الجزائر تودع أحد كبار أعلامها
الشيخ بوعمران، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، يوارى الثرى بالعاصمة الجزائرية مخلفًا وراءه تراثًا علميًا وفكريًا كبيرًا.
ووري الثرى، اليوم، بالجزائر العاصمة، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الشيخ بوعمران، بعد أن وافته المنية أمس، عن عمر يناهز 92 سنة، بحضور كبار المسؤولين في الدولة؛ نظرًا للثقل والاحترام الذي كان يحظى به هذا العالم الجليل في الجزائر.
ودّعت الجزائر الشيخ بوعمران، الذي يعد أحد أقطاب الفكر والعلم فيها، بعد مسار مهني حافل تقلد فيه العديد من المسؤوليات، وأسهم خلاله بعشرات المؤلفات في الفكر والعلم، إلى أن ترأس المجلس الإسلامي الأعلى الذي أنهى فيه مشواره.
وعرفت جنازة الفقيد اليوم بمقبرة سيدي فرج بالعاصمة، حضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، والوزير الأول عبد المالك سلال، وأعضاء من الحكومة، إلى جانب شخصيات سياسية وتاريخية ورفقاء وأقارب الفقيد.
وإثر إعلان وفاته، كتب فيه الرئيس بوتفليقة معزيًا: "إن فكر الفقيد قد اتسم في مجال التراث والفلسفة بالتدقيق والوسطية، فهو من العلماء الذين يوائمون ما بين النقل والعقل، ويحاجون بالمنطق الذي لا يخل بمنظومة القيم الروحية في تراثنا العربي الإسلامي، وقد برز منهجه في البحث والتوجيه في المقالات التي كان يكتبها في مجلة المجلس الإسلامي الأعلى الذي ترأسه أعوامًا عدة، ومن خلال نضاله الطويل في مجال الكشافة الإسلامية، وإن رحيله اليوم ليعد خسارة في حقل المعرفة والثقافة في بلادنا".
مسار حافل
ويعد الدكتور بوعمران، الذي ولد سنة 1924 بالبيض (400 كلم غربي الجزائر العاصمة)، من أبرز الشخصيات الوطنية؛ حيث التحق في سن مبكرة من العمر بالمدرسة القرآنية ليزاول تعليمه الإبتدائي وتحصل على شهادة الدراسات الابتدائية سنة 1938.
وبعد مساره التعليمي بالجزائر، انتقل إلى فرنسا التي تحصل بها على شهادة الدراسات المعمقة من جامعة السوربون سنة 1956، ثم اشتغل الفقيد عقب الاستقلال أستاذًا للفلسفة بجامعة الجزائر قبل أن يصبح رئيسًا للمعهد ذاته.
كما تقلد عدة مناصب؛ من بينها مستشار وطني في وزارة الثقافة سنة 1990، ثم وزيرًا للاتصال والثقافة سنة 1991، وترأس اتحاد الكتاب الجزائريين سنتي 1995 و1996 قبل أن يتولى رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى منذ سنة 2001.
وأسهم الفقيد بالعديد من الأعمال الفكرية من بينها "مشكلة الحرية الإنسانية"، "الكشافة الإسلامية الجزائرية عمل جماعي"، "الأمير عبد القادر المقاوم والإنساني" و"الجزائر المستعمرة عبر النصوص"، بالإضافة إلى العديد من المقالات في مختلف الصحف والمجلات.
ويعد المجلس الإسلامي الأعلى الذي ترأسه الفقيد 15 سنة كاملة، هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية بموجب الدستور الجزائري، تتكون من 15 عضوًا وليس لها صلاحية الفتوى.
aXA6IDQ0LjIyMi4xMzQuMjUwIA== جزيرة ام اند امز