زلزال انهيار الريال.. إيران تعتقل مسؤولا بالبنك المركزي
إيران اعتقلت عدة أشخاص آخرين بينهم مساعد محافظ البنك المركزي لشؤون العملة الصعبة لتورطهم بتهم فساد.
أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني أجئي، اعتقال مساعد محافظ البنك المركزي لشؤون العملة الصعبة أحمد عراقجي.
وقال محسني أجئي، إنه وفي إطار متابعة ملف المخلين بالنظام المالي والمصرفي للبلاد تمت إحالة ملفات 3 أشخاص من الذين اكتملت ملفاتهم وصدرت لائحة الاتهام بحقهم إلى المحكمة وستبدأ قريبا محاكمتهم.
وتابع أنه تمت، اليوم الأحد، ملاحقة واعتقال عدة أشخاص آخرين بينهم مساعد محافظ البنك المركزي لشؤون العملة الصعبة والذي سمعت عن عزله من منصبه مؤخرا.
وكان عبدالناصر همتي، الرئيس الجديد للبنك المركزي الإيراني، أقال معاونه لشؤون العملات الأجنبية أحمد عراقجي، في محاولة لوقف مسلسل انهيار الريال الإيراني أمام الدولار الأمريكي.
وتولى عبدالناصر همتي، منذ أيام قليلة رئاسة البنك المركزي الإيراني، خلفا لولي الله سيف، الذي أقيل من منصبه بعد الانهيار التاريخي للريال أمام الدولار.
وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية إن عبدالناصر همتي أقال أحمد عرقجي من منصبه، بسبب الانتقادات التي وجهت له من قبل عدد من النواب والمسؤولين، لخبراته المتواضعة في هذا المجال، وعدم قدرته على مواجهة الانهيارات التي لحقت بالعملة الإيرانية خلال الأسابيع الماضية، وهو ما عجّل بقرار إقالته من هذا المنصب الحساس.
وانهار الريال الإيراني خلال الأيام الماضية أمام الدولار، قبل موعد توقيع أول حزمة من العقوبات الأمريكية ضد طهران، وخسر الريال الإيراني نسبة 20% من قيمته منذ الشهر الماضي، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار والتضخم ووقف عمليات البيع والشراء.
وتبدأ الإثنين 6 أغسطس/آب، أولى العقوبات الاقتصادية على بعض الشركات التجارية، وعدد من الشخصيات الإيرانية.
ووفق مسح لـ "العين الإخبارية"، صعد الدولار الأمريكي مقابل الريال الإيراني بنسبة 126% منذ مارس/آذار الماضي، ارتفاعا من 45 ألف ريال.
ويمهد هذا الانهيار في أسعار صرف النقد الأجنبي إلى كوارث اقتصادية في طهران، وانهيارات كبيرة داخل المجتمع الإيراني، تتثمل في صعود كبير في أسعار المستهلك (التضخم)، خاصة على السلع المستوردة من الخارج، أو يدخل فيها مكون أجنبي.
ويتزامن الهبوط الكبير في سعر العملة المحلية، مع مظاهرات واحتجاجات تشهدها مدن إيرانية، رفضا لشح النقد الأجنبي، واتساع نشاط سوق الصرف الموازية (السوداء)، وحملة اعتقالات تقوم بها الأجهزة الأمنية الإيرانية ضد المتظاهرين.
وكشفت أرقام حكومية حديثة عن ارتفاع معدلات التضخم والبطالة في إيران على مدار الأشهر الأخيرة، بالتزامن مع تدهور قياسي بقيمة العملة المحلية "الريال" أمام الدولار الأمريكي، وتفاقم حالة الكساد التي ضربت أسواق البلاد مؤخرا، وسط عجز المسؤولين الرسميين عن التوصل لحلول ناجزة.
ويتوقع الخبراء الاقتصاديون أن تزداد الأوضاع سوءا، وهو ما يصاحبه زيادة حالة الغضب الشعبي ضد نظام الملالي الإيراني.