سياسة
البابا فرنسيس: رحلتي إلى الإمارات مثل "غصن الزيتون" رمز السلام
البابا فرنسيس يشيد بنهج التسامح والتعايش السلمي في الإمارات وتوفيرها حرية العبادة وضمانها.
أشاد قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، الإثنين، بنهج التسامح والتعايش السلمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوفيرها حرية العبادة وضمانها، في مواجهة التطرف والكراهية.
وشكر البابا فرنسيس، خلال كلمته التي ألقاها في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي يستضيفه صرح زايد المؤسس، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قائلا: "أنا ممتنٌّ لمجلس الحكماء على اللقاء الذي تم في مسجد الشيخ زايد".
وأضاف قداسة البابا فرنسيس "نحن جميعا في دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل السلام"، لافتاً إلى أن "رحلته للإمارات مثل غصن الزيتون رمز السلام".
كما تقدم قداسته بالشكر للسلطات المدنية والدينية والدبلوماسية والمشاركين في تنظيم المؤتمر ورجال الأمن بدولة الإمارات على حسن الاستقبال الحارّ الذي قدموه لقداسته والوفد المرافق له.
إشادة البابا بقادة الإمارات
وأضاف البابا فرنسيس أنه "بسبب بُعد النظر وحكمة قادة الإمارات، تحولت الصحراء إلى مكان مزدهر ومضياف"، مشيرا إلى أن الصحراء التي كانت حاجزا عسيرا ومنيعا صارت مكانا للقاء بين الثقافات والديانات.
واستطرد قائلا: "لقد أزهرت الصحراء هنا، ليس فقط لأيام قليلةٍ في السنة، إنما لسنوات كثيرة في المستقبل، إن هذا البلد الذي تُعانق فيه الرمالُ ناطحاتِ السحاب يبقى تقاطعا مهما بين الشرق والغرب، بين شمال الأرض وجنوبها، يبقى مكانا للنمو، حيث الفسحات التي لم تكن مأهولة في السابق، تقدم اليوم فرصَ عملٍ لأشخاص من أمم مختلفة".
وأعرب عن سعادته بعقد "أول منتدى دولي للتحالف بين الأديان من أجل مجتمعات أكثر أمانا، حول مسألة كرامة الطفل في العصر الرقمي، في أبوظبي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي".
وأكد أن "الحوار وشجاعة قبول الاختلاف التي تتضمن الاعتراف الكامل بالآخر وبحريته، ومن بينهما الحرية الدينية، لا تقتصر على حرية العبادة، بل ترى في الآخر أخا بالفعل، وابنا لبشريتي نفسها، ابنا يتركه الله حرا، ولا يمكن بالتالي لأية مؤسسة بشرية أن تجبره، حتى باسم الله".
وقال قداسة البابا في كلمته إنه جاء إلى دولة الإمارات كمؤمن متعطش للسلام، وكأخٍ يبحث عن تعزير التعايش السلمي وأن يكون أحد أدوات نشر السلام بين أبناء البشرية، مشيرا إلى أن شعار زيارته يتألَّف من حمامةٍ تحمل غصنَ زيتون.
واستطرد قائلا: "بحسب الرواية الكتابية فإن الله، كيما تُحفظ البشرية من الدمار، قد طلب من نوح أن يدخل في السفينة مع عائلته. واليوم أيضا لكي نحافظ على السلام باسمِ الله، فنحن بحاجة إلى الدخول معا كعائلة واحدة في سفينة يمكنها أن تَعْبُرَ بحار العالم العاصِفة: إنها سفينة الأُخُوَّة".
إنهاء التمييز.. وقف سباق التسلح
وطالب البابا فرنسيس في كلمته بضرورة الحفاظ على قدسية كل شخص وكلِّ حياة بشرية؛ دون التمييز بينهما، وبضرورة الاعتراف بحقوقهما، مؤكدا أن هذا هو تمجيد لاسم الله على الأرض.
وأدان قداسته جميع أشكال العنف؛ لأن استعمال اسم الله لتبرير الكراهية والبطش ضد الآخرين إنما هو تدنيس خطير لاسمه، مشددا على أنه لا وجود لعنفٍ يمكن تبريره دينيا.
وأكد أن عَدُوَّةَ الأخوةِ وتأكيد الذات الخاصة على حساب الآخرين، هما فخٌّ يهدد جميع جوانب الحياة، والمجتمع.
وأشار قداسة البابا، في كلمته، إلى أن الاستثمار في الثقافة يعزز انحسار الحقد ونمو الحضارة والازدهار، ويحد من العنف، موضحا أن العدالة هي الجناح الثاني للسلام، التي غالبا ما لا تتضرر بفعل أحداث فردية، لكنها تتآكل ببطء جرَّاء الظلم، قائلا: "إن السلام والعدالة لا ينفصلان أبدا"
.
وطالب في نهاية كلمته بوقف سباق التسلح، قائلا: "ربما أكثر من أي وقت مضى، واجبٌ لا يمكن إرجاؤه بعد اليوم: الإسهامُ بشكل فاعل في تجريد قلب الإنسان من السلاح. إن سباق التسلح، وتمديد مناطق النفوذ، والسياسات العدائية، على حساب الآخرين، لن تؤدي أبدا إلى الاستقرار.. الحرب لا تُولِّد سوى البؤس، والأسلحةُ لا تُولِّد سوى الموت!".