عملاق النفط الفرنسي "توتال" تغادر إيران رسميا
شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال" انسحبت رسميا من مشروع بمليارات الدولارات في إيران.
انسحبت شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال" رسميا من مشروع بمليارات الدولارات في إيران وقررت وقف جميع أنشطتها هناك في أعقاب إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران.
أقر بذلك وزير النفط الإيراني بيجن نمدار زنغنة، اليوم الإثنين، في تصريحات لوكالة الأنباء الخاصة بالبرلمان حيث أعلن أن "توتال انسحبت رسميا من اتفاق تطوير المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي. مضى أكثر من شهرين على إعلانها أنها ستنسحب من العقد".
وأكدت شركة النفط والغاز الفرنسية توتال أنها أخطرت السلطات الإيرانية بانسحابها من مشروع بارس الجنوبي للغاز الذي تصل استثماراته إلى مليارات الدولارات بعدما لم تحصل على إعفاء من عقوبات أمريكية.
وقالت توتال في بيان عبر البريد الإلكتروني "بالنسبة لمصير حصة توتال، لم يتم إبلاغنا بموقف رسمي من سي.إن.بي.سي. لكن كما قلنا دائما سي.إن.بي.سي، وهي شركة حكومية صينية، لها الحق في استئناف مشاركتنا إذا قررت ذلك".
وأكد زنغنة أمام البرلمان الحالة المزرية لمنشآت النفط والغاز الإيرانية قائلا إنها "متداعية" وبحاجة لأعمال تجديد لا يمكن لإيران تحمل نفقاتها.
وحضر زنغنة إلى البرلمان الاثنين للإجابة على أسئلة متعلقة بمخاوف حول السلامة، في اعقاب عدد من الحرائق التي اندلعت مؤخرا في مصاف.
ونقلت عنه وكالة إرنا الرسمية قوله أمام البرلمان إن "جزءا كبيرا من صناعة النفط متداع واعمال التحديث الضرورية لم تحصل".
وأكد الوزير الإيراني تسجيل عشر حالات يوميا من تعرض انابيب لثقوب في منشآت ايران الجنوبية، وان عمر بعض المصافي يصل إلى 80 سنة "في وقت يبلغ عمر منشأة صناعية مفيدة 30 سنة".
وأضاف "ليس لدينا موارد لتحديثها".
وكانت توتال قد أعلنت في مايو الماضي أنها قد تنسحب من المرحلة 11 في حقل بارس الجنوبي (إس.بي 11) في ضوء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق نووي دولي مع إيران.
وأثار قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 مع إيران مخاطر بأن تتعرض دول أوروبية قامت بالاستثمار في إيران منذ ذلك الحين لعقوبات أمريكية جرى فرضها مجددا، بعد انتهاء مهلة "لتصفية النشاط" تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، فضلا عن قرار جديد لترامب بفرض عقوبات أخرى على طهران بدأ سريان المرحلة الأولى منها في أغسطس الجاري ويبدأ سريان المرحلة الثانية في نوفمبر المقبل.
وقالت توتال في بيان سابق: "في الثامن من مايو (أيار)، أعلن الرئيس دونالد ترامب قرار الولايات المتحدة الانسحاب من خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) وإعادة فرض العقوبات الأمريكية التي كانت سارية قبل تنفيذ خطة العمل المشتركة الشاملة، على أن يكون ذلك مرهونا بفترات زمنية محددة لتصفية النشاط".
وأضافت أنه نتيجة لذلك "فإن توتال لن تستمر في مشروع إس.بي 11 وسيتعين عليها أن تنهي جميع العمليات المرتبطة به قبل الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، ما لم تحصل توتال على إعفاء استثناء محدد للمشروع من قبل السلطات الأمريكية بدعم من السلطات الفرنسية والأوروبية".
ونوهت توتال إلى أنها لن تقدم أي تعهدات أخرى تجاه مشروع بارس الجنوبي الإيراني، وأضافت أنها تعمل مع السلطات الفرنسية والأمريكية بشأن إمكانية الحصول على إعفاء للمشروع.
وأضافت الشركة الفرنسية أنها أنفقت حتى الآن ما لا يقل عن 40 مليون يورو (47 مليون دولار) على مشروع بارس الجنوبي، وأن الانسحاب منه لن يؤثر على المستويات المستهدفة لنمو إنتاج الشركة.
ويوضح ما أعلنه وزير النفط الإيراني اليوم الاثنين أن الشركة الفرنسية فشلت في الحصلول على أي استثناء من العقوبات الأمريكية للبقاء في طهران.