"ملكات بمحض المصادفة".. عن "كلمة" للترجمة
يتناول الكتاب إعادة تقييم الحكم النسائي على مدار التاريخ وخاصة في الثقافة الأوروبية التي ظلت طويلا تُهمش العديد من تجارب الحكم النسائي
في إطار برنامج الترجمة، أصدر مشروع "كلمة" التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ترجمة كتاب جديد عن الإيطالية بعنوان: "ملكات بمحض المصادفة" لأستاذة التاريخ بجامعة بولونيا، شيزارنيا كازانوفا. يتناول الكتاب إعادة تقييم الحكم النسائي على مدار التاريخ، وخاصة في الثقافة الأوروبية والتي ظلت -لفترة طويلة- تُهمش العديد من تجارب الحكم النسائي للملكات أو للحاكمات بالوصاية؛ حيث تناول الكتاب تلك التجارب من زوايا متعددة مع إعادةٍ لتشخيص طرق تناولها، فلقد انتشرت عبر التاريخ ثقافة تناول حياة الملكات والحاكمات في روايات اعتمدت إلى حد كبير على الإشاعات والأقاويل المسيئة للسمعة والتي كان يطلقها أعداء النساء الحاكمات، أو كارهو النساء عموما في تلك الفترات، وفي الروايات الحديثة أصبح التركيز على التحليل الذاتي لأبطالها دون الالتفات إلى الأعمال والإنجازات السياسية والاجتماعية لهن.
تحاول المؤلفة إذن من خلال بحثها هذا، أن تعيد تناول حكم عددٍ من الملكات والحاكمات في أوروبا وروسيا، وكذلك المشكلات التي تعرضن لها، والحروب التي نشبت في محاولة للحيلولة دون تولي المرأة السلطة مثل حرب المائة عام، وحروب إيطاليا، وحرب القرن الثامن عشر التي نشبت رفضًا لتولى ماريا تريزا النمساوية للحكم.
من جهة أخرى، استطاعت الكاتبة أن تلقي الضوء على التباين في تقبٌل الحكم النسائي في إنجلترا وفي روسيا، وكيف أتاح وجود النساء الحاكمات في إنجلترا للبرلمان الإنجليزي الحصول على قدر أكبر من الصلاحيات، مما أدى تاريخيًا إلى الواقع السياسي الحالي في إنجلترا، وعلى الجانب الآخر كيف كان جلوس النساء على كرسي الحكم في روسيا، غير مسبب لردود الأفعال نفسها التي كانت تشهدها أوروبا من رفض واستياء، حيث تولت ثلاث نساء الحكم في روسيا في أعقاب وفاة القيصر بطرس الأول، ولم يتعرضن لما تعرضت له كثير من الملكات في أوروبا من عمليات تشويه للسمعة.
تناول الكتاب أيضًا بالعرض بعض الشخصيات النسائية ودورهن السياسي في الوساطة، بل وألقى الضوء على حساسية دورهن حيث غالباً ما كن يتولين الحكم في ظل ظروف سياسية دقيقة، وأوضاع تتميز بالفوضى في أعقاب وفاة الملك، وكيف نجحت تلك الشخصيات، على الرغم من تناول حياتهن بشكل هامشي، في استعادة الاستقرار، أو في الوصول إلى نوع من الوساطة السلمية، وخاصة في حالة الحروب البروتستانتية- الكاثوليكية. تناول الكتاب أيضًا دور تلك الشخصيات في رعاية الفنون، ولم ينكر الدور السلبي لبعض تلك الشخصيات وتأثيرهن السيء على الملوك، حيث اعتمدت الكاتبة بشكل كبير على العديد من الأبحاث، وتناولت تلك الشخصيات من وجهات نظر متنوعة وزوايا مختلفة.
الكتاب من تأليف الأستاذة شيزارينا كازانوفا، وهي أستاذة جامعية تدرس التاريخ الحديث في جامعة بولونيا، وتهتم بالدراسات المجتمعية وتاريخ العائلات والنساء والأجناس وتاريخ العدالة. وللمؤلفة أعمال أخرى، منها "العائلة والقرابة في العصر الحديث"، "إيطاليا الحديثة ـ موضوعات واتجاهات تاريخية".. وغيرها.
المترجمة د.أماني فوزي حبشي، حاصلة على الدكتوراه في الأدب الإيطالي، والجائزة الوطنية للترجمة عام 2005، مصرية مقيمة في المملكة المتحدة، سبق أن ترجمت عدة أعمال منها، "بندول فوكو" لأومبرتو إيكو، "الفسكونت المشطور" لإيطالو كالفينو، "شجاعة طائر الحناء لماوريتزيو ماجاني".. وغيرها.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC40OCA= جزيرة ام اند امز