في ازمنة الاتحاد السوفياتي كانت القلوب المفعة بحرية الحرف في الدول الامبريالية يتشاكل بنبضها في مسارالاحداث فيما هو(مبرر)وماهوغير(مبرر)
في ازمنة الاتحاد السوفياتي كانت القلوب المفعة بحرية الحرف وديمقراطية الكلمة في الدول الامبريالية يتشاكل بنبضها في مسار الاحداث فيما هو (مبرر) وما هو غير (مبرر) وكانت الثقافة في رؤى حراكها بشكل عام لدى مثقفيها تجترح ثقافة تبرير حراك الانشطة الثقافية لدى الاتحاد السوفياتي ومجموعات الدول الاشتراكية المطوقة بما يعرف الستار الحديدي وكانت هناك قامات ثقافية وادبية وفكرية على صعيد العالم تسلط عليهم اجهزة الدول الامبريالية استخباراتها في مهنية مكثفة بسكون صمت وهمس ضجيج وكانت الروائية البريطانية المعروفة (دوريس ليسينغ) في أكثر من سنوات طوال ضمن حسابات مراقبة صمت دون ضجيج!
وقد كشفت مؤخرًا وثائق الاستخبارات البريطانية عن الروائية دوريس ليسينغ الحائزة على جائزة نوبل والتي خضعت زهاء عشرين عاما لمراقبة جواسيس بريطانيين كانوا يتشككون في معتقداتها الشيوعية ونشاطها الثقافي المناهض للعنصرية ولفتت ليسينغ انتباه عملاء الاستخبارات عام 1943 في روديسا الجنوبية التي اصبحت الآن زينبابوي حيث نشأت ومنذ ذلك الحين دأب الجواسيس في التلصص عليها في افريقيا وبريطانيا حتى عام 1964 وكانوا يسمونها صاحبة الدفتر الذهبي (ذي قولدن نوت بوك) وجمعت الاستخبارات البريطانية خمسة ملفات سرية عن ليسينغ تم ايداعها في الارشيف الوطني البريطاني ومن بين الوثائق الاولى نسخة مأخوذة من رسالة بعث بها مسؤول في وزارة الطيران ترجع لعام 1944 في شأن الصالون الثقافي الذي كانت تديره ليسينغ في سالزبوري التي اصبحت هاراري الآن وبعد 1949 انتقلت من روديسا الى لندن حيث اقتفى العملاء الامبرياليون اثرها وفي 1952 اهتم جهاز الاستخبارات الخارجية بزيارة قامت بها الى الاتحاد السوفياتي ضمن وفد من الكتاب البريطانيين المنتمين للتيار اليساري وقد بدأ الاهتمام بنشاط ليسينغ يتراجع بعد تركها الحزب الشيوعي البريطاني في عام 1956 احتجاجًا على دعمه سحق القوات السوفياتية للانتفاضة المجرية لكن الاوراق ظلت تضاف الى ملفها حتى عام 1964.
ليسينغ كأنها قدت من فرح جذاب في وعي انساني عميق الجذور يتجدد بهجة في الانتصار على غيب اسرار الحياة في الانسان كيفما حل على وجه الارض وكيفما رحل من على وجه الارض ايضا!
التجسس نقل اسرار المعلوماتية في حيثياتها المتنوعة ضد بلد آخر (...) وكانت الروائية المبتهجة بالإنسان دوريس ليسينغ نقل ثقافة وتفضيل ثقافة في وعي ثقافة نحو الاشتراكية وضد الرأسمالية!
ما رأيت صورة لها الا وهي مشعة مبتسمة كالشمس وتعاريج وجهها تذوب عراجين خطوط ناعمة رقيقة مدفونة في صفحات استنارة وجهها واكليل من الفضة يموج كفلق الصبح على رأسها وعيونها الملمومة بتجاعيد الكبر تشع بفرح الحياة في نظراتها في الثقافة اذا اخذت ترانيمها في اعجاز نبض الحياة في التحول الى حياة الرفاه الانساني في الحرية والمساواة وكانت انسانية دوريس ليسينغ مأخوذة بثقافة وعي اشتراكي ضد وعي رأسمالي وهو ما شكلها ثقافيا في وعي نظام انساني ضد وعي نظام لا انساني!
الثقافة روائيا كيف نفهمها (...) وكيف ندفع بها في الحياة (...) هي تنمو وتنمّى وتجدد في الحياة وليس خارج الحياة!
دوريس ليسينغ كانت تعيش ثقافة انسانية في وعي حياة أنمى واسعد الا ان نشاط (ليسينغ) اخذ يتعثر في ثقافة الحداثة والتحديث بعد تعثر وعيها خارج وعي حزبها الشيوعي البريطاني!
نقلا عن جريدة "الأيام"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة