مأساة مقتل 3 أطفال أشقاء في غزة، حرقًا بسبب شمعة؛ تحولت لمادة سجال في الساحة الفلسطينية صبت المزيد من الزيت على نار الانقسام.
تحولت مأساة مقتل 3 أطفال أشقاء في غزة، حرقًا بسبب شمعة؛ إلى مادة سجال في الساحة الفلسطينية صبت المزيد من الزيت على نار الانقسام الداخلي المستمر منذ 10 سنوات، ويرى فيه كثر سببًا رئيسًا للمآسي الفلسطينية المتكررة.
ولقي الأطفال رهف ويسرى وناصر أبو هندي، حتفهم الليلة الماضية نتيجة احتراق منزلهم بشمعة خلال انقطاع التيار الكهربائي.
قادة حماس حرصوا على المشاركة في مراسم التشييع الذي تولته الذراع المسلحة للحركة "كتائب القسام" فيم بدا رسالة حول غضبها من تداعيات الحصار، الذي حذرت قبل أيام بالانفجار إذا لم يرفع؛ بينما كان هذا المشهد تحديدًا محلًا لغضب ناشطين آخرين رأوا فيها استغلالًا "بشعًا" لمآسي غزة، التي تتحمل حماس المسؤولية عنها كونها المسيطر الفعلي على القطاع.
الناشطة الإعلامية أسماء الغول، بدت واضحة فكتبت عبر صفحتها على "فيسبوك": "ما يحدث هو امتصاص للغضب.. برافو.. شاطرين.. بس لسة ظلمة ومفتريين".
مشهد الأم بدا مؤلمًا في مستشفى الشفاء بغزة وهي تحتضن أطفالها الثلاثة الذين لفت أجسادهم بالعلم الفلسطيني، بينما احتضن الوالد نجله الوحيد المتبقي ولم يتمالك نفسه ليبكي بمرارة وهو في حالة ذهول وسط مراسم التشييع.
وكما يحدث في كل مأساة من مآسي الحصار، سارع طرفا الحصار (فتح والحكومة في الضفة، وحماس وحكومتها بغزة) إلى تراشق الاتهامات وتحميل المسؤولية، واستغلال الموقف لتسجيل النقاط على الآخر.
النائب عن حركة "فتح" في غزة، فيصل أبو شهلا، قال إن هذه الحادثة ليست الأولى، متهمًا حماس بأنها حولت غزة التي تصدر الوطنية والثقافة والعلم حولوها لمصدرة للمنتحرين، والآن نرى أطفالنا وأبناءنا بمناظر تقشعر لها الأبدان".
ووفق معطيات حقوقية، فإنه سجل مقتل 24 طفلًا جراء حوادث حرق ناجمة عن أزمة الكهرباء بغزة خلال 10 سنوات من سيطرة حماس على القطاع.
وهاجم أبو شهلا حماس منتقدًا تمسكها بزمام الأمور في غزة، وقال: "التمسك بالوضع والسيطرة على قطاع غزة، لا أفهم ما الهدف منه؟ وماذا يحقق منه؟ وماذا حقق للشعب وماذا حقق للقضية؟ يجب أن ينتهي الانقسام لا أن يدار".
أما نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، فقد استنكر، في كلمته قبيل التشييع، اتهام حركته بأنها المسؤولة عن هذه الجريمة.
وأشار إلى مجموعة من المشاريع التي طرحت لحل أزمة الكهرباء "إلا أنها أفشلت، مشيرًا إلى دور السلطة في إيقاف بعضها، وذكر منها رفع جهد الخط المصري، وخط الغاز لمحطة الكهرباء، والربط الثماني، الذي وافق البنك الإسلامي على تغطية تكاليفه إلا أن هناك من أرسل بألا يتبنى هذا المشروع".
المفارقة المأساوية أن حماس والسلطة سارعتا بعد الكارثة، إلى تبني العائلة وتوفير معاش وبيت لائق لهما، ما دفع الناشط ياسر أحمد إلى القول: "في بلادنا.. الميت هو صاحب الحظوة.. يتجاهلك الجميع وأنت حي.. حتى إذا ما مت تذكرك الجميع والكل يتبارى في تقديم الواجب أو الاستثمار".
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA= جزيرة ام اند امز