محلل فلسطيني لـ"العين": الصراع على الحكم سبب تسريب تقرير حرب 2014
محلل سياسي فلسطيني يؤكد أن الصراع على الحكم في إسرائيل هو سبب تسريبات تقرير الحرب الإسرائيلية على غزة صيف العام 2014
كشف محلل سياسي فلسطيني، عن أسباب تسريبات تقرير الحرب الإسرائيلية على غزة صيف العام 2014، حيث ضجّت وسائل الاعلام الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين بهذه التسريبات، وسارعت لكشف العديد من بنود هذا التقرير.
ويستعد مراقب الدولة في إسرائيل يوسف شابيرا والذي يشرف على سياسات الحكومة لنشر تقرير عن مسار تلك الحرب، التي ستؤثر بشكل سلبي على رئيس الوزراء نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعالون ورئيس الأركان في ذلك الوقت بيني غانتز، علما بأنه وزع نسخا من التقرير المذكور والمصنف سري جدا على المستويات السياسية والأمنية العليا، قبل أن يتم نشره في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال الدكتور هاني العقاد، الكاتب والمحلل الفلسطيني لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن "إسرائيل كعادتها تتوحد عند شن الحرب، وتنقسم عندما تنهيها، حيث يتمنى فريق من الإسرائيليين سواء الحكومة أو المعارضة لو أحدثت الحرب دمارا وسحقا للفلسطينيين، بينما يرى الفريق الآخر أنه يجب الاكتفاء بما تم تحقيقه".
وأرجع العقاد أسباب تسريبات التقرير النهائي حول الحرب على غزة، إلى عدة احتمالات أولها استفزازات يقوم بها البعض من التيار المعارض في إسرائيل من أجل استفزاز الحكومة الإسرائيلية لتوجيه ضربة قاسية وجديدة لغزة من جديد.
أما الاحتمال الثاني، فهو حسب العقاد، يأتي من منطلق الصراع على الحكم في إسرائيل، حيث تأتي هذه المناكفات التي يريد فيها دعاة الحرب لاستخدام الوجع للفلسطينيين لصناعة حكم جديد في إسرائيل.
وقال العقاد إن من بين الاحتمالات حول تسريب هذا التقرير، فهو تبرير لكل ما سينتج عن التصعيد الإسرائيلي الجديد على حدود غزة، ورسالة للفلسطينيين من أجل تخويفهم بأن الحرب الجديدة ستكون أقسى من حرب 2014.
ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا التقرير بأنه أكثر قسوة من تقرير فينوغراد الذي حلل إخفاقات حرب لبنان في صيف عام 2006، مؤكدة أن تلك التسريبات خلصت إلى أن الحرب على غزة في عام 2014 شكلت فشلاً ذريعًا.
واتفق العقاد مع سيناريو فشل الحرب، معتبرا أن إسرائيل فشلت في حرب 2014، وستفشل في أي حرب قادمة، كونها تعتقد أن قوتها قد تجبر الفلسطينيين على الاستسلام، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني صاحب حق وقضية ولن يثنيه أي عدوان عن التخلي عن حقوقه.
وحول التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة، يؤكد العقاد، أن لعبة إسرائيل باتت مكشوفة، حيث تعيد لعبة الدم من جديد من أجل فرض وقائع على الأرض من خلال منطقة عازلة على طول حدود غزة بعرض 500 متر، موضحا أن هذه اللعبة تمثل ابتزازا للفلسطينيين.
ويلفت إلى أن إسرائيل من خلال تصعيدها الأخير تحاول أيضا إعادة صياغة اتفاق التهدئة حسب شروطها وهي منطقة عازلة وملاحقة داخل الحدود، وحق الهندسة الإسرائيلية البحث عن أنفاق في أي مكان وبأي عمق على الحدود.
وتطرق العقاد إلى دور فصائل المقاومة الفلسطينية في التصعيد الأخير على حدود غزة، مؤكدا أن المقاومة أرسلت رسالة قوية للإسرائيليين بأنها لن تصمت على ما تريد إسرائيل تنفيذه من مخطط المنطقة العازلة.