السيسي: نطالب بتعاون دولي لإنهاء النزاعات في القارة الأفريقية
الرئيس المصري يحذر، أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، من خطورة استمرار بؤر التطرف وتصاعد معدلات الجريمة المنظمة.
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تشهد نزاعات مسلحة وحروبا أهلية وصراعات عرقية، محذرا من خطورة استمرار بؤر التطرف وتصاعد معدلات الجريمة المنظمة.
وأضاف السيسي، في كلمة مصر وأفريقيا أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الـ55، أن المؤتمر يلتئم هذا العام وسط تحديات ومخاطر متزايدة، مشيرا إلى أن عدم تسوية القضية الفلسطينية على نحو عادل هو أكبر ما يهدد الشرق الأوسط.
وأوضح أن تفشي مخاطر الإرهاب والتطرف وما يشكله ذلك من ضغوط على مفهوم الدولة الوطنية وانهيار مؤسساتها، بات يزيد من تعقيد الأوضاع وخطورتها على مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها.
واستكمل "وقد ضاعف من وطأة تلك التحديات ما يشهده النظام الدولي من استقطاب وتصاعد في حدة المواجهات السياسية، إلى جانب تحديات الطبيعة، كتغير المناخ والتصحر ونقص المياه وغيرها، وهو ما يتطلب العمل على تعزيز الجهود الدولية، لأن تحديات العصر الراهن تفوق قدرة أي دولة أو تجمع محدود على مواجهتها، لكونها صارت لا تعترف بالحدود الجغرافية، وبات تأثيرها يشمل الجميع".
وتابع السيسي أن مصر تعمل على تدشين مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية الذي تستضيفه القاهرة لمساعدة الدول التي خرجت من النزاعات المسلحة.
ولفت إلى أن إحدى أولويات دول الاتحاد الأفريقي هي إعادة الإعمار والتنمية بعد اتفاقية "إسكات البنادق"، مؤكدا أن الوضع في ليبيا من أهم القضايا على الساحة الأفريقية، وتتطلب منا جميعا تقديم الدعم اللازم لجهود المبعوث الأممي ودعم جهود المؤسسة العسكرية الليبية.
وأوضح السيسي أن مصر حرصت على تقديم العون لليبيا لتوحيد المؤسسة العسكرية وبناء تنمية مستدامة بما ينعكس إيجابيا على الشعب الليبي.
وحول ملف اللاجئين قال الرئيس المصري إن قضية الهجرة واللاجئين تتطلب معالجة شمولية وابتكارية تأخذ في جذورها الأزمات المسببة لها وتخفيف المعاناة الإنسانية المصاحبة لتلك القضية، مشيرا إلى أن مصر نجحت في وقف أي محاولات للهجرة غير الشرعية عبر شواطئها منذ سبتمبر 2016.
واختتم السيسي كلمته معربا عن إيمان مصر بأهمية الحوار الدولي، وهو ما دفع القاهرة لتدشين منتدى أسوان للتنمية المستدامة ليكون منصة دولية تبحث سبل تعزيز الترابط.
كلمة السيسي في الجلسة الرئيسية للمؤتمر هي الأولى لرئيس دولة غير أوروبية منذ تأسيس مؤتمر ميونيخ عام 1963.
وكان الرئيس المصري قد تسلم رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، الأحد الماضي، وشهد نشاطاً مكثفاً على مدار 3 أيام، حيث ترأس الجلسة العامة، وعدداً من الجلسات المغلقة، لمناقشة أجندة الاتحاد الأفريقي، وكذلك العمل على دعم التكامل والتنمية في الدول الأفريقية.
وانطلقت، الجمعة، أعمال الدورة الـ55 لمؤتمر ميونيخ للأمن، أكبر وأهم ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين في العالم، جنوبي ألمانيا، بحضور عشرات قادة الدول والحكومات ووزراء الدفاع والخارجية.
ويناقش مؤتمر ميونيخ هذا العام قضايا عدة؛ أبرزها التنافس الدولي بين الدول الكبرى، والعلاقات عبر الأطلسي "العلاقات الأوروبية الأمريكية"، ومستقبل الاتحاد الأوروبي، والملف الإيراني، وقضايا الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب، والأزمة الأوكرانية.
وبالإضافة إلى ذلك، يناقش مئات الخبراء المشاركين في المؤتمر قضايا عدة في جلسات نقاشية؛ أبرزها مستقبل الحد من التسلح والتعاون في السياسة الدفاعية، والتقاطع بين السياسات التجارية وسياسات الأمن الدولي، وتأثير قضايا التغير المناخي على الأمن الدولي.
وتعد الدورة الحالية للمؤتمر التي من المقرر أن يحضرها 35 قائد دولة وحكومة في مقدمتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، و80 وزير خارجية ودفاع من مختلف دول العالم، فضلا عن 600 خبير أمني، "الأكبر والأكثر أهمية" منذ تدشين المؤتمر الأمني الرفيع في 1963.