وسائل التواصل الاجتماعي تؤرق قادة الجيش الإسرائيلي
مسؤولون في الجيش الإسرائيلي يعترفون أن وسائل التواصل الاجتماعي من أكثر المشاكل التي تؤرق قادة الجيش بسبب الاستخدام الخاطئ لها.
يعترف مسؤولون في الجيش الإسرائيلي أن وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصًا تطبيقي "فيس بوك" و"واتس أب"، من أكثر المشاكل التي تؤرق قادة الجيش بسبب الاستخدام الخاطئ لهذه الوسائل من قبل الجنود، والتي تعود بالسلب على سمعة الجيش الإسرائيلي.
ومؤخرًا، أقر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي إيزنكوت، تشكيل لجنة خاصة مهمتها كيفية توجيه جنود الجيش للتصرف مع وسائل التواصل الاجتماعي، ومعرفة ماذا يحظر عليهم نشره.
وتعتقد رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي أن إساءة استخدام الجنود لوسائل تضعها في ورطة كبيرة أمام الرأي العام، وذلك عندما يسيء جنود الجيش استخدامها، من خلال نشر صور وتعليقات لعمليات واقتحامات يقوم بها الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية.
وتعد هذه اللجنة هي الثانية التي يتم تشكيلها خلال عام واحد، حيث أوكل للجنة الجديدة التي سيترأسها رئيس قسم الموارد البشرية في الجيش الإسرائيلي، اللواء حاجي توبولنسكي، دراسة الموضوع، وتقديم اقتراحات عملية من أجل التعامل مع هذه المشكلة.
ويجري الحديث عن عدة قضايا قد تتطرق إليها اللجنة المشكلة، والتي ستتعلق بسلوك الجنود في مجموعات "الفيس بوك"، و"الواتس أب"، وهل تتاح لهم النقاش فيها، أو حتى الانضمام إليها، إلى جانب جملة من القضايا الأخرى.
وبحسب مسؤولي الجيش الإسرائيلي، فإن مسارعة رئيس الأركان لتشكيل اللجنة الجديدة، جاء بعد واقعة قيام الجندي الإسرائيلي ألؤور أزريا بإعدام فلسطيني حاول تنفيذ عملية طعن، عندما وثق عملية إطلاق النار وإعدام الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، في شهر مارس/آذار الماضي، من خلال مقطع فيديو ونشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأحدثت هذه الواقعة صخبًا كبيرًا، خصوصًا أن الجندي أجهز على الفلسطيني وهو ملقى على الأرض، ولم يشكل أي خطر على الجنود.
ووضعت هذه الواقعة ساسة وقادة الجيش الإسرائيلي في حرج كبير، حيث سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو ووزير الدفاع موشي يعلون ورئيس الأركان إيزنكوت، بإدانة ما قام به الجندي أزريا، معتبرين أن ما قام به لا يتلاءم مع قيم الجيش الإسرائيلي.
وفي موازاة ذلك، دافع اليمين الإسرائيلي المتطرف عن الجندي القاتل، بل إن قيادات المعارضة وصفته بـ"البطل"، ودعت لدعمه، خصوصًا في ظل مطالبات بمحاكمته هو والجنود الذين ظهروا خلال التصوير ولم يحركوا ساكنًا لمنعه من القيام بذلك.
يذكر أن لجنة مشابهة لتلك اللجنة كان الجيش الإسرائيلي قد قام بتشكيلها العام الماضي، حيث خلصت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يفرض على الجنود حظر استخدامها؛ لأنها باتت جزءًا لا يتجزأ من العالم الذي نعيش فيه.
وأشارت اللجنة في توصياتها أيضًا إلى أنه ليس من الصواب منعها؛ لأنها أدوات تسمح بالتفاعل الاجتماعي، لأنها مجال عام تجري على جنود الجيش الإسرائيلي وقادته التوجيهات ومعايير السلوك المتوقعة من الجنود في المجال العام، وفي كل ما يتعلق بهذا المجال.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS41OCA= جزيرة ام اند امز