مليشيا الحشد الشعبي الإيراني تقتحم السفارة البحرينية في بغداد
لقطات فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر حشودا متجمهرين حول السفارة وبعضهم متسور جدران السفارة.
اقتحم العشرات من مليشيا الحشد الشعبي الإيراني، مساء الخميس، مقر السفارة البحرينية في بغداد، وسط غياب تام للسلطات الأمنية في المنطقة.
- مليشيا "الحشد".. ذراع إيران لاقتحام جامعات العراق
- مليشيات "الحشد".. دمى إيران وسلاحها لإرهاب القوات الأمريكية بالعراق
وقال الملازم أول سعيد صابر، الضابط في الشرطة العراقية بمدينة بغداد لـ"العين الإخبارية": "احتشد العشرات من عناصر مليشيا الحشد الشعبي الإيرانية، مساء الخميس، بشكل مفاجئ أمام مقر السفارة البحرينية في منطقة المنصور ببغداد، وبعد ذلك اقتحموا السفارة واعتلى عدد منهم المبنى وأنزلوا العلم البحريني".
وأشار إلى أن قوة أمنية عراقية أخرجت موظفي السفارة البحرينية من المقر قبل ساعة من بدء الاقتحام كي لا يتعرضوا لأي اعتداءات من قبل المتظاهرين، فيما لا يزال الموظفون العراقيون العاملون في السفارة موجودين فيها.
وكانت مملكة البحرين حذرت في ١٨ مايو/أيار الماضي مواطنيها من السفر إلى العراق وإيران إثر تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الإيراني.
وحينها، قالت الخارجية البحرينية في بيان لها: "نهيب بالمواطنين الكرام عدم السفر إلى كل من إيران والعراق في الوقت الراهن، وذلك ضماناً لأمنهم وحفاظاً على سلامتهم"، وطالبت مواطنيها بالعودة من البلدين فورا حفاظا على سلامتهم.
وقال مسؤول في الاستخبارات العراقية لـ"العين الإخبارية": إن مخطط مليشيات الحشد الشعبي لمهاجمة السفارة البحرينية في بغداد يهدف لزعزعة الاستقرار في العراق خدمة للنظام الإيراني.
وبين المسؤول العراقي -الذي فضل عدم الكشف عن اسمه– أن عناصر المليشيات الذين اقتحموا السفارة البحرينية ينتمون لمليشيات عصائب أهل الحق والنجباء وكتائب حزب الله وكتائب الإمام علي وكتائب الخراساني وبدر بإشراف مباشر من فيلق القدس جناح الحرس الثوري والسفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي.
وأظهرت لقطات فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حشوداً متجمهرين حول السفارة، وبعضهم متسور جدران السفارة، وقال معلقون في الفيديو: "إنه تم إنزال العلم البحريني من فوق مبنى السفارة".
وانتقد معلقون كثرة وقائع الاقتحام، مشيرين بأصابع الاتهام لإيران ومليشيات الحشد الشعبي التي تتمتع بنفوذ واسع في العراق.
وعبّر السفير السعودي السابق في العراق، ثامر السبهان، عن أسفه الشديد لوقوع مثل هذا الحادث، وقال على حسابه في تويتر: "ما يحدث الآن لسفارة مملكة البحرين في بغداد أمر مؤسف للغاية".
واقتحام السفارات والجامعات العراقية ليس بجديد على مليشيا الحشد الشعبي الإيراني، فقد شهدت بلاد الرافدين العديد من الوقائع المشابهة أشهرها مؤخراً اقتحام السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية.
وفي الثاني من يونيو/حزيران الجاري، اقتحمت مليشيات الحشد الشعبي، حرم جامعة كركوك، ومنعت رئيس الجامعة الجديد صباح أحمد إسماعيل من تولي منصبه، الأمر الذي يظهر مدى سيطرة المليشيات الإيرانية على مفاصل العراق وتدخلاتها في شؤون حكومته.
وفتحت إيران خلال السنوات الماضية العشرات من مراكز التدريب والمدارس الشرعية في بغداد ومدن العراق الأخرى، مهمتها تجنيد الشباب من خلال غسل أدمغتهم.
وتنظم هذه المراكز والمدارس رحلات سفر لهؤلاء الطلاب إلى إيران، بهدف تجنيدهم في صفوف فيلق القدس وجهاز الاستخبارات، واستخدامهم لتنفيذ عمليات إرهابية في دول المنطقة، خصوصاً في اليمن ولبنان وسوريا.
وتواصل مليشيا الحرس الثوري الإيرانية والميليشيات التابعة لها في العراق تصدير الإرهاب لمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وخصوصا لمملكة البحرين عبر تدريب وتسليح تنظيم شباب ١٤ فبراير الإرهابي وإعداده لتنفيذ عمليات إرهابية في البحرين ودول الخليج العربي.
وخلال الأسابيع الماضية شكل الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس لمجاميع مسلحة من عناصر مليشيات الحشد الشعبي مهمتها زعزعة الاستقرار في العراق من خلال تنفيذ هجمات صاروخية على المصالح الأمريكية والدولية في العراق.
وتنفذ العناصر عمليات اغتيال في صفوف شخصيات عراقية سياسية وإعلامية وثقافية مناهضة لإيران وتنفيذ تفجيرات تستهدف أماكن مقدسة لدى العراقيين لإشعال الساحة العراقية، وإشغال المجتمع الدولي بالعراق لإبعاد الأنظار عن إيران، وإنقاذ نظام طهران من الانهيار.