أطفال فلسطين.. اعتقالات منهجية وتعذيب بالجملة في سجون الاحتلال
أطفال فلسطين الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من ممارساته اللاقانونية بحقهم
مع حلول يوم الأسير الفلسطيني، تبدو تجربة اعتقال الأطفال كنموذج صارخ للانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضاربًا عرض الحائط المواثيق الدولية والإنسانية التي نصت على احترام الطفولية.
فمن بين 7200 أسير فلسطيني يخضعون للاعتقال حاليًّا في سجون الاحتلال، هناك أكثر من 400 طفل تشير الجهات الحقوقية الفلسطينية إلى أنهم مروا بتجارب صادمة من تعذيب وتنكيل، علاوة على عملية الاعتقال في حد ذاتها.
وأكد عبد الناصر فروانة، مدير وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى، لـ"بوابة العين" أن عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين تعرضوا للاعتقال منذ عام 1967، فيما وثق اعتقال 12500 طفل منذ سبتمبر 2000 حتى الآن، تتراوح أعمارهم بين 11- إلى أقل من 18 عاماً.
وأشار إلى أنه منذ اندلاع انتفاضة القدس مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سجل اعتقال 1900 طفل، لا يزال 400 منهم على الأقل قيد الاعتقال، أصغرهم الطفلة ديما الواوي 12 عامًا التي تعد أصغر طفلة معتقلة في العالم.
وأكد أن ثلث الأطفال المعتقلين محكومون لمدد متفاوتة، فيما تعرض 100% من الأطفال المعتقلين لشكل من أشكال التعذيب سواء عنف جسدي أو نفسي.
وبحسب فروانة، فإن سلطات الاحتلال تلجأ من أجل خفض أعداد المعتقلين إلى الحبس المنزلي (ينتشر في القدس)، وكذلك إطلاق السراح مع فرض غرامات باهظة، لافتًا إلى وجود أعداد من الأطفال المعتقلين جرحى ومصابون ويعانون من البتر.
ليس هكذا يعامل الأطفال!
الحركة العالمية سلطت الضوء على معاناة الأطفال المعتقلين في تقرير بعنوان: "ليس هكذا يعامل الأطفال"، بالتزامن مع يوم الأسير، الذي يوافق 17 أبريل/نيسان من كل عام، جديد أصدرته، لتقرع ضمائر العالم حول معاناة استثنائية يواجه أطفال فلسطين خلف قضبان الأسر.
ووفق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال– فلسطين، فإن 76% من الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال تعرضوا للعنف الجسدي؟
ويشير التقرير الذي استند لعمليات توثيق على الأطفال المعتقلين، إلى أن 324 طفلًا من أصل 429 طفلًا فلسطينيًّا، تعرضوا للتعذيب، أي ما نسبته 75.5% اعتقلوا ما بين عامي 2012 و2015، تعرضوا للعنف الجسدي، الذي عادة يشمل الدفع والصفع واللكم والركل أو الضرب بخوذة الجندي أو بندقيته.
وأكد التقرير أن المحققين الإسرائيليين استخدموا الإساءة اللفظية والتهديدات والعزل الانفرادي لانتزاع الاعترافات من عدد من الأطفال المعتقلين.
الحبس الانفرادي
ولم يسلم الأطفال المعتقلون من الحبس الانفرادي رغم تداعياته الخطيرة على نفسيات الأطفال، إذ تبين أن 66 طفلًا تعرضوا للحبس الانفرادي لفترة متوسطها 13 يومًا، خلال الفترة التي شملها التقرير، وفي عام 2015.
وأشار التقرير إلى حالة الطفل عبد الفتاح عوري (17 عامًا) الذي عزلته سلطات الاحتلال في العزل الانفرادي لمدة 45 يومًا، في حين تبين أن أكثر من 90% من الأطفال الذين وضعوا في العزل الانفرادي اعترافات.
تهم الأطفال
وبحسب الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أن إلقاء الحجارة هي التهمة الأكثر شيوعًا التي تُوجّه للأطفال الفلسطينيين، حيث إنّ ما مجموعه 235 ملفًا من أصل 297 عمل محامو الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال على إغلاقها بين عامي 2012 و2015 اشتملت تهمة إلقاء الحجارة التي تصل عقوبتها القصوى من 10 إلى 20 سنة بحسب الظروف والحيثيات.
وأشار التقرير إلى أن 151 طفلًا (51.2%) تلقوا عقوبة السجن الفعلي بين 3 أشهر إلى 12 شهرًا، فيما تم فرض عقوبة السجن لأكثر من عام على 59 طفلًا (19.9%)، وقد تم فرض أحكام مع وقف التنفيذ على 256 طفلًا (86.6%) ما بين 3 و5 سنوات، فيما فرض قضاة المحاكم العسكرية الإسرائيلية غرامات على 261 طفلًا (88.5%)، كان متوسط الغرامة حوالي 1.550 شيقل (400 دولار).
أطفال القدس
ومن بين الأطفال المعتقلين، تبرز بشكل خاص معاناة الأطفال الأسرى من القدس.
وأكد أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي أسري القدس، وجود 135 طفلًا معتقلًا من القدس في سجون الاحتلال، بينهم 120 تتراوح أعمارهم بين 14-18 عامًا، وهناك 10 قاصرين دون 14 عامًا، كما بينهم 5 فتيات قاصرات.
وأشار أبو عصب في حديثه لـ"بوابة العين" إلى وجود 70 حالة حبس منزلي، بعضهم في منازلهم أو منازل أقاربهم، وبعضهم مبعد عن القدس، كما هو حالة الطفلة رامة جعابيص التي وضع الاحتلال سوار إلكتروني في قدمها، واضطر والدها لاستئجار منزل على مدخل القدس نتيجة إبعادها وحبسها المنزلي.
وأكد أن الأطفال المعتقلين بعضهم موقوف ينتظر المحكمة، وجزء محكومون لمدد متفاوتة، فيما لا تتوانى قوات الاحتلال عن إصدار أحكام عالية بحقهم.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA== جزيرة ام اند امز