خطوات متأخرة لوقف نزيف الاقتصاد الإيراني قبل استئناف العقوبات
قرارات وسياسات مصرفية إيرانية جديدة قبل العقوبات الأمريكية، وهاشتاج يهاجم الفساد الحكومي بالبلاد.
فيما يترقب الإيرانيون تطبيق أولى حزم العقوبات الأمريكية الجديدة غدا، على خلفية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، انعقد اجتماع حكومي طارئ في طهران.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية، من بينها وكالتا "إرنا"، و"فارس"، أن المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي، عقد اجتماعا بحضور الرئيس الإيراني حسن روحاني، لإقرار سياسات مصرفية جديدة، في الوقت الذي فشلت فيه إجراءات حكومة طهران مؤخرا في كبح جماح التدهور الاقتصادي، وتهاوي قيمة العملة المحلية لأدنى مستوياتها تاريخيا.
وحضر الاجتماع، بحسب وكالة "إرنا"، كل من صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية، وعلي لاريجاني رئيس البرلمان، حيث تمخض عن 3 قرارات تتمثل في تأمين السلع الأساسية، وتقديم تسهيلات للناشطين الاقتصاديين بالصادرات والواردات، والتصدي للمفسدين في الاقتصاد المحلي، على حد قولها.
- قبل ساعات من بدء تطبيق العقوبات.. اقتصاد إيران يترنح
- توابع انهيار الريال الإيراني.. الإطاحة بمسؤول العملات الأجنبية
ويرى مراقبون ومتعاملون بالأسواق الإيرانية، بحسب راديو فردا، أن سياسات الحكومة المصرفية قد باءت بالفشل بعد انخفاض الريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي، حيث هبطت قيمته بنحو 20% منذ الشهر الماضي، متوقعين موجة غلاء جديدة بأسعار السلع الغذائية قد تصل لنحو 100 %.
وأدت أزمة شح الدولار إلى ارتفاع الأسعار والتضخم وشيوع حالة من الكساد، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الحكومية وقف تزويد المسافرين بعملات أجنبية، وحظر تداول العملة الصعبة بالمطارات.
ويتزامن التوافق الحكومي حول "سياسات الإنقاذ" الجديدة التي انتهجها البنك المركزي الإيراني، والمقرر الإعلان عنها خلال ساعات، مع واحدة من أسوأ المراحل التاريخية على مستوى اقتصاد طهران طوال 4 عقود، بعد أن تجاوز الدولار حاجز 120 ألف ريال.
وكشف "إسحاق جهانجيري" النائب الأول للرئيس الإيراني، بحسب وكالة أنباء مهر، عن أن تفاصيل السياسات المصرفية الجديدة ستعلن لوسائل الإعلام المحلية، الإثنين، بعد اعتمادها حكوميا.
وعلى صعيد متصل، دشن إيرانيون هاشتاج لاقى حضورا واسعا على موقع تويتر، نددوا خلاله بتفشي الفساد الحكومي، وتسلط رجال الدين على مقاليد الاقتصاد.
وطالب المغردون بإسقاط من نعتوهم بـ"جراثيم الفساد" المتورطين في عمليات اختلاس ورشاوى، في الوقت الذي يعاني فيه ملايين الإيرانيين أوضاعا معيشية متردية.