مقتل ضابط وإصابة عشرات المدنيين في اشتباكات باعتصام الخرطوم
المجلس العسكري السوداني يقول إن هناك جهات تتربص بالثورة وأزعجتها النتائج الإيجابية التي حدثت في التفاوض مع قوى الحرية والتغيير.
أعلن المجلس العسكري الانتقالي في السودان، مساء الإثنين، مقتل ضابط في الجيش السوداني وإصابة عشرات المدنيين، خلال إطلاق نار من قبل مجموعات مسلحة بساحة الاعتصام في الخرطوم.
واتهم كل من المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير التي تقود الاحتجاجات بالسودان، جهات تتربص بالثورة وتحاول إجهاض التقدم الذي شهده مسار التفاوض.
وأفاد شهود عيان لـ"العين الاخبارية" بأن قوة مشتركة من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتبكت مع مجموعة مسلحة مجهولة اعتدت على المحتجين بشارع النيل من الناحية الشمالية لساحة الاعتصام، وصدتها ما خلف عشرات الجرحى.
وشهدت منطقة وسط الخرطوم توترا شديدا عقب محاولة جهة مجهولة فض الاعتصام بالقوة وإزالة المتاريس، مع إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأوضح الناطق الرسمي للمجلس العسكري الفريق شمس الدين كباشي، في بيان، أن هناك جهات تتربص بالثورة وأزعجتها النتائج الإيجابية التي حدثت في التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، وتحاول إجهاض أي اتفاق وإدخال البلاد في نفق مظلم.
وقال :"دخلت هذه المجموعات إلى منطقة الاعتصام وعدد من المواقع الأخرى وقامت بدعوات مبرمجة لتصعيد الأحداث من إطلاق للنيران والتفلتات الأمنية الأخرى في منطقة الاعتصام وخارجها والتحرش والاحتكاك مع المواطنين والقوات النظامية".
وأضاف أن الأحداث أدت لاستشهاد ضابط للقوات المسلحة يتبع إدارة الشرطة العسكرية (الرائد كرومة) وإصابة ثلاثة أفراد آخرين إلى جانب عدد كبير من الجرحى والمصابين من المعتصمين".
وتابع البيان: "نعمل مع قوى إعلان الحرية والتغيير لاحتواء الموقف بكل تعاون وفهم".
بدورها، طالبت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان المجلس العسكري الانتقالي القيام بخطوات جادة لحماية المتظاهرين وفق أوامر واضحة بالتعامل بالصرامة اللازمة مع كل من يفتعل العنف.
ورفضت قوى الحرية والتغيير، الإثنين، العنف ضد المدنيين المعتصمين أيا كان مصدره، وذلك عقب إصابة نحو 15 سودانيا، بالرصاص في محيط اعتصام الخرطوم وبعضهم في حالة خطرة.
وأصدرت القوى بيانا جاء فيه "أن ما يحدث من عنف محاولة بائسة لاختراق ما أنجزته قوى الثورة في التفاوض للوصول لاتفاق حول تسليم مقاليد الحكم لسلطة انتقالية مدنية، ومحاولات بقايا النظام السابق فض الاعتصامات باستخدام الرصاص ودهس الثوار، لن تجعل الثورة تحيد عن سلميتها".
وأشارت القوى إلى أن الثورة السودانية التي استمرت سلمية لخمسة أشهر تمثل قلعة سلام عاتية لا تستطيع محاولات بقايا النظام، وقوى الثورة المضادة المساس بها".
وطالبت "الحرية والتغيير" المجلس العسكري القيام بواجباته في حماية المتظاهرين السلميين، لا سيما وأن ما يجري محاولة لإجهاض تقدم التفاوض.
وشددت قوى "الحرية والتغيير" على أن سلامة المحتجين تمثل أولوية قصوى لا تحتمل العبث، محذرة الجهات التي تحاول إرجاع عقارب الساعة للوراء، والانقضاض على مكتسبات الثورة السودانية.
وأوضحت أن موقفها مع المجلس العسكري الانتقالي لن تؤثر عليه محاولات الدولة العميقة "تنظيم الإخوان الإرهابي"، وما حدث من تقدم في مفاوضات نقل السلطة انتصار للثورة، والسخط الذي يشعر به الثوار نتاج بطء التجاوب مع مطالبهم، داعيا لتصعيد المقاومة السلمية حتى تحقيق مطالب الثورة.
ومن جهتها قالت لجنة أطباء السودان المركزية إن ما يقرب من 15 سودانيا أصيبوا بالرصاص في محيط الاعتصام بالعاصمة السودانية.
وأضافت في بيان أنه: "ارتوت أرض اعتصامنا المجيد قبل قليل بدماء طاهرة لشاب عشريني لم يتم التعرف على هويته، وذلك إثر إصابة بطلق ناري في الصدر من قبل مليشيات النظام الساقط في محاولاتها فض اعتصام الشعب السوداني".
وأضاف البيان أن "حزننا على الشهداء سنتبعه بالمزيد من التماسك والحشد للثورة حتى تكتمل كافة أركانها بقيام السلطة المدنية الانتقالية والاقتصاص لدماء الشهداء".
وكان مراسل "العين الإخبارية" أفاد بأن سحب الغاز المسيل للدموع غطت ساحة الاعتصام أمام قيادة الجيش السوداني، ما جعل المحتجين يشرعون في تعزيز حواجز الحجارة "المتاريس" على جنبات ساحة اعتصام الخرطوم الأربعة للتصدي لمحاولات إزالتها.