مليشيات "الحشد".. دمى إيران وسلاحها لإرهاب القوات الأمريكية بالعراق
صحيفة ألمانية تحذر من خطورة المليشيات في العراق على القوات الأمريكية المنتشرة هناك في ظل تصاعد الصراع بين واشنطن وطهران.
قالت صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية الخاصة، إن مليشيات الحشد الشعبي في العراق تمثل خطرا كبيرا على القوات الأمريكية المنتشرة هناك في ظل تصاعد الصراع بين واشنطن وطهران، ما دفع الولايات المتحدة إلى وضع قواتها في حالة تأهب قصوى.
وفي عددها الصادر الأحد، أضافت الصحيفة أنه "في أجواء يغلفها القلق، وضعت واشنطن قواتها البالغ عددها ٥ آلاف جندي في العراق في حالة تأهب قصوى، وأمرت دبلوماسييها الزائدين عن الحاجة بمغادرة الأراضي العراقية فورا".
وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن هذه الإجراءات الاحترازية جاءت بسبب تهديدات من المليشيات التابعة لإيران.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم إنهم يتوقعون حدوث هجمات تستهدف القوات الأمريكية في العراق في حال وقوع أي مواجهة عسكرية مع إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران تعول كثيرا على مليشياتها في العراق الذين يدينون لها بالولاء والقادرين على شن هجمات نوعية.
وأكدت الصحيفة أنه رغم أن الحكومة العراقية قامت بدمج قوات الحشد الشعبي البالغ تعدادها ١٠٠ ألف مقاتل في القوات النظامية العراقية فإن الخبراء يؤكدون أن هذه المليشيات تتصرف وفق إملاءات طهران ولن تطيع أوامر بغداد.
ورأت الصحيفة الألمانية أن عناصر الحشد الشعبي يدينون بالولاء بشكل كامل لرأس النظام الإيراني علي خامنئي.
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة: "المليشيات في العراق تعتبر دمى في يد إيران، وتمثل تهديدا كبيرا ووشيكا للقوات والمصالح الأمريكية"، مضيفة: "سيتفاقم هذا التهديد في حال وقع صراع عسكري بين واشنطن وطهران".
وفي الفترة الأخيرة، تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران بعد أن قرر النظام الإيراني التحلل من بعض التزاماته بموجب الاتفاق النووي الموقع في ٢٠١٥، وبسبب الدور الإيراني المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط ورعايتها الإرهاب.
وعلى إثر هذا التصعيد الإيراني وتهديدها المصالح الدولية والأمريكية، أرسلت واشنطن قوات عسكرية على رأسها حاملة الطائرات العملاقة "أبراهام لينكولن" وقاذفات "بي 52"، وصواريخ باتريوت بهدف ردع إيران.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في مايو/أيار 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وأعاد فرض حزمتي عقوبات اقتصادية شملت قطاعات اقتصادية مهمة أبرزها النفط والمصارف، ما عمّق من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران، بسبب إهدار موارد وثروات شعبها على حروبها بالوكالة خارج الحدود.
وبعد عام من إعلان واشنطن انسحابها من اتفاق إيران النووي المبرم في 2015، أعلنت طهران في 8 مايو/أيار الجاري تعليق العمل ببعض الالتزامات الواردة فيه.
وتثار شكوك دولية بشأن مدى التزام إيران بالاتفاق الذي وقعت عليه مع القوى الكبرى، غير أنها استغلت مرحلة الرفع الجزئي للعقوبات، وسعت تحت مظلة الاتفاق النووي لتوسيع نفوذها العسكري في بلدان مجاورة عبر برامج صواريخ باليستية، فضلاً عن تمويل مادي ولوجيستي لمليشيات مسلحة.
وإلى جانب العشرات من المليشيات المسلحة التي تنشرها وتدعمها طهران في العراق وتضم عشرات الآلاف من المقاتلين، لم تتوقف إيران ومليشياتها خلال السنوات الماضية عن نقل المئات من صواريخها والطائرات المسيرة بدون طيار إلى العراق ضمن خطتها لجعل بغداد ساحة حرب رئيسية مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.