أُصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، اليوم (السبت)، في تجدد للمواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي
أُصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، اليوم (السبت)، في تجدد للمواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية، بينما أُسرت امرأة فلسطينية على أحد حواجز الأغوار الوسطى، بادعاء محاولتها تنفيذ عملية طعن، في وقت كثفت فيه تلك القوات من سياسة المداهمات وإغلاق الحواجز مع عزل بلدات شمال القدس المحتلة.
وقال مصدر في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن 15 فلسطينيًّا أُصيبوا بأعيرة نارية ومعدنية، في محافظتي نابلس وقلقيلية ورام الله وجنين، بينما أصيب العشرات بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي.
أعنف المواجهات في اليوم التاسع والخمسين لبدء الانتفاضة، تركزت في شمال الضفة الغربية، بعد أيام من اشتعالها في جنوبها.
فقد اندلعت مواجهات ضارية قرب حاجز حوارة، جنوب مدينة نابلس شمال الضفة، نجم عنها إصابة خمسة فلسطينيين جرى نقلهم إلى مستشفى "رفيديا" لتلقي العلاج.
وتطورت الأمور إلى مواجهات بعد مسيرة دعت لها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، للمطالبة بتسليم جثامين الشهداء المحتجزين لدى الاحتلال، ولإحياء ذكرى قرار تقسيم فلسطين (29/11/1947).
وتحتجز قوات الاحتلال أكثر من 40 جثة من جثامين الشهداء الذين تتهمهم بأنهم حاولوا تنفيذ عمليات دهس أو طعن.
وأغلق الشبان الغاضبون نهاية شارع "القدس" بالحواجز الحجرية والإطارات المشتعلة، ورشقوا قوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز بالحجارة، بينما أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع؛ مما أدى إلى وقوع الإصابات.
ومع حلول المساء أُصيب أربعة فلسطينيين، بجروح، أحدهم في مواجهات في قرية "بدرس" في رام الله، وثلاثة في مواجهات في جنين.
ومع حلول الظلام، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على مدخل مدينة قلقيلية، شمال الضفة وانتشرت على الطريق تمنع حركة المركبات؛ مما أدى إلى ازدحام شديد في المكان، تخلل ذلك التنكيل بالمواطنين.
كانت قرية كفر قدوم في المدينة قد شهدت مواجهات ظهر اليوم، أصيب خلالها ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق، بعدما قمعت قوات الاحتلال مسيرة مناهضة للاستيطان.
عزل شمال القدس
في هذه الأثناء عزلت قوات الاحتلال بلدات شمال غربي القدس المحتلة، لتزيد معاناة سكان تلك البلدات، التي تفاقمت في الأسابيع الأخيرة.
وقالت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال واصلت إغلاق مداخل بلدة حزما، "الفرعية والرئيسية"، ومُنع السكان من الخروج منها بشكل كامل.
كما أغلقت قوات الاحتلال مدخل بلدة بير نبالا، "وهو المدخل الرئيسي" الذي يصل إلى قرى شمالي غرب مدينة القدس المحتلة.
وأكد شهود أن الإغلاق استمر لأكثر من ثلاث ساعات، أعقبه فتح الاحتلال الحاجز بشكل جزئي والسماح لعدد قليل من المركبات بالمرور "بشكل بطيء".
وفي ذات السياق، أغلقت قوات الاحتلال عصر اليوم مدخل الكسارة وبني نعيم في الخليل، في تشديد لحصارها على المدينة، الذي أقرّه المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر.
وقال الباحث الحقوقي عماد أبو عامر لـ"بوابة العين" أن قوات الاحتلال أغلقت الطريق بالمكعبات الأسمنتية، لافتًا إلى أن الطريق الوحيد المفتوح من جهة المنطقة الصناعية هو المعروف بطريق الكسارة.
ولفت إلى أن الأمر ذاته تكرر على مدخل بني نعيم، المعروف بـ"الجلاجل"، بالمكعبات الأسمنتية، بينما جرى نصب حاجز عسكري على مدخل السموع الغربي.
وأكد الباحث الحقوقي أن قوات الاحتلال تمارس سياسة عقاب جماعي من خلال حصارها للخليل، ومن خلال التضييق على حركة تنقل المواطنين، منتهكة بذلك كل مواثيق حقوق الإنسان.
عربدة مستوطنين
واقتحم عشرات المستوطنين مركز "بيت الصمود" في حي تل أرميدة وسط مدينة الخليل مطالبين بإغلاقه، بعد ليلة من مداهمته من قوات الاحتلال واعتقال فلسطينيَّين اثنين منه.
وقال منسق تجمع "شباب ضد الاستيطان" في الخليل عيسى عمرو: "منذ أن قمنا بافتتاح مركز الصمود في تل أرميدة، ويسعى المستوطنون جاهدين لإغلاق المركز، وتلفيق التهم لنشطاء تجمع (شباب ضد الاستيطان) وكذلك للمتضامنين الأجانب".
وأشار عمرو لـ"بوابة العين" إلى أن العشرات من المستوطنين بقيادة المستوطن المتطرف "باروخ مارزل" اقتحموا مركز الصمود وداهموه تحت حماية من جنود الاحتلال.
وأضاف أن جنود الاحتلال منعوا الفلسطينيين من الاقتراب من المركز، لافتًا إلى أنهم سبق أن رفعوا قضايا كثيرة لدى الشرطة الإسرائيلية ضد "مارزل" على اعتداءاته واقتحامه للمركز، دون أن تحرك ساكنًا.
اعتقال امرأة
وفي وقت سابق من اليوم، اعتقلت قوات الاحتلال، امرأة فلسطينية على حاجز "الحمرا العسكري" في منطقة الأغوار الوسطى، شرقيّ الضفة الغربية، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن.
وقال الباحث الميداني ضرار صوافطة، إن قوات الاحتلال اعتقلت المواطنة "مريم عرفات صوافطة"، 23 عامًا، خلال توجهها برفقة زوجها لزيارة عائلتها في مدينة نابلس، شمالي الضفة، عبر الحاجز المذكور.
وأضاف أن جنود الاحتلال زعموا أن صوافطة، التي تقيم في قرية بردلا في منطقة الأغوار، هاجمتهم وهي تحمل سكينًا محاولة تنفيذ عملية طعن، قبل أن يتم اعتقالها ونقلها إلى جهة غير معلومة.
وأشار الناشط صوافطة إلى أن قوات الاحتلال احتجزت زوج المواطنة "وأفرجت عنه لاحقًا، قبل أن تعاود الاتصال به، والطلب منه القدوم إلى أحد معسكرات الاحتلال للتحقيق معه مجددًا"، وفق تصريحاته.
مواجهات الفجر
كان عشرات المواطنين قد أُصيبوا فجرًا بحالات اختناق في مواجهات عنيفة اندلعت مع قوات الاحتلال في أثناء عملية اقتحام موسعة لمنازل المواطنين في بلدة "بيت أمر"، شمال الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، طالت منزل عائلة الشهيد عمر الزعاقيق، منفّذ عملية الدهس أمس في البلدة، والتي أدت إلى إصابة ستة جنود صهاينة.
واقتحمت قوات الاحتلال مسجد البلدة، واستجوبت أحد المصلين، كما داهمت منزل والد وأعمام الشهيد عمر عرفات الزعاقيق، في البلدة، وأقدمت تلك القوات على تصوير المنزل من الداخل والخارج، وهددتهم بهدم منازلهم وعدم السماح لهم بمغادرة البلدة.
aXA6IDMuMTMzLjE1MS45MCA=
جزيرة ام اند امز