"أبو وهيب" .. "داعش" يفقد الفتى "الرومانسي"
"البنتاجون" تسببت في تخبط وسائل الإعلام بعد بيانها المقتضب الذي نشرته حول مقتل قائد تنظيم "داعش" الإرهابي في الأنبار.
تسببت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في تخبط وسائل الإعلام، بعد بيانها المقتضب الذي نشرته حول مقتل قائد تنظيم "داعش" الإرهابي في محافظة الأنبار العراقية.
فقد أعلن البنتاجون عن استهداف سيارة قائد التنظيم بغارة جوية في 6 مايو/أيار الجاري، ما أسفر عن مقتله و3 من معاونيه، وهو ما تلقفته وكالات الأنباء على أن القتيل، هو أبو بكر البغدادي، من دون التحقق من تفاصيل البيان المقتضب، الذي أكد أن من تم استهدافه هو "أبو هيب" قائد داعش في المحافظة.
"أبو هيب" أو شاكر وهيب الفهداوي الدليمي، عراقي الأصل من الرمادي، وأحد كوادر تنظيم "القاعدة" سابقًا، ولد العام 1986، وتم القبض عليه في عام 2006، خلال دراسته لعلوم الكمبيوتر في جامعة الأنبار، بتهمة الانتماء إلى تنظيم "القاعدة" في العراق، وتم اعتقاله في معسكر بكا بجنوب العراق حتى عام 2009، ثم تم نقله إلى سجن تكريت المركزي في محافظة صلاح الدين.
تمكن "أبو وهيب" من الفرار من السجن مع 110 معتقلًا آخرين في عام 2012، ثم أصبح قائدًا ميدانيًا في محافظة الأنبار، وبات مطلوبًا لدى الحكومة العراقية، التي أعدت قائمة بعملياته الإرهابية.
في أغسطس/آب 2013، كان الظهور الأول لـ"أبو وهيب"، حيث تم تصويره وهو ينفذ عملية إعدام بحق 3 سائقين سوريين، ومنذ ذلك التاريخ دأبت السلطات العراقية على نشر أخبار مقتله، لكنه كان يرد عليها بتسجيلات فيديو، سواء كان للإعلان بشكل مباشر عن كونه حيًّا، أو مشاركته في بعض اللقاءات والاجتماعات مع القيادات.
تقارير إعلامية وصفته بـ"فتى داعش الرومانسي"، حيث كان يعتمد التنظيم على تصديره إعلاميًا، مستندًا إلى وسامته ومظهره الأنيق، الذي كان يشبه "بورتريه" سينمائي لمقاتل حالم، وأضاف له "أبو وهيب" نكهة ثورية، بارتدائه قبعة الثائر الأرجنتيني الأشهر في التاريخ الحديث "تشي جيفارا"، كما ظهر في أحد تسجيلاته المصورة.
حالة الغموض، التي أحاطها "داعش" حوله، ربما كانت مقصودة في إطار عملية تصديره إعلاميًا كواجهة للتنظيم، مما يساعد على جذب وتجنيد الشباب من الجنسين، كما أنها تشير إلى المكانة الرفيعة التي كان يتمتع بها هذا القائد الميداني، فقد أشارت تقارير أخرى، إلى أن "أبو وهيب" لم يكن وجهًا إعلاميًا ودعائيًا فقط، بل كان يتولى قيادة وحدة قوات خاصة مقربة من البغدادي تسمى "أسود الصحراء".
من ناحة أخرى، كان لوسامة "أبو وهيب" ومظهره الخارجي سواء في ملابسه ولحيته، دورًا آخر في تجنيد مقاتلي تنظيم "القاعدة"، وذلك عبر إحياء صورة القائد الملهم لشباب هذا التنظيم التاريخي، وهو "أبو مصعب الزرقاوي".
فقد أشارت "المونيتور"، في تقرير لها نشر عام 2014، إلى أن تنظيم "داعش" أعاد إنتاج مشهد ظهور الزرقاوي في أبريل/نيسان 2006، عندما ظهر وسط مقاتلين يرتدي زيًا أسودًا في حلبة إطلاق نار، وهو نفس الزي الذي كان يرتديه "أبو وهيب" في العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي كان يستخدمها التنظيم في حملاته الترويجية، معتمدًا على التشابه في البنية الجسدية ما بين الزرقاوي وأبو وهيب.
وإذا أخذ في الاعتبار أن الدعاية لتنظيم "داعش"، ساهمت في انتشاره وتعزيز تواجده على الأرض، بل وعلى زيادة أعداد مقاتليه، فإنه بمقتل "أبو وهيب"، تجرد التنظيم من أحد أبرز أيقوناته الدعائية، إلى جانب كونه قائدًا ميدانيًا مقرب من البغدادي.
aXA6IDE4LjIyMC4yNDIuMTYwIA== جزيرة ام اند امز