بعد قضاء 3 أطفال فلسطينيين إثر حريق شب بسبب شمعة موقدة تعويضًا عن الكهرباء المنقطعة، "العين" تسلط الضوء على معاناة قطاع غزة اليومية.
لم تكن عائلة "الهندي" التي توفي 3 من أطفالها من بينهم رضيع، السبت، هي الأولى في مسلسل حوادث احتراق أفراد العائلات في قطاع غزة بسبب استخدام بدائل التيار الكهربائي من الشموع أو الغاز، لإنارة منازلهم نظرًا للانقطاع المتواصل الذي يستمر لساعات طويلة.
"بوابة العين" تسلط الضوء على أبرز حوادث الحرق التي لحقت بأهالي غزة وأبنائهم الذين يعانون الأمّرين بفعل الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع، والذي دخل عامه العاشر على التوالي.
ولقي 29 فلسطينيًا مصرعهم حرقًا؛ جراء استخدام الشموع والغاز، من بينهم 24 طفلًا خلال الفترة ما بين 2010 و2016، وذلك وفقًا لإحصائيات فلسطينية رسمية وحقوقية متطابقة.
ويعيش في قطاع غزة نحو مليون و900 ألف شخص، يعاني نحو 70% منهم من الفقر والبطالة، إلى جانب الظروف الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.
وبات انقطاع التيار الكهربائي هو المنغص الحقيقي على سكان القطاع الساحلي، الذين يعانون أساسًا من التصعيد الإسرائيلي المتواصل بحق الفلسطينيين هناك، والذي عرضهم لـ3 حروب متتالية خلال 6 أعوام.
ويتكرر المشهد مع كل حادثة حرق، عندما تتفحم أجساد الأطفال الصغار ويسارع المنقذون لانتشال أجساد الضحايا الذين يتحولون لهيكل عظمي محترق، بسبب هزالة وضعف أجسامهم التي أتت عليها النيران.
وتعود أزمة الكهرباء في غزة إلى 2006، عندما قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف مولدات شركة الكهرباء، إثر أسر المقاومة الفلسطينية للجندي جلعاد شاليط؛ حيث أصيب القطاع بعجز كبير في التيار الكهربائي حتى بات لا يفي بحاجة السكان المحليين.
وفقدت عائلة الهندي، فجر السبت، 3 من أطفالها جراء حريق شب بمنزلهم؛ بسبب استخدام الشموع لإنارة المنزل المظلم؛ حيث لم تنجح جهود الإطفاء والإسعاف في إنقاذ الأطفال الثلاثة، وكانت النيران أسرع في الوصول لأجسامهم.
ويعيش قطاع غزة أزمة كهرباء حقيقية؛ حيث يصل التيار الكهربائي لكل منزل 8 ساعات فقط قبل أن ينقطع مثلها، وهو ما يعرف بنظام "8 ساعات وصل و8 ساعات قطع".
وفي حال توقف محطة الكهرباء الوحيدة في غزة، أو تعطلت الخطوط المصرية المغذية لأجزاء من غزة، تتقلص تلك المدة إلى 6 ساعات فقط، وهو ما يعرف بنظام "6 ساعات وصل و12 ساعة قطع"، وهو المتبع في هذه الأيام.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لجثث الأطفال المتفحمة من عائلة الهندي، في مشهد أعاد للأذهان حوادث مماثلة تعرضت لها عائلات فلسطينية أخرى من قطاع غزة.
وكانت عائلة بشير في دير البلح وسط قطاع غزة، فقدت 3 من أطفالها؛ حيث أخرجوا جثثًا متفحمة بعد إخماد النار التي اشتعلت في فراشهم إثر سقوط شمعة موقدة، وهي الحال نفسها لعائلة الهبيل التي فقدت 3 أطفال أيضًا.
أما عائلة البغدادي، فتعرضت لحريق راح ضحيته الطفل فتحي الذي لم يتجاوز الثلاثة أعوام؛ بسبب شمعة أتت نيرانها على الغرفة التي كان ينام بها وحده.
وكذلك الأمر حدث لعائلات اليازجي وثاري قبل 3 أعوام، بعد نشوب حريق بمنزل يعود لعائلة ضهير في حي الشجاعية، لتفقد العائلتان أفرادًا منهما بينما قضت عائلة ضهير بأكملها بسبب حريق أخذ حياة الأب والأم والأطفال الأربعة.
ويضطر أهالي غزة الأكثر فقرًا لشراء الشموع؛ حيث لا يستطيعون شراء البدائل الآمنة للكهرباء، كالبطاريات الكبيرة بسبب غلاء أسعارها، وهو ما جعل قطاع غزة هو الأول عالميًا في حوادث الحرائق التي تسببها الشموع والغاز والمولدات الكهربائية.
وفي غياب أي أفق لحلول أزمة الكهرباء والاكتفاء بالمناكفات السياسية وتبادل تحميل المسؤولية، يبقى أهالي غزة كبارًا وصغارًا وقودًا يشتعل في أي وقت ما لم ينهي الفرقاء قضاياهم، وترفع إسرائيل حصارها المشدد عن القطاع الساحلي.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My44NiA= جزيرة ام اند امز