية وصحف ومواقع إخبارية يُجنّد فيها بعض المنافقين من أدعياء الفكر والإعلاميين، الذين يجري توظيفهم ليزيفوا الحقائق ويرموا الآخرين بسهام حقدهم.
عزمي بشارة واحد من هؤلاء الذين أخذتهم العزة بالإثم، وزال عن وجهه ماء الحياء، منذ أن افتضح أمره على الهواء مباشرة في إبريل 2011 حين سأل مستضيفه في قناة الجزيرة إن كان قد أرضى القناة ومالكيها بما طرحه من تحليلات حول "ربيع عربي" مزعوم لم يجر على أمتنا إلا الويلات.
ذلك الظهور المباشر "الخطأ" جعله يدرك أنه سقط في عين البقية الباقية ممن كان يظن أنه مفكر، فتخلى عن كل ما تعلمه من مبادئ الفلسفة الهيغلية والماركسية، وأسس العلاقات الدولية، والقانون الدولي، وصار بوقاً يردّد ما يرضي من يموله.
لم يكن حديث عزمي بشارة وحفنة من العاملين في حقل الإعلام الداعم لتنظيم الإخوان المنهار ودعاة الثورات والفتن المشؤومة، عن افتتاح مكتب مختص بشؤون الطاقة المتجددة لإسرائيل في أبوظبي هو الإساءة الأولى له، فقد سبق له أن شارك صنوه الآخر في الدجل يوسف القرضاوي في الإساءة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وبقية الدول الخليجية، وكانا من أبرز من أثار الفتنة التي دفعت دول الخليج إلى سحب سفرائها من قطر.
حديث عزمي بشارة جاء متناغماً مع خبر نشر في صحيفة "هاآرتس"، تلقفه "المفكر الحصيف" وبنى عليه رؤية باطلة لا يصدقها مبتدئ في عالم السياسة.
تجاهل عزمي بشارة أنه لا يوجد لأي دولة مكتب خاص بشؤون الطاقة المتجددة في أبوظبي حتى يكون لإسرائيل مكتب خاص، ونسي عزمي بشارة أن أبوظبي هي المقر الرئيسي لوكالة الطاقة المتجددة، وأنها فازت بشرف استضافته لتكون أول دولة خارج أمريكا الشمالية وأوروبا تستضيف مقراً لمنظمة دولية، وأن استضافتها لهذه المنظمة يحتّم عليها ويلزمها بقوانين الأمم المتحدة وأعرافها والتي تقتضي بأن يكون لكل دولة ممثل يحضر الاجتماعات العامة للمنظمة، وأن أي تعامل مع أي دولة في هذا الإطار لا يرتّب على الدولة المضيفة أي التزام خاص.
سبق لمندوب إسرائيل أن شارك في أعمال "إيرينا" ولم يحظَ بأي استقبال خاص خارج أروقة المنظمة، ولم يقابل أي مسؤول إماراتي، وعزمي بشارة ووضاح خنفر يعلمان جيداً أنه لو حدث مثل هذا اللقاء لكانت إسرائيل سارعت إلى تسريب خبره، ولعلهما يتذكران كيف سرّبت القناة الإسرائيلية العاشرة فيديو لقاء يجمع أمير قطر السابق ووزير خارجيته بعدد من المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة لم تغيّر مواقفها يوماً من إسرائيل، ولا ينكر مواقفها إلا جاحد. وقد فات هؤلاء الخرّاصون من الإعلاميين أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي التي دعت في مطلع نوفمبر الجاري إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لمناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ضوء تعثر عملية السلام والعدوان "الإسرائيلي" المستمر على الشعب الفلسطيني وأراضيه ومقدساته، وقد كانت كلمة وزير الخارجية الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أمام الاجتماع الذي عُقد في الرياض صارمة وواضحة لا لبس فيها حين أكد أن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يأتي بناء على التصعيد الخطر الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية والمستوطنون والجماعات اليهودية المتطرفة والقوات الإسرائيلية في مدينة القدس المباركة، حيث تقوم يومياً بارتكاب أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني وتنتهك حرمات المسجد الأقصى المبارك وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية دون وازع أو رادع.
إن الإمارات، قيادة وشعباً، قد اعتادت العمل في وضح النهار، وليس لديها ما تخفيه أو تستره، ولم تكن يوماً، ولن تكون، مثل الخفافيش التي لا تطير إلا في الظلام، وصدق المثل الذي يقول: كلٌّ يرى الناس بعين طبعه!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة